القرآن الكريم مصدر التشريع والتوحيد .. دعوة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تشوه دين الإسلام الحنيف باتت ضرورة ملحة خاصة بعد انصراف المسلمين عن كتاب الله القرآن الكريم ، والذي يعد بمثابة الدستور الالهي الذي يحكم علاقات وتصرفات وحياة المسلمين ، بات علي امة الاسلام ضرورة السير وفق المنهج والخطاب الإلهي المنزل من السماء والذي لا يعتريه شك او تحريف ، منهج رباني يدعو الي الرحمة والعدل والحرية والسلام.
إسرائيليات التي فرقت المسلمين
من هذا المنطلق ترتكز كتابات ومولفات مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي والتي تدعو الناس في مشارق الأرض ومغاربها، الي ضرورة إسدال ستارة سوداء على الإسرائيليات التي فرقت المسلمين وشوهت الدين، وأسست للكراهية والعدوان، ومكنت منا أعداء الامة والدين ، اذ يؤكد الحمادي علي اهمية تصحيح تلك المفاهيم المغلوطة التي شوهت صحيح الدين وضرورة السير علي طريق الهداية الربانية وإكمال الرسالة الإلهية الواردة في القرآن الكريم مصدر التشريع والتوحيد والالهام .
كتاب كريم يهدي به الناس
اذ يقول علي الشرفاء الحمادي ان الله سبحانه وتعالي كلف رسوله عليه الصلاة والسلام بحمل رسالة الإسلام للناس كافة في كتاب كريم يهدي به الناس إلى طريق الخير والصلاح، وقد بلغ الرسالة بكل الأمانة ، وتحمّل في سبيلها صنوفاً شتى من ألوان الإيذاء والعنت والإشاعات بإيمان لا يتزعزع بأن الله سوف ينصره ، وأصر على أن يستمر في دعوته دون خوف أو تردّد فيما كلفه الله تعالى به حتى أكمل الله عز وجل دينه ، وأتم على الأمة نعمته في حجة الوداع.
خاتمة الرسالات والقرآن الكريم
ويستدل مفكر العرب بقوله سبحانه وتعالى : ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي وَرَضِيتُ لكم الإسلام دينا ” .. صدق الله العظيم ، بهذه الآية يبلغ الناس باستكمال الرسالة التي أنزلها الله على رسوله ، لتكون هداية للناس ونوراً يخرجهم من الظلمات إلى النور ، وهي خاتمة الرسالات أودعها الله في القرآن الكريم ، وما تضمنه من تشريعات إلهية ودعوة الناس للإسلام ، وما يدعو إليه من الإيمان بالله الواحد الأحد ، والإيمان برسوله محمد ، والإيمان بكل الرسل والأنبياء من قبله ، حيث وضع الله سبحانه في الخطاب الإلهي للناس قيم العدالة والمساواة ونشر السلام ، وتعاون بني الإنسان ، وتشريع إلهي ينظم العلاقة بين الله وعباده ، وينظم العلاقة بين الإنسان ومجتمعه ، وبين الإنسان ووالديه ، وتبيان الحقوق الزوجية وحقوق الايتام وضوابط تنظيم العلاقة بين الإنسان وسائر البشر فى كافة المعاملات ، وأن يستنبط الناس القوانين التي تنظم حياتهم من التشريع الالهي المبني على الرحمة والعدل. واحتفظ الله سبحانه بحقه في حساب خلقه يوم الحساب كقوله تعالى : ” إِنَّ إِلينا إِيَّابهُمْ ( ٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم ” .. صدق الله العظيم .
رسالة الاسلام للناس كافة
لقد اختار الله سبحانه وتعالي رسولنا الكريم محمد بن عبد الله من بين خلقه ، ليحمل رسالة الاسلام للناس كافة حيث يقول عز وجل في كتابه الكريم: ” قُل إنما أنا بشر مثلكم يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلهكم إله واحِدُ فَمَن كَانَ يرجو لقاءَ رَبِّهِ فَلَيعَمَل عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشرك بعبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ” .. كما قال سبحانه وتعالى مخاطباً رسوله الكريم : ” قُل سُبحانَ رَبِّي هَل كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ” .. ويصف سبحانه مهمة رسوله الكريم بقوله عز وجل : ” لَقَدْ مَنْ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنفُسِهِم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مبين “
وأرسل رسوله ليعلمهم ويفسّر لهم من التشريعات الإلهية ويوضح لهم مراد الله من أوامره لعباده ، حيث يقول سبحانه وتعالي : ” ولقد كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أَسْوَةً حَسَنَةً لمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ” .. ليقتدوا بأخلاقه وصفاته حيث جعله الله قدوة للمسلمين الصادقين في عبادتهم لله وتصرفاتهم وسلوكياتهم التي شرعها الله لهم في منهج يرتقي بالإنسان بقيم إيمانية وأخلاقيات سامية.
تصحيح المفاهيم المغلوطة
ويضيف علي الشرفاء انه ومن أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة ، والتشوهات التي تناقلتها مؤلفات الفقه والتفاسير المختلفة- التي اعتمدت على روايات منسوبة لبعض الصحابة تناقلتها الألسن بعد مرور أكثر من قرنين من الزمان على وفاة الرسول- في تفسير دلالات الآيات في القرآن الكريم ، وما أحدثته من إرتباك في قناعات المسلمين ، وما ترتب على ذلك من تشويه صورة الدين الإسلامي عند غيرهم من الشعوب حينما استقلت كلُّ فرقة بمفهومها الخاص واتخذت كل فرقة من علمائها مرجعاً وحيداً في كل ما يختص بفقه العبادات والمعاملات ، وتعصبت كل فرقة لمذهبها أدت الى خلق كيانات اجتماعية مستقلة في المجتمع الواحد ، وصل بعضها إلى تكفير الفرقة الأخرى ، وقد تسببت في ذلك فتاوى وتفاسير بشرية اتبعت روايات ضالة تعدّدت مصادرها واختلفت أهدافها لتفريق المسلمين والإبتعاد عن منهج القرآن الكريم
معاملاتٍ وأخلاقيات عظيمة
وللتصحيح وفق رؤية مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي يجب على كل مسلم أن يتَّخِذَ القرآن الكريم مرجعيّته لدينه ، وعلى المسلمين أن يتدبروا ما في آياته من عبادات ومعاملاتٍ وأخلاقيات وقيم عظيمة في العدالة والرحمة والمساواة بين البشر وعبر تعينُ الإنسان في اختيار الطريق المستقيم وأن يكون لهم نوراً يخرجهم من الظلمات إلى النور.
أفكار وتأويلات بشرية
فمن أراد الله به خيراً يشرح صدره للقرآن ، ومن أراد غير ذلك فسوف يَتَّبِعُ الشيطان ، ويكون عرضة لعدم الاستقرار النفسي والالتباس الفكري ، حينما يكون أسيراً لأفكار بشرية وتأويلات عجزت عن فهم مراد الله لخلقه. ومن ادعى العلم والمعرفة واختزل الإسلام في فهمه وعيَّن نفسه وصيَّا على المسلمين ، وحلّ محلّ مرجعية القرآن تذكيرًا بقوله سبحانه وتعالى: ” وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ وَبُشْرَى للمُسلِمِينَ ” .. صدق الله العظيم .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .