اخر الاخبار

«الدارة» تعزز السردية الوطنية بإطلاق ملتقى التاريخ الشفوي ومشروع «رجالات المؤسس»

دشّنت دارة الملك عبد العزيز النسخة الأولى من «ملتقى التاريخ الشفوي»، وأطلقت بالتزامن مشروع «رجالات الملك عبد العزيز»، في خطوة تعكس توجهاً مؤسسياً لتعزيز توثيق الذاكرة الوطنية بوصفها ركيزة من ركائز السردية التاريخية للدولة السعودية، برعاية الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، وبحضور الأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز، وزير الحرس الوطني، وذلك في مركز الملك عبد العزيز التاريخي بمدينة الرياض.

ويكتسب الملتقى بعداً سياسياً وثقافياً لافتاً، إذ يندرج ضمن الجهود الوطنية الرامية إلى صون التراث غير المادي، وتوثيق الروايات الشفوية التي أسهمت في تشكيل المجتمع السعودي، ومسيرة بناء الدولة، بما يعزّز حضور الذاكرة الوطنية في مواجهة تحديات التزييف، والانتقائية التاريخية.

وافتُتح الحفل بالسلام الملكي، ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم، أعقبها عرض تعريفي استعرض مسيرة دارة الملك عبد العزيز في مجال التاريخ الشفوي، ومنهجياتها العلمية في جمع الروايات، وتوثيقها وفق معايير بحثية معتمدة، تضمن موثوقية هذا النوع من المصادر التاريخية.

جانب من الحضور خلال عزف السلام الملكي (الشرق الأوسط)

وفي كلمته، استعرض الدكتور فهد بن عبد الله السماري، الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز، البدايات المؤسسية لنشاط التاريخ الشفوي في الدارة منذ عام 1416هـ، مشيراً إلى ما شهده من تطورٍ منهجي أسهم في ترسيخ الرواية الشفوية بوصفها مصدراً أصيلاً ومكمّلاً للوثائق المكتوبة، ورافداً مهماً لفهم التحولات السياسية والاجتماعية في تاريخ المملكة.

وعلى صعيد متصل، دشّن الأمير فيصل بن سلمان والأمير عبد الله بن بندر مشروع «رجالات الملك عبدالعزيز»، الذي يُنفَّذ بالتعاون بين دارة الملك عبد العزيز ووزارة الحرس الوطني، ويهدف إلى إبراز الأبعاد التاريخية المرتبطة بسيرة الملك المؤسس –رحمه الله– ورجاله، وتوثيق أدوارهم في تثبيت دعائم الدولة السعودية، وبناء مؤسساتها.

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لدارة الملك عبد العزيز الأستاذ تركي بن محمد الشويعر أن انعقاد النسخة الأولى من «ملتقى التاريخ الشفوي» يمثل امتداداً لرسالة الدارة العلمية والمعرفية، ومظلة جامعة للمختصين والباحثين في هذا الحقل، بما يسهم في تطوير الممارسات البحثية والتطبيقية للتاريخ الشفهي.

وأشار الشويعر إلى أن مشروع «رجالات الملك عبد العزيز» يأتي ضمن حزمة مشاريع وطنية توثيقية تهدف إلى إبراز سير الرجال الذين أسهموا في بناء الدولة، وتسجيل أدوارهم من خلال الروايات الشفوية، والمصادر التاريخية المتعددة، بما يعزّز قراءة متوازنة وشاملة للتاريخ الوطني.

وأوضح أن مركز خدمات المستفيدين في الدارة يتيح حالياً أكثر من 1800 مقابلة شفوية ضمن برنامج التاريخ الشفوي، إضافة إلى أكثر من 45 مقابلة ضمن مشروع «رجالات الملك عبد العزيز»، في مؤشر على الجهد التراكمي الذي تبذله الدارة لإتاحة الذاكرة الوطنية للباحثين، والمهتمين.

وفي ختام حفل التدشين، قدّم الأمير فيصل بن سلمان درعاً تذكارية للأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز، تقديراً لجهود وزارة الحرس الوطني في توثيق الروايات المرتبطة برجالات الملك عبد العزيز، وإبراز إسهاماتهم التاريخية.

جانب من الحضور (الشرق الأوسط)

عقب ذلك، انطلقت الجلسات العلمية للملتقى بمشاركة نخبة من المؤرخين والباحثين والأكاديميين من داخل المملكة وخارجها، حيث تناولت الجلسة الأولى جهود المؤسسات في خدمة التاريخ الشفوي، فيما ركّزت الجلسة الثانية على مبادرات الأفراد، ودورهم في جمع الروايات، وحفظ الذاكرة الوطنية.

ويهدف «ملتقى التاريخ الشفوي» إلى إبراز الدور الريادي لدارة الملك عبد العزيز في هذا المجال على مدى أكثر من ثلاثة عقود، وتوسيع نطاق إتاحة المصادر التاريخية رقمياً، بما يعزّز مكانة الدارة مرجعيةً وطنيةً في التوثيق الشفهي محلياً، ودولياً.

كما يُعدّ الملتقى باكورة سلسلة سنوية تطلقها الدارة ضمن استراتيجيتها لحفظ التراث غير المادي، ويمثل في الوقت ذاته انطلاقة الحملة الإعلامية الوطنية «معاً لنروي ذاكرة الوطن»، الهادفة إلى إشراك المجتمع بمختلف فئاته في صون الذاكرة الوطنية، وتعزيز الشراكات الأكاديمية والبحثية مع الجامعات والمؤسسات العلمية داخل المملكة، وخارجها.