تكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي هو المُستقبل| مُلخّص تغطية NVIDIA في معرض CES25

خلال حدثها الخاص في معرض CES 2025، استعرضت شركة NVIDIA العديد من المُنتجات المُميّزة التي تعكس رؤية الشركة للفترة القادمة؛ التي تُركّز على الذكاء الاصطناعي كمُحرّك أساسي لكُل التقنيات المُستقبلية. تضمّنت هذه الكلمة الرئيسية عددًا كبيرًا من التصريحات والإعلانات الهامّة، التي تؤكّد على رؤية الشركة. وكالعادة، كانت عرب هاردوير موجودة لتغطية حدث NVIDIA المميز -الذي يعد بتغييرات جذرية وكبيرة في عالم الكمبيوتر- لحظة بلحظة.

ليس هذا فحسب، كان فريقنا متواجدًا أيضًا خلف الكواليس في يوم المُحرّرين الخاص بإنفيديا، لننقل لكم المزيد من خبايا الأداء والمميزات المُفصّلة للجيل التالي من كروت الشاشة والتقنيات المميزة التي ستُغيّر عالم الألعاب وطريقة تعاملنا مع الكمبيوتر، بل ونظرتنا للعالم بأسره!

نستعرض معكم في هذا المقال كل هذه التصريحات، ونُناقش بعضًا منها، لنرى مدى تأثيرها، واختلافها عن ما نمتلكه حاليًا من التقنيات. ومن ثم نرى هل هذه التقنيات تستطيع بالفعل إحداث تغيير حقيقي في تجربتنا مع البرامج والألعاب، وطريقة تعاملنا مع العالم من حولنا بالفعل؛ أم أن الأمر لا يخلو من بعض -أو الكثير- من المُبالغات كما يرى البعض. دعونا إذًا لا نُضيع المزيد من الوقت، ونبدأ حديثنا!

الجيل التالي من كروت الشاشة NVIDIA RTX 50 بمعمارية Blackwell

لا شك أن أكثر الأمور إثارةً في كلمة الرئيس التنفيذي لشركة NVIDIA السيد جنسن هوانج بالنسبة للكثيرين كان الإعلان عن الجيل الجديد من كروت الشاشة GeForce RTX 50 المبنية على معمارية “Blackwell” المتطورة. 

يأتي هذا الجيل من كروت الشاشة مع تحديثات على صعيد الأداء الرسومي، ودعم الذكاء الاصطناعي. حيث يدعم الجيل الجديد من تقنية DLSS 4K، التي تنقل مستويات تحسين الأداء إلى مرحلة جديدة من الدقّة والقوّة على حدٍ سواء. فيما تعمل RTX Neural Shaders، التي بدورها تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الرسوم والأداء، على تعزيز جودة الإضاءة والظلال في الوقت الفعلي، ما يخلق عوالم افتراضية أكثر واقعية.

يأتي الجيل الجديد من كروت الشاشة مع معمارية Blackwell الجديدة، التي تُقدّم الجيل الخامس من أنوية الذكاء الاصطناعي Tensor، والجيل الرابع من أنوية تسريع تتبّع الأشعّة RT Cores.

الأمر الذي ساعد بشكل كبير في تقديم أداء استثنائي في مجال العرض الموجه بالذكاء الاصطناعي، الذي يشمل التظليل المُعتمد على الشبكة العصبية، والهندسة والإضاءة. كل هذا بالإضافة إلى الجيل الجديد من الذاكرة الرسومية G7 أو GDDR7 التي ستوفّر عرض نطاق تردّدي أكبر بكثير من الجيل الماضي، ودعم واجهة PCI-Express 5.0 الأحدث.

ستتوافر كروت الفئة العُليا والمتوسّطة من معمارية Blackwell في البداية، مع كارتي RTX 5090 و RTX 5080 للفئة العُليا بأسعار 2000 و 1000 دولار؛ يليهما كارتيّ RTX 5070 Ti و RTX 5070 من الفئة المُتوسّطة بأسعار 750 و 550 دولار. وبالنظر إلى هذه الفوارق في الأسعار، فنحن بلا شك على موعد مع عائلة RTX 50 Super التي ستملأ تلك الفجوات في النصف الثاني من هذا العام، أو مع نهاية العام على أكثر تقدير.

كارت GeForce RTX 5090

المواصفات التقنية للكارت

الكارت الأول في المجموعة هو كارت RTX 5090، الأقوى على الإطلاق في الوقت الحالي. فبفضل التطوّر الكبير في قدرات الرسم العصبي Neural rendering المُعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ودمجها مع العجائب التي يوفّرها الجيل الجديد من تقنية DLSS 4؛ يستطيع هذا الكارت تحقيق نتائج أداء أداء غير معقولة حتى مع أعتى دقّات العرض والإعدادات الرسومية.

يأتي كارت RTX 5090 مع 92 مليار ترانزستور، ما يوفر أكثر من 3352 تريليون عملية ذكاء اصطناعي في الثانية (TOPS) من قوة الحوسبة؛ لتُقدّم مُستويات أداء (مع شمل التحسينات الناتجة عن تقنية DLSS 4) تصل إلى ضعف مُستويات أداء كارت GeForce RTX 4090. هذا بالطبع بالإضافة إلى 32GB من الذاكرة الرسومية من الجيل التالي GDDR7. الكارت مع ذاكرة GDDR7 ضخمة بسعة 32 جيجابايت، وهي أسرع ذاكرة متاحة، تعمل عبر واجهة ذاكرة 512 بت؛ وهو ما يوفر 1.8 تيرابايت في الثانية من عرض النطاق الترددي للذاكرة.

هناك أيضًا 21760 نواة CUDA، وهو ما يمثل زيادة بنسبة +33% مقارنة بكارت RTX 4090 التي تحتوي على 16384 نواة. وبالطبع هناك زيادة مُشابهة في عرض الناقل من 384 بت، إلى 512 بت لإضافة المزيد من التحسينات الإضافية في الأداء. 

أمّا من ناحية التصميم الفيزيائي للكارت، فقد تم تجديد التصميم الحراري لـ RTX 5090 بالكامل أيضًا، وذلك لتحسين تدفق الهواء وتقليل الضوضاء. تتميز وحدة معالجة الرسومات بتصميم تدفق هواء مزدوج، مما يعزز كفاءة التبريد ويقلل من ضوضاء المروحة، حتى عند مستويات الطاقة العالية. كل هذا مع الحفاظ على حجم أصغر للكارت نفسه مُقارنة بما يُمكن توقّعه من كارت بهذه القدرات المهولة.

المقارنة مع كارت RTX 4090

استعرضت NVIDIA أيضًا المقارنات المباشرة مع كارت الجيل السابق، حيث استطاع RTX 5090 تحقيق زيادة في الأداء بنسبة 30-40% بدون DLSS 4، وأكثر من 100% عند تمكين تقنية إنشاء الإطارات المُتعدّدة Multi Frame Generation. ولكن كما نعلم فهذ النتائج هي النتائج الخاصّة بالشركة وسنحتاج إلى تأكيدها بنفسها عند مراجعة هذه الكروت.

مميزات الكارت

  • تُعد البطاقة الرائدة في هذه السلسلة.
  • تقدم أداءً أعلى بنسبة تصل إلى 30-40% مقارنة بـ RTX 4090.
  • مثالية للألعاب بدقة 4K وحتى 8K بمعدلات إطارات سلسة.
  • يأتي مع ذاكرة GDDR7 بسعة 32 جيجابايت، مما يجعلها خيارًا ممتازًا للمحترفين والمبدعين.
  • السعر المتوقع: 1,999 دولار أمريكي.

كارت الشاشة RTX 5080

التالي في القائمة هو RTX 5080، الذي يأتي بذاكرة GDDR7 سعة 16 جيجابايت تعمل بسرعة 30 جيجابت في الثانية. يبلغ عدد أنوية CUDA 10752، وهو تحسن بنسبة 5% عن RTX 4080 Super (10240 نواة) وأكثر بنسبة 10% من RTX 4080 (9728 نواة). في الرسوم النقطية، هناك تحسّن في الأداء مقابل RTX 4080 صغير، يتراوح بين 10 إلى 15%. أمّا مع تفعيل DLSS 4، ستبدو الأمور أفضل بكثير.

مميزات الكارت

  • الخيار الأقل تكلفة في الفئة العُليا.
  • مستويات أداء أفضل من الجيل الماضي بنسب تتراوح بين 10-15%، ومع تفعيل DLSS 4 أكثر.
  • مثالية للاعبين الذين يرغبون في تجربة الفئة العُليا ولكن يبحثون عن توفير للمال أيضًا.
  • السعر المتوقع: 1000 دولارًا أمريكيًا.

كارت RTX 5070 Ti 

لدينا بعد ذلك كارت الفئة المتوسّطة الأقوى RTX 5070 Ti، الذي يأتي بذاكرة رسومية GDDR7 سعة 16 جيجابايت مع 8960 نواة تظليل CUDA في  مُقابل (RTX 4070: 7680 ، RTX 4070 Ti Super: 8448). على عكس البطاقات الثلاث الأخرى المدرجة هنا، لن يكون هناك إصدار Founders Edition لـ RTX 5070 Ti. أمّا على صعيد الأداء، فلدينا زيادة حوالي +20% بدون تفعيل تقنيات DLSS 4 الجديدة، وما يصل إلى أكثر من 100% مع تمكين DLSS 4!

مميزات الكارت

  • خيار متوسط أكثر قوّة لمُحبّي الأداء والسعر الأقل من الفئة العُليا.
  • مستويات أداء تتعدّى RTX 4090 حال تفعيل تقنيات DLSS 4، وبسعر أقل!
  • مثالية للاعبين الذين يرغبون في تجربة دقّة 4K بدون إنفاق أطنان من المال.
  • السعر المتوقع: 750 دولارًا أمريكيًا.

كارت الشاشة RTX 5070

أمّا ضيفنا الأخير في المجموعة RTX 5070، الذي قد يكون هو (رُمانة الميزان في هذا الجيل) فسيأتي مع 12 جيجابايت من ذاكرة GDDR7 الرسومية. ربما يكون هذا الكارت هو الذي سيتنافس معه RX 9070 من AMD. على صعيد مكاسب الأداء، فنحن تقريبًا أمام نسب مماثلة للكارت الأعلى RTX 5070 Ti. فمع تمكين تقنية توليد الإطارات المُتعدّدة DLSS 4، يستطيع كارت RTX 5070 تقديم نفس مستويات الفريمات التي يوفّرها كارت مثل RTX 4090 (الذي يدعم فقط DLSS 3 Frame Generation).

مميزات الكارت

  • خيار متوسط يجمع بين الأداء والسعر المناسب.
  • تقدم أداءً مقاربًا لكارت RTX 4090 بسعر أقل.
  • مثالية للاعبين الذين يرغبون في تجربة ألعاب متقدمة دون إنفاق مبالغ ضخمة.
  • السعر المتوقع: 549 دولارًا أمريكيًا.

تدعم السلسلة 50 أيضًا PCI Express Gen 5 وDisplayPort 2.1، مما يضمن التوافق مع أحدث الأجهزة الطرفية والشاشات عالية السرعة. مع ما يصل إلى ثلاثة أجهزة ترميز جديدة وجهازي فك تشفير من الجيل التالي.

التوافر والأسعار

ستبدّا كروت الجيل الجديد بالتوافر بدءًا من مارس المُقبل، أي أننا على بُعد أسابيع قليلة للغاية من رؤية الكروت وتجربتها على أرض الواقع. الأمر الذي يجعلنا مُتحمّسين للغاية لمعرفة مقدار التقدّم التقني التي توفّره تلك البطاقات مُقارنةً بالجيل الماضي، ليس فقط على صعيد الأداء المُحسّن بالذكاء الاصطناعي، ولكن على صعيد الأداء الخام نفسه، ومستويات سحب الطاقة والتبريد التي تستطيع تحقيقها.

الأجهزة المحولة واللاب توب

لا تقتصر ابتكارات NVIDIA على أجهزة الكمبيوتر المكتبية، فعائلة RTX 50 ستتواجد أيضًا في أجهزة اللاب توب القادمة، مع التركيز على كفاءة الطاقة وعمر البطّارية دون المساومة على الأداء. التي ستتوافر بأسعار مُدهشة للغاية. فعلى سبيل المثال، سنرى كارت RTX 5070 الرائع هذا في أجهزة لاب توب جديدة تبدأ أسعارها من 1300 دولار فحسب! هل لك أن تتخيّل؟ ستحصل على قوّة تُضاهي كارت RTX 4090 تقريبًا (حتى وإن كانت بعد تعزيز DLSS) وبسعر كُنت تحصل من قبل به على لاب توب بكارت 4070 على سبيل المثال! 

توفر أجهزة اللاب توب الجديدة من سلسلة RTX 50 ما يصل إلى ضعف أداء الذكاء الاصطناعي للطرازات السابقة، مما يتيح معالجة أسرع لنماذج الذكاء الاصطناعي الأكبر حجمًا. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت مهام تحرير الفيديو، مثل تلك الموجودة في DaVinci Resolve، أسرع بنسبة تصل إلى 40%. 

كما شهد عمر البطارية أيضًا زيادة كبيرة، حيث توفر العديد من أجهزة الكمبيوتر المحمولة الآن استخدامًا للطاقة أكثر كفاءة بنسبة تصل إلى 40% للألعاب وإنشاء المحتوى. الأمر الذي يجعل تجربة الجيل الجديد من كروت الشاشة سيتعدّى مُجرّد كونها نقلة جديدة عاديّة في مستويات الأداء فحسب، بل حتّى على صعيد استهلاك الطاقة، ودرجات الحرارة؛ بل وحتّى توافر تجربة لعب قوّية لفئة أكبر من المُستهلكين الذين يبحثون عن حلول أقل تكلفة من الفئات العُليا.

الذكاء الاصطناعي يرسم الألعاب. NVIDIA تُستعرض تقنية DLSS 4.0

لعل واحدة من أكثر التقنيات التي كان ينتظرها عالم اللاعبين حول العالم -كما هو الحال مع الجيل الجديد من كروت RTX-، هي تقنية DLSS في نُسختها الرابعة DLSS 4.0. ولم لا وقد كانت هذه التقنية بشكل كبير في الماضي هي المُحرّك الأساسي لتجربة 4K على العديد من كروت الشاشة التي لم تكن تستطيع فعليًا التعامل مع هذه الدقّة بعد.

لكن الأمر الذي لم يكن أحد يتوقّعه هو أن الجيل الجديد من التقنية سينقل التجربة من مُجرّد (تحسين) لعدد الإطارات، إلى (صناعة، أو رندرة، أو رسم) الغالبية العُظمى منها! نعم ما قرأته يا صديقي صحيح بالكامل، فالجيل الجديد من تقنية DLSS 4.0 سيتمكّن من رسم ¾ الإطارات التي يتم عرضها على الشاشة، فيما تقوم البطاقة الرسومية برسم واحدة فقط؛ وبالتالي سيتم رسم إطار واحد والتنبّؤ بثلاثة آخرين.

هذه التقنية الجديدة التي تُسمّيها الشركة Multi Frame Generation، لن توفّر فقط زيادة في عدد الإطارات تصل إلى 8 أضعاف مُقابل المعالجة الرسومية التقليدية فحسب، ولكنها ستتضمّن أيضًا باقي تقنيات NVIDIA التحسينية الأُخرى التي توفّرها الأجيال السابقة من تقنية DLSS؛ وستُحافظ على سلاسة العرض بفضل تقنية NVIDIA Reflex 2 Frame Warp التي تُقلّل زمن التأخير بنسبة تصل إلى 75%.

هنا قد يسأل أحدهم سؤالًا مُهمًّا للغاية مثل “ما هو تأثير هذا الأمر على اللاعبين وكروت الشاشة نفسها؟”؛ والإجابة البسيطة هي أن هذه التقنية ستعمل على رفع مُستويات الأداء إلى مراحل غير مسبوقة، كما أنها ستُساعد على توفير كمية كبيرة من الطاقة.

حيث تُقدّم تقنية DLSS 4 أول تطبيق في الوقت الفعلي لهندسة نموذج المحوّلات Transformers Models في أمور مثل تتبّع الأشعّة DLSS Ray Reconstruction، مما يوفّر جودة رسومية أفضل في تتبّع الأشعّة وليس فقط مُعدّلات إطارات أعلى؛ وتعظيم الصورة Super Resolution التي بدورها توفّر استقرارًا أكبر، وضبابية أقل، وتفاصيل أعلى، وممانعة تعرّج أفضل في الألعاب.

لكن على عكس الأجيال السابقة من التقنية، لن يتوفّر دعم الجيل الجديد من DLSS إلا مع الجيل الجديد من سلسلة RTX 50 فحسب (حتى الآن على الأقل)، وستتوافر 75 لعبة داعمة للتقنية يوم إطلاق الجيل الجديد.

الذكاء الاصطناعي في كل مكان

كما أشرنا في بداية حديثنا، هذا العام، تُركّز NVIDIA بشكل أكبر على تطبيقات الذكاء الاصطناعي المُتنوّعة في المجالات المُختلفة. لذا فتطبيقاته لم تقتصر فقط على كروت الشاشة أو عالم الألعاب، بل توسّعت لتشمل جميع المجالات تقريبًا كما سنرى في السطور القادمة. ولهذا تُطوّر NVIDIA في الوقت الحالي العديد من الخوادم وأجهزة الكمبيوتر العملاقة الموجّهة لتطبيقات الخوادم وتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي من NVIDIA. ويتم تصنيعها فيما يزيد عن 40 مصنع.

فبعد النجاح الباهر للأجيال السابقة من الشركة، أصبح الطلب على مُسرّعات NVIDIA أكثر كثافة من السابق؛ بشكل فاق مُعدّلات العرض. الأمر الذي جعل الشركة توسّع عمليات التصنيع الخاصّة بها في عدد أكبر من المصانع، وذلك لتوفير أجهزة الخوادم والكمبيوترات العملاقة، ومُسرّعات الذكاء الاصطناعي لأكبر عدد مُمكن من العُملاء. الأمر الذي بدوره يعكس الاهتمام المُتزايد من الجميع بترسيخ استخدام الذكاء الاصطناعي في مُؤسّساتهم، وبالتالي التأكيد على صحّة منظور NVIDIA نحو مُستقبل الحوسبة.

شريحة Grace Blackwell NVLink72

هذا الطلب بدوره كان دافعًا لكي تعمل الشركة على شريحتها القادمة للذكاء الاصطناعي الموجّهة لأجهزة الخوادم. وها نحن ذا أمام شريحة Grace Blackwell NVLink72، الأكبر في العالم لأجهزة الخوادم التي تخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية. بقدرات كفاءة طاقة تصل إلى أربعة أضعاف الجيل الماضي، وبقدرات حوسبة تصل إلى أضعاف الأجيال السابقة.

تُعتبر شريحة Grace Blackwell NVLink72 هي الأكبر في العالم حاليًا، حيث تتضمّن في داخلها عتاد مهول، وقدرات حوسبة غير مسبوقة بشكل لا يُصدّق. أنت يا صديقي أمام 72 شريحة مُعالجة رسومية من معمارية Blackwell، مع ما يصل إلى 1.4 ExaFLOPs من حسابات FP4.

الذكاء الاصطناعي التوظيفي Agentic AI

هل فكّرت من قبل في ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيُستبدل البشر في يومٍ من الأيام؟ حسنًا الإجابة قد تكون نعم في وقتٍ أقرب مما كُنّا نتخيّل. حيث تعمل NVIDIA الآن أيضًا على تحسين ما يُمكن للذكاء الاصطناعي توفيره للمُستخدم، وذلك بتطوير مكتبة كاملة من الأدوات والتطبيقات التي تُساعد الذكاء الاصطناعي ليس فقط على فهم المُستخدم، ولكن على تحسين النتائج، وتطوير نفسه بشكل أكبر في المجالات المُختلفة، طبقًا للمُعطيات المُتنوّعة.

هذا التطوّر سيؤدّي بدوره إلى تطوير ما تُسمّيه الشركة بالموظّفين الرقميين أو AI Agents، وهم بمثابة الموظّفين الرقميين الذين يُمكنك الاستفادة منهم في عملك في المُستقبل القريب للغاية. حيث ستعمل هذه الموديلات على الكثير من الخدمات المُختلفة المُعتمدة على المهارات الوظيفية المُختلفة، وسيتم تدريبها لتُصبح فيما بعد خُبراء في المجالات الخاصّة بها، وسيتم التعامل معها بالضبط المُوظّفين!

فعلى سبيل المثال، قد يتم تطوير أحد هذه النماذج على أن يكون خبير في عمليات التصميم، فيما سيتم تدريب الآخر على العمل في التحليل المالي للشركات، وآخر كمندوب خدمة عُملاء وغير ذلك من الوظائف المُختلفة. ومن ثم يتم تدريب أحدهم كمُتخصّص في الموارد البشرية HR Agent، الذي بدوره سيعمل على توفير بيئة تدريب و تحسين لباق العُملاء أو AI Agents! هل تجد الأمر مُخيفًا؟

منصة NVIDIA Cosmos: عصر جديد للذكاء الاصطناعي

أعلنت NVIDIA أيضًا عن منصة Cosmos التي تُمثل تحولًا كبيرًا في كيفية تطوير الأنظمة الذكية. حيث تُتيح هذه المنصة للمطورين والباحثين إنشاء نماذج ذكاء اصطناعي ضخمة، بما في ذلك تطبيقات المركبات ذاتية القيادة والروبوتات؛ ومن ثم التطوير عليها بشكل أكبر للدرجة التي تجعلها تُحاكي الفيزيائية الحقيقية، ما يجعل دمجها في الروبوتات البشرية لتدريبها على فهم العالم الفيزيائي أمرًا أكثر سهولة من السابق. 

وهو ما نُسمّيه بالذكاء الاصطناعي الفيزيائي؛ الذي يأخذ الروبوتات للمرحلة التالية من التطوّر. حيث ستتمكّن في المُستقبل من فهم مُحيطها الفيزيائي والأجسام وما شابه. وذلك للوصول إلى فهم يُشبه الفهم البشري للمُحيط، وتجسيد هذا الفهم لتصرّفات بعد ذلك. حيث ستُمكّن Cosmos المُطوّرين من تحويل المُحاكاة التي يوفّرها Omniverse إلى تطبيقات واقعية وعملية، تستطيع مُحاكاة الواقع، والتعامل مع العالم الفيزيائي المُحيط بنا.

على سبيل المثال، يُمكن استخدام منصة Cosmos لتطوير أنظمة ذكية تُحسن كفاءة القيادة الذاتية في المركبات من خلال تحليل بيانات المرور في الوقت الفعلي، والقدرة على التعامل مع الأجسام الفيزيائية وكيفيه تحرّكها، وكيف تتعامل مع العوامل الفيزيائية الأُخرى والمفاجئة بشكلٍ أكثر دقّة وذكاء. بالإضافة إلى ذلك، ساعدت المنصة شركة روبوتيكس ناشئة على تصميم روبوتات ذكية قادرة على أداء مهام معقدة مثل إدارة المخازن وتنظيم الشحنات بدقة وسرعة.

يُمكننا إذًا جمع المميزات التي توفّرها المنصّة كالتالي:

  • إمكانية توليد بيانات اصطناعية بجودة عالية لتدريب الأنظمة الذكية.
  • تقليل التكلفة الزمنية والمادية لتطوير النماذج.
  • دعم كامل للتكامل مع منصات الحوسبة السحابية والبنية التحتية للشركات.

مشروع DIGITS: حاسوب خارق فائق الصغر!

في خطوة لتعزيز إمكانيات المطورين والباحثين، كشفت NVIDIA عن مشروع DIGITS، وهو حاسوب مكتبي فائق الصغر مُصمم لتلبية احتياجات الذكاء الاصطناعي المتطورة؛ ويحتوي على جميع خدمات NVIDIA الموجودة على الساحة في الوقت الحالي

يتميز الجهاز بمعالج NVIDIA المركزي الجديد Grace CPU مع معالج رسومي من جيل Blackwell، بالإضافة إلى حجمه الصغير للغاية، وقدرته على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة محليًا دون الحاجة إلى الاعتماد على السحابة. هذا الكمبيوتر يتم تصنيعه الآن بالفعل، وسيتوافر في الأسواق بحلول شهر مايو من العام الحالي.

على صعيد المواصفات التقنية، يأتي DIGITS مع معالج NVIDIA المركزي الجديد Grace CPU (الذي يحتوي على 20 نواة ARM)، مع معالج رسومي من جيل Blackwell (بقدرات حسابية للذكاء الاصطناعي تصل إلى 1PFLO FP4). هذا بجانب 128 جيجابايت من ذاكرة DDR5X الموحّدة، وما يصل إلى 4 تيرابايت من التخزين، وشرائح مُتطوّرة للتوصيل.

المقارنة مع الحلول أخرى

عند مقارنة DIGITS بحلول أخرى مثل محطات العمل السحابية AWS Deep Learning AMI أو Google Colab Pro، نجد أن DIGITS يتميز بأداء محلي فائق يُجنب المستخدمين مشاكل الاتصال السحابي. بينما تقدم الحلول السحابية مرونة في التوسع، فإن DIGITS يمنح المطورين تحكمًا كاملاً بتكاليف التشغيل، خاصة عند العمل على مشاريع طويلة الأجل. كما أنه خيار مثالي للباحثين الذين يتعاملون مع بيانات حساسة تحتاج إلى معالجة محلية.

مواصفات الجهاز:

على صعيد المواصفات التقنية، سيأتي جهاز DIGITS الجديد مع عتاد داخلي مُدهش، لا يعكس فقط القوّة التي وصل إليها الجيل الجديد، ولكن قدرات التحسين والحجم الصغير الذي يُمكنك الآن تكوينها:

  • يعتمد على معالج رسومي من سلسلة RTX 50.
  • حجم صغير للغاية، لا يتعدّى حجم كف اليد، مما يجعله مُناسب للتنقّل.
  • يُمكنه تشغيل نماذج تصل إلى 200 مليار معلمة.
  • يحتوي على نظام تبريد متقدم لضمان الأداء الأمثل.
  • السعر المتوقع: 3,000 دولار أمريكي.

شراكات استراتيجية مع الشركات العالمية

أعلنت NVIDIA عن تعاونها مع عدد من الشركات الرائدة لتعزيز تطبيقات تقنياتها المتقدمة. هذه التعاونات شملت تطويرات مع شركات موجودة بالفعل كعملاء لـNVIDIA، وأيضًا مجموعة من الشراكات الجديدة مثل:

  • تويوتا: شراكة جديدة تهدف إلى تطوير السيارات ذاتية القيادة بتقنيات NVIDIA؛ حيث سيكون التركيز على تحسين الكفاءة والأمان ذاتية القيادة.
  • أورورا: تعاون لتحسين تقنيات النقل والشحن الذاتي باستخدام حلول NVIDIA؛ وذلك بهدف تسريع التحول نحو مركبات ذاتية القيادة بالكامل.

مُعالج Thor Blackwell

هذه السيّارات الكهربائية ستحتاج بدورها إلى قدرات مُعالجة خاصّة لتشغيلها. وهنا يأتي دور مُعالج Thor Blackwell الجديد، المُخصّص للروبوتات، والذي يستطيع التعامل مع عدد مهول من المُستشعرات وقراءة بيناتها، ومن ثم التعامل معها. هذه المُعالجات الجديدة توفّر 20 ضعف قدرات الجيل السابق من شرائح Orion.

الذكاء الاصطناعي هو المُستقبل!

قدمت NVIDIA في معرض CES 2025 رؤية واضحة لمستقبل التقنية، حيث لم تُركّز الشركة فقط على تعزيز الابتكار ودمج الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر في مجال الألعاب فحسب؛ بل تعدّى الأمر ليشمل مجالات مثل الصحّة، والصناعة والحياة اليومية. هذا بالطبع بجانب التطوّر في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء.

المنتجات والشراكات الجديدة تُظهر التزام الشركة بتقديم حلول ثورية تلبي احتياجات السوق المتنامية في كافّة المجالات. ووفقًا لرأي خبرآء التقنية، فإن تقنيات NVIDIA الجديدة ستُحدث ثورة في صناعة الألعاب والرسوم عبر تحسين تجربة المُستخدم النهائية وجعل الرسوميات أكثر واقعية وسهولة في التنفيذ. 

أمّا بالنسبة للمجالات الحياتية الأُخرى مثل المركبات ذاتية القيادة، وأنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة المُستخدمة في المنازل والمصانع، وتطبيقات الحياة اليومية، فلا شك أننا على موعد مع المزيد من التطوّر. الأمر الذي يجعلنا ننظر إلى مُنتجات NVIDIA كونها لا تمثل فقط استثمارًا يستحق الاهتمام بل هي أيضًا خطوة نحو تشكيل مستقبل التقنية على مستوى العالم.

?xml>