مقالات

الإفراط في التفكير عند الشباب.. وكيف يمكن التغلب عليه؟

في عالم مليء بالضغوط، بات الإفراط في التفكير أداة حيوية لمواجهة التحديات واتخاذ القرارات الصائبة. ولكن الإفراط في التفكير ليس طريقة صحية للحياة، بينما هو حالة قد تسبب مزيداً من الضغط على العقل، إلى حد قد يصبح العقل عدواً لك.
الإفراط في التفكير قد يؤدي إلى استنزاف الطاقة العقلية والعاطفية، مما يؤثر على الصحة النفسية والجسدية، لذلك يجب فهم هذه الحالة وتفهم كيفية التعامل معها.

ما هو الإفراط في التفكير؟

الإفراط في التفكير هو ميل العقل إلى الغوص في دوامات من الأفكار السلبية، والقلق بشأن المستقبل، أو إعادة تحليل أحداث الماضي بشكل مفرط. وفقاً لمقال نُشر على موقع Medium، فإن هذه الظاهرة تجعل الشخص حبيس أفكاره، غير قادر على التقدم أو اتخاذ القرارات بسهولة، ما يؤدي إلى تدهور حالته النفسية والجسدية.

                                 التفكير بلا توقف يسبب التوتر

التأثير النفسي للإفراط في التفكير

بحسب مقال آخر نُشر على موقع Vocal Media، فإن الانغماس المستمر في الأفكار السلبية قد يؤدي إلى الإصابة بالقلق والاكتئاب، فعندما يعتاد الدماغ على تكرار سيناريوهات الأحداث السلبية؛ يصبح من الصعب عليه التمييز بين المخاوف الواقعية وغير الواقعية، مما يتسبب في رفع مستويات التوتر والضغط النفسي.
الإفراط في التفكير حالة تستهلك طاقة الدماغ، وهذا ينعكس على قدرة الفرد على التركيز واتخاذ القرارات المنطقية. وحسب خبراء، فإن الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة؛ يجدون أنفسهم غير قادرين على ممارسة الحياة بشكلها الطبيعي؛ بسبب الخوف المستمر من اتخاذ قرارات خاطئة، ما يؤدي إلى ما يُعرف بـ”شلل التحليل”.

التأثير الجسدي للإفراط في التفكير

ربما لا تعلمون بأن الإفراط في التفكير يؤثر أيضاً على الجسد، كما هو الحال في تأثيره على الصحة النفسية. تشير التقارير السابق ذكرها إلى أن القلق المزمن المصاحب للإفراط في التفكير يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول؛ وهو هرمون الإجهاد الذي يرفع ضغط الدم ويؤثر على صحة القلب، كما أن التفكير المستمر في المشكلات قد يؤثر على جودة النوم، حيث يجد الشخص صعوبة في إراحة عقله قبل النوم، مما يؤدي إلى الأرق والإرهاق المزمن.
كذلك الأشخاص الذين يفرطون في التفكير؛ يعانون من شد عضلي وتوتر في الجسم، بالإضافة إلى مشكلات في الجهاز الهضمي؛ بسبب التوتر المستمر. هذه التأثيرات تجعل الإفراط في التفكير خطراً غير مرئي يهدد الصحة الجسدية والنفسية في آنٍ واحد.

لماذا يصبح العقل عدواً في هذه الحالة؟

العقل هو الأداة الأساسية لحل المشكلات واتخاذ القرارات، ولكن عند الإفراط في استخدامه بطرق مجهدة؛ يصبح العقل عضواً يعيق الروح والجسد، وليس مساعداً. فإن العقول التي تعاني من الإفراط في التفكير تكون أكثر عُرضة لـ”الأمراض المعرفية”، حيث يميل الشخص إلى تضخيم المشكلات والتركيز على السلبيات فقط.
من ناحية أخرى، الأشخاص الذين يفرطون في التفكير غالباً ما يقعون تحت سيطرة سيناريوهات افتراضية لا تحدث في الواقع، مما يدفعهم إلى القلق حيال أشياء خارج إطار سيطرتهم. في حالات الإفراط في التفكير؛ يصاب الشخص بالقلق، ما يمنعه من الاستمتاع باللحظة الحالية، ويجعله أكثر عرضة للتوتر النفسي والاكتئاب.

التفكير الزائد يسبب الشعور بالحزن – المصدر freepik

كيف يمكن التغلب على الإفراط في التفكير؟

على الرغم من أن الإفراط في التفكير قد يبدو وكأنه مشكلة معقدة، فإن هناك طرقاً فعالة للحد منه. يوصي خبراء تحدثوا إلى Medium بعدة إستراتيجيات، منها:

الوعي بالمشكلة

الخطوة الأولى في التغلب على الإفراط في التفكير هي الاعتراف به. يجب على الشخص أن يكون واعياً بأن دماغه يعيد تحليل الأمور بشكل مفرط، وأن هذه العادة تضر بصحته النفسية والجسدية.

إعادة توجيه التفكير

يمكن استبدال التفكير السلبي بالتفكير الإيجابي؛ من خلال تعزيز شعور الامتنان، والتركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة.

الانشغال بنشاطات مفيدة

يمكن للرياضة، والتأمل، أو ممارسة الهوايات أن تساعد في تهدئة العقل وإبعاده عن دوامة التفكير السلبي.

وضع حدود للوقت

ينصح المقال بتخصيص وقت معين للتفكير في المشكلات، ثم التوقف بعد ذلك، مما يساعد في الحد من الاستغراق المفرط في الأفكار السلبية.

طلب المساعدة عند الحاجة

إذا أصبح الإفراط في التفكير مشكلة تؤثر على الحياة؛ فيجب استشارة مختص نفسي للحصول على الدعم اللازم.
اقرأوا أيضاً: عبارات ملهمة عن الحزن وكيفية تجاوزه