تل أبيب ترتكب المجازر في بيت لاهيا و الأمم المتحدة تنّدد بالغارات الوحشية والجيش الإسرائيلي يعلن أن مهمته لم تنتهِ
ندد تور وينسلاند منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، بالهجمات "المستمرة على المدنيين" بعد غارات جوية إسرائيلية على بيت لاهيا في قطاع غزة ليلة السبت وفجر الأحد والتي أسفرت عن مقتل العشرات.
وقال وينسلاند "يأتي هذا بعد أسابيع شهدت عمليات مكثفة أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين وعدم وصول أي مساعدات إنسانية تقريبا إلى السكان في شمال".
أفاد تقرير وزارة الصحة في قطاع غزة أن القصف الإسرائيلي في مشروع بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة، منذ ليلة السبت وفجر الأحد ارتفع ليصل إلى 87 قتيلاً، وأكثر من 40 إصابة بينها حالات حرجة جداً.
كما أشار التقرير إلى أن "الجيش الإسرائيلي ارتكب سبع مجازر ضد العائلات"، وصل منها للمستشفيات 84 قتيلاً و 158 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
أحد سكان شمال غزة: "شعرنا وكأن زلزالًا قد ضرب"
وصف أحد سكان شمال غزة اللحظة التي ضربت فيها الغارات الإسرائيلية حيّه في بيت لاهيا بأنها أشبه بـ" زلزال "
يقول أحمد الحاجين لقد "هربنا للخارج بعد سماع صراخ النساء والأطفال ووجدنا أن جيراننا قد استُهدفوا بقنابل ضخمة".
ويضيف الحاجين أن سكان الحي غالبيتهم "مدنيين وعائلات نازحة"، العديد منهم فرّوا من "المناطق شديدة الخطورة" وكانوا يعتقدون أنهم سيكونون آمنين هناك.
وأشار إلى أن العديد من الأشخاص الذين قُتلوا تم إخراجهم من تحت الأنقاض، لكن العديد " مازلوا محاصرين".
ناشد طبيب في شمال غزة بوقف الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات "قبل فوات الأوان" و "قبل أن يُباد شعب بأكمله".
إذ قال الدكتور عيد صباح، مدير التمريض في مستشفى كمال عدوان، إن الغارات الإسرائيلية في بيت لاهيا دمرت بالكامل عدة مبانٍ، حيث تم "هدم أكثر من أربع أو خمس كتل سكنية حتى الأرض".
ويشير الدكتور صباح إلى أن العشرات قُتلوا وجُرح العديد، "بعضهم وصل إلى المستشفى، وبعضهم لا يزال تحت الأنقاض، داعياً إلى إنهاء "الحصار" المفروض على المستشفيات في شمال غزة وعودة الحياة إلى طبيعتها.
في المقابل، قال دانيال هاغاري المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي، إنه بالرغم من القضاء على زعيم حركة حماس يحيى السنوار لكن "مهمتنا لم تنته بعد".
وأضاف هاغاري أن إسرائيل لن تهدأ حتى تعيد جميع الرهائن إلى وطنهم "بأي وسيلة ممكنة"، مؤكداً على أن إسرائيل ستواصل الدفاع عن شعبها "من كافة التهديدات، على جميع حدودها".
في غضون ذلك، تستمر حماس في المطالبة بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، ووقف الأعمال "العدائية"، ونقل المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار المنطقة التي مزقتها الحرب، كشروط لقبول وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية بـ"الضغط على الاحتلال لوقف الإبادة الجماعية في مشروع بيت لاهيا ومخيم جباليا وفي محافظة شمال قطاع غزة، وكذلك لوقف التطهير العرقي ضد شعبنا الفلسطيني" بحسب نص البيان.
كما أكد مدير المستشفى الإندونيسي مروان السلطان، أن جثثاً وضحايا معظمهم من الأطفال والنساء، كانت تصل المستشفى حتى ساعات الفجر الأولى، مشيراً إلى إصابة أكثر من مائة آخرين.
وأضاف في تصريح له أنهم باتوا عاجزين أمام العدد الكبير للجرحى والقتلى، واصفاً الأوضاع بالصعبة للغاية منذ بداية الحرب، إذ يجتمع القصف والحصار ونقص المواد الطبية وانقطاع الكهرباء، على حد تعبيره.
من جانبه أكد حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان، أنهم وصلوا لمرحلة المفاضلة في التعامل مع الحالات الخطيرة، وأن الكثير من الإصابات فارقت الحياة لعدم القدرة على التعامل معها بسبب إمكانيات المستشفى الضعيفة وفقدان الاختصاصات الهامة.
وطالبت وزارة الصحة في غزة بتوفير حماية للطواقم الطبية والمرضى والمستشفيات وإدخال الوقود الكافي لتشغيل المشافي، كما طالبت الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية بالحضور والوجود داخل المشافي.
وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية أن طائرة مسيرة من نوع "كواد كابتر" أطلقت النار على خيم النازحين في ساحة مستشفى العودة، واستهدفت بشكل مباشر سيارة إسعاف.
وفي تعليقه على الحادثة، قال الجيش الإسرائيلي إنه يُدقق في تقارير تتحدث عن سقوط ضحايا خلال غارة على شمال قطاع غزة، حسبما نقلت وكالة رويترز.
هذا وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو قالت إنها تظهر اللحظات الأولى للقصف، ولم يتسنى لبي بي سي التحقق منها بشكل منفصل.
وقالت مصادر طبية إن طواقم الدفاع المدني لم تتمكن من الوصول لأماكن القصف، مشيرة إلى أن أعداد القتلى مرشحة للزيادة جراء الإصابات الخطيرة وفي ظل نقص المستلزمات الطبية والأدوية بسبب حصار مستشفيات الشمال لليوم السادس عشر على التوالي.
كما قالت قناة الأقصى الفلسطينية، إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار والقذائف تجاه المنازل في جباليا ومخيمها، ويستمر في محاصرة مراكز الإيواء، كما يواصل نسف المباني غرب مخيم جباليا وفي مناطق مختلفة من شمال غزة.
ونقلت القناة عن مدير مستشفى كمال عدوان أن الجيش الإسرائيلي قصف المستشفى "بشكل عنيف"، واستهدف "خزانات المياه وشبكة الكهرباء"، مشيراً إلى أن هناك مفقودون وجرحى تحت الأنقاض فقدوا حياتهم جراء "منع وعرقلة وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم".
وأضافت القناة أن الجيش الإسرائيلي قصف منزلاً في محيط مفترق الطيران غرب غزة، ونفذ حزاماً نارياً على جنوب غرب مدينة غزة، بالإضافة إلى إطلاق النار في محيط منطقة القرم في حي التفاح شرق غزة.
وفي ذات السياق، حذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس مسويا السبت، من أن الفلسطينيين يعانون "أهوالاً تفوق الوصف" في شمال قطاع غزة المحاصر، مشيرة في تغريدة لها على موقع إكس إلى أن "الناس في جباليا محاصرون تحت الأنقاض، ويُمنع عناصر الإنقاذ من الوصول إليهم".
وأضافت المسؤولة الأممية أنه "تم تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين قسراً، كما بدأت الإمدادات الأساسية تنفد، وضُربت المستشفيات التي أصبحت مكتظة بالمرضى"، مشددة على أن "هذه الفظائع يجب أن تتوقف".
ودعت مسويا إلى ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي، الذي يحثّ على حماية المدنيين والجرحى والمرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية والمرافق الصحية.
كما أدانت حركة حماس القصف الإسرائيلي على بيت لاهيا، معتبرة أن "الصمت العربي والعجز الدولي شجع هذا العدو الفاشي المجرم على ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر"، لإفراغ شمال القطاع من سكانه بحسب بيان لها.
ودعت الحركة الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة وكافة الجهات الدولية المعنية إلى "التحرك الفاعل، لوقف هذه المحرقة"، وممارسة المزيد من الضغوط على الأنظمة والمنظمات الدولية لـ"مغادرة مربع الإدانة والاستنكار وتحمل مسؤوليتها في وقف هذه المحرقة" بحسب نص البيان.
ومنذ السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلنت إسرائيل عن بدء حملة عسكرية مكثفة جديدة في شمال قطاع غزة بهدف "منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها"، حيث شددت حصارها على المنطقة، وكثفت غاراتها اليومية عليها.
قد يهمك أيضــــاً:
الجيش الإسرائيلي يجدّد غاراته على الضاحية الجنوبية لبيروت ويدعو سكان منطقتين لإخلاءهما فوراً وإيران تقول إن حزب الله مسؤول عن استهداف منزل نتنياهو
الجيش الإسرائيلي يعلن وفاة أحد جنوده متأثرا بجراحه بعد إصابته خلال معارك في جنوب لبنان