أبرزها فهد البطل وإش إش.. جوائز المسلسلات تثير جدلا بين الفنانين بموسم رمضان

• أحمد العوضى ومى عمر يستخدمان لغة المال للترويج لأعمالهما.. وأحمد وفيق يقترح توزيع كيلو لحم على الفائزين
• عمرو محمود ياسين: أشعر بالظلم.. وطارق الشناوى: من حق الفنان الترويج لعمله كيفما يشاء

يشهد موسم دراما رمضان الكريم هذا العام ظاهرة جديدة وغير مسبوقة من قبل؛ حيث لجأ عدد من الفنانين لوسيلة دعائية وترويجية جديدة وغريبة لأعمالهم المتنافسة فى شهر رمضان، المعروف بازدحامه الشديد سواء على مستوى المسلسلات أو البرامج الترفيهية، وهو استخدام لغة المال والجوائز، فى شكل مسابقة يطرح فيها الفنان سؤالا بسيطا على متابعى حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعى عن عمله الذى يشارك به فى الماراثون الرمضانى، ويرصد فى المقابل مبلغا كبيرا من المال، الأمر الذى أثار جدلا كبيرا فى الوسط الفنى نفسه، والذى انقسم لفريقين، الأول يرى أن من حقه استخدام الوسيلة التى يراها مناسبة للترويج لنفسه ولأعماله، والآخر يرى أنه أسلوب شاذ وغير متعارف عليه ويضر بمصلحة الآخرين.

«أصحاب المسابقات»

يأتى فى مقدمة الفريق الأول الفنان أحمد العوضى صاحب السبق فى هذا الأمر، فقد اعتاد منذ فترة أن يطرح سؤالا لمتابعى حسابه الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، ويختار من بينهم مجموعة يمنحهم مبلغا من المال.

ومنذ شهر نوفمبر الماضى تقريبا خصص العوضى مسابقاته على مسلسله الرمضانى «فهد البطل» بداية من سؤال حول اسم العمل، وطبيعة الشخصية التى يلعبها، وهى المسابقة التى بدأت تحظى بإقبال جماهيرى كبير، وصل الأمر أن يقوم أكثر من 3 ملايين شخص من متابعى حسابه الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى على فيسبوك بالإجابة على سؤاله عن اسم القناة التى ستعرض مسلسله هذا العام، ومنذ بداية شهر رمضان ويقيم أحمد العوضى مسابقة يومية، يرصد لها مبلغا كبيرا، يقوم بمنحها لعدد من الفائزين الذين سينجحون فى الإجابة على سؤال متعلق بأحداث مسلسله.

ورغم الانتقادات التى وجهت له، واتهامه بأنه رسخ لفكرة شاذة للترويج لأعماله، لكن العوضى لم يعبأ بما قبل، وأعاد ذلك لحسن نواياه، حينما كشف أنه لا يلتفت لمثل هذه الانتقادات، لأنه واثق فى صدق نواياه، وقال إن سبب لجوئه لهذه المسابقات هو موقف حدث معه بالشارع ذات يوم مع أحد جمهوره، ومنذ هذا الوقت وقد عاهد نفسه أن يكرم جمهوره الذى أكرمه بعد الله، وكان السبب فى شهرته، وعليه فهو يتعامل معهم على أنهم إخوته، ولا يحب أن يكون هناك حواجز بينه وبينهم، وأشار إلى أنه مقتنع أن الجمهور له نصيب فى كل ما يجنيه من أموال، مؤكدا أنه مستمر فى مسابقاته حتى اعتزاله.

وانضمت الفنانة مى عمر لنفس الفريق بعد أن رصدت مبلغا يقدر بـ 300 ألف جنيه لتوزيعها على 15 مشاهدًا، بمعدل 20 ألف جنيه لكل واحد منهم ممن يجيب عن مسابقة الأغنية الدعائية لمسلسلها «إش إش» والتى تحمل اسم «حارق ناس كتيرة» وسؤال المسابقة هو كم مرة تم ترديد كلمة أنا فى الأغنية، ليقع الاختيار عمن سيعلق أكثر على الأغنية.

ولأول مرة يتم تخصيص جائزة مادية كبيرة لبرنامج المقالب الذى يقدمه رامز جلال منذ سنوات طويلة، ويحمل اسم «رامز إيلون مصر» هذا الموسم؛ حيث تم رصد مبلغ يقدر بـ 300 ألف جنيه يتم توزيعها على ثلاثة فائزين يوميا وطوال شهر رمضان، لمن يجيب عن أسئلة من نوعية لون جوارب ضيف الحلقة، أو لون صبغة شعره.

وتحت عنوان «هى جت علىَّ» أقامت الفنانة مى كساب مسابقة للترويج عن نفسها وأعمالها، رغم أنها لم تشارك فى الماراثون الرمضانى هذا العام بعد استبعاد مسلسلها «نون النسوة» الذى يشهد أول بطولة مطلقة لها، ورصدت مى مكافأة مختلفة تناسب الشهر الكريم، وهى إفطار 5 من متابعى حسابها على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، حيث قالت إنها رأت أن الكل يقيم مسابقة فقالت لنفسها «مجتشى عليا» فقررت تقيم مسابقة تفرح بيها جمهورها بشهر رمضان، وطرحت سؤالا لمتابعيها عن اسم أول عمل درامى شاركت فى بطولته.

«الساخرون»

أما الفريق الثانى فيضم عددا كبيرا من الفنانين الذين سخروا من هذه الطريقة فى الترويج للأعمال والبرامج التى تعرض فى شهر رمضان، خاصة أن المسابقات التى يجروها تقوم على طرح مجموعة من الأسئلة الساذجة، فسخر المؤلف محمد سليمان عبد المالك من أسئلة برنامج «رامز إيلون مصر» وكتب: المهم لون الشراب طلع إيه فى الآخر.

بينما اقترح الفنان أحمد وفيق على من يرغب فى عمل مسابقة أن يقوم بتوزيع أكياس لحم على الفائزين، وكتب عبر حسابه بفيسبوك أن الممثل الذى سيقوم بتوزيع كيلو لحم ونصف مفروم على كل حلقة من حلقاته مسلسله سوف يحقق أعلى مشاهدة.

وواصل سخريته مؤكدا أن كلامه بناءً على دراسة؛ حيث إنه درس تسويق ويعلم جيدا ماذا يقول وقرر أن ينصح زملاءه مجانا.

وانضم الفنان حمادة هلال لقائمة الساخرين، حيث طلب من متابعى حسابه الرسمى فى موقع «فيسبوك»، أن يخمنوا اسم ضيف الشرف فى الجزء الخامس والأخير من مسلسله «المداح» وقال إن الشخص الذى سيخمن الإجابة الصحيحة، لزم عليه أن يكون معه مليون جنيه، حتى يتمكن حمادة هلال من دفع هذا المبلغ للضيف الغامض.

أما الفنان والمؤلف عمرو محمود ياسين فلم يتعامل مع الأمر بسخرية كما فعل زملاءه، ولكنه رأى أن هذه النوعية من المسابقات قد تعرض الأعمال الأخرى للظلم، حيث قال إنه نفسه يشعر بالظلم فى المنافسة هذا العام؛ حيث إن معظم المسلسلات تقيم مسابقات بجوائز قيمة، وهناك تفاعل كبير من قِبل الجمهور، وهو الذى يشارك هذا الموسم بمسلسل «وتقابل حبيب» بطولة الفنانة ياسمين عبد العزيز، ليس لديه مسابقات أو جوائز.

وقال محتارا إنه حتى لو فكر فى عمل مسابقة، فماذا سيسأل، وماذا سيمنح الفائز، هل سيلجأ لنوعية الأسئلة الساذجة ويطلب من جمهوره معرفة اسم بطل المسلسل على سبيل المثال.

وأشار عمرو إلى أنه قديما كانت المسلسلات تحقق نجاحا بدون كل هذا الجدل، فنجح مسلسل «سوق العصر» دون أن يتم رصد جائزة سيارة لمن سيفوز فى مسابقة غريبة، أو فاز جمهور «ليالى الحلمية» بعملات ذهبية، لكن النجاح كان يتحقق لأن الناس استمتعت بالحكاية الجيدة.

وتساءل هل لهذه الدرجة تغيرت الدنيا؟!

وختم كلامه أنه لن يلجأ لهذه الأساليب ولا يشغله سوى حب الجمهور لمسلسله لأنه يقدم حكاية حلوة تستطيع أن تكسب فى النهاية.

«الرأى النقدى»

علق الناقد طارق الشناوى على هذه الظاهرة وقال فى تصريحات خاصة لـ«الشروق» إنها فكرة مقبولة بالنسبة له، حيث يرى أنها وسيلة للدعاية مسموح بها، وسبق وأن لجأ عدد من الفنانين لوسائل مختلفة ومتنوعة للترويج لأعمالهم.

وحكى الشناوى أنه سبق وقامت كل من نبيلة عبيد ونادية الجندى بوضع إعلانات لأعمالهما الفنية على أتوبيسات النقل العام، أما من فيفى عبده ولوسى فقد لجأت كلاهما لعمل زفة بلدى أمام دور العرض السينمائى للترويج لأعمالهما، وحينما انتقد مرة فيلم «الرجل الثالث» إنتاج محمد السبكى، وقال إن الفيلم لا يوجد به رجل ثالث، قام السبكى بعمل مسابقة ورصد لها مبلغا كبيرا من المال وقتها لمن يكتشف الرجل الثالث بفيلمه.

وتابع: وقبل هذا بسنوات طويلة وفى إطار حملة الدعاية لفيلم «حسن ونعيمة» الذى شهد أول ظهور للفنانة سعاد حسنى، اخترع صناع الفيلم وقتها دعاية من نوع مختلف، حينما أعلنوا أن من يمتلك قسيمة جواز حقيقية بين زوج يدعى حسن وزوجة تدعى نعيمة فسوف يدخل السينما مجانا. وعليه فكل وسائل الدعاية مقبولة ولا يوجد فيها أى مشكلة.