اخبار المغرب

هذه تفسيرات “جمود” نسبة ملء السدود بالمغرب عند 35 في المائة

عرفت السدود المغربية خلال شهر مارس الجاري انتعاشًا ملحوظًا في مستوى ملئها، حيث وصلت النسبة الإجمالية إلى 35.58 في المائة، أي ما يعادل 5.99 مليار متر مكعب من المياه، وذلك بفضل التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفتها مختلف جهات المملكة خلال الفترة الأخيرة.

هذا التحسن يظهر فارقاً ملحوظاً مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، إذ لم تتجاوز نسبة الملء حينها 26.66 في المائة، مما يعكس زيادة في المخزون المائي تدعم القطاع الفلاحي وتساهم في تأمين التزود بالمياه الصالحة للشرب.

وتتفاوت نسب امتلاء السدود بشكل كبير بين الأحواض المائية في المغرب، إذ سجلت بعض سدود الشمال امتلاء بـ 100 في المائة بفضل التساقطات الغزيرة والسعة الصغيرة لهذه السدود. في المقابل، تعاني سدود الجنوب وحوض أم الربيع من نسب ملء منخفضة، لا تتجاوز في بعض الحالات 7 في المائة، نتيجة الخصاص المتراكم على مدى سنوات والسعة الكبيرة للسدود الكبرى.

ويرى مصطفى بنرامل، رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، أن التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدها المغرب، رغم أهميتها الكبيرة وانتشارها عبر مختلف المناطق، لم تكن كافية لتعويض الخصاص المائي الهائل في السدود الكبرى والمتوسطة.

وأوضح بنرامل، ضمن تصريح لهسبريس، أن سدود الشمال، التي تتميز بسعة صغيرة وموقعها الضيق بين الجبال، تمكنت من الوصول إلى نسبة ملء تصل إلى 100 في المائة تقريبًا، بينما السدود الكبرى مثل سد المسيرة وسد الوحدة وسد سيدي محمد بن عبد الله لا تزال تعاني من نسب ملء منخفضة، بسبب سعتها الضخمة والخصاص الكبير الذي تراكم على مر السنين، مبرزاً أن حوض أم الربيع، الذي لا تتجاوز نسبة ملئه 7 في المائة، يشكل عاملاً رئيسيًا في انخفاض النسبة الإجمالية للملء على المستوى الوطني.

ونبّه إلى أن هذه السدود الكبرى شهدت إجهادًا مائيًا كبيرًا خلال السنوات السبع الأخيرة، حيث انخفضت نسب الملء في بعض الأحواض المائية إلى مستويات متدنية للغاية، مثل 4 في المائة في حوض أم الربيع، بالإضافة إلى أحواض أخرى مثل سوس وكير وزيز.

وأشار رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ إلى أن هذا الانخفاض الكبير جعل من الصعب على التساقطات الأخيرة أن تملأ هذه السدود بالكامل، مما يفسر استقرار النسبة الإجمالية عند حدود 35.58 في المائة، مؤكدا أن هذه التساقطات تمثل بشائر خير، لكنها ليست بالحجم الكافي لتمكن من تجاوز الأزمة المائية التي يواجهها المغرب حاليًا.

من جانبه، نبّه المهندس الزراعي محمد بنعطا إلى أن نسبة الملء الإجمالية لسدود المملكة لا تعكس الصورة الحقيقية للوضع المائي في المغرب، نظرًا للتفاوت الكبير في التساقطات المطرية بين الجهات.

وأوضح بنعطا، في حديث لهسبريس، أن المناطق الشمالية استفادت من أمطار غزيرة مكنت بعض السدود من الوصول إلى نسبة ملء 100 في المائة، بينما الجنوب وحوض أم الربيع لم يحظيا بالكمية نفسها من التساقطات، مما أثر على النسبة الإجمالية، مضيفا أن هذه النسبة، رغم أنها أعلى بما يتراوح بين 8 و10 في المائة مقارنة بالعام الماضي، تعكس تحسنًا ملموسًا يعود إلى التساقطات القوية التي شهدها شهر مارس.

وأبرز المتحدث أن طبيعة الأمطار العاصفية ساهمت في تعزيز المخزون المائي، إذ سهلت عملية السيلان والجريان في الأودية، مما أدى إلى تدفق المياه نحو السدود بفعالية، مشيراً إلى أن هذا التحسن يعد إيجابيًا، لكنه يظل غير كافٍ لسد الخصاص الكبير في بعض المناطق، لا سيما تلك التي تعرّضت لاستنزاف سابق.

وعبّر المهندس الزراعي ذاته عن تفاؤله باستمرار التساقطات في الأسابيع المقبلة، استنادًا إلى توقعات المديرية العامة للأرصاد الجوية التي تشير إلى أجواء ممطرة خلال مارس وأبريل، مما قد يرفع نسبة الملء بشكل أكبر إذا تحققت هذه التوقعات.