محتوى المؤثرين عبر المنصات بمواقع التواصل الاجتماعي

كثيرا ما يتردد على مسامعنا أرقام المتابعين للمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي ،بما يحظون به من متابعة مهولة في عدد المتابعين لهم ،وغالبا ما يكون معظم ما يتم تقديمه للجمهور يهمهم وحدهم شخصيا ليس إلا ،فليس هدفهم التوعية والتثقيف ونشر المعرفة والعلم المفيد للجمهور،ويتباهى معظم هؤلاء بعدد المتابعين الذين يكون معظمهم بذات السطحية التي يقدمها بعض المؤثرين عبر هذه المواقع التي أضحت داء أصاب معظم الشباب المعاصر كي يواكب الثورة التكنولوجيا العصرية من خلالها.
ليس خطأ أن نعبر عن آرائنا عبر التقنيات المتاحة للجميع و التي نجد فيها وسيلة للتواصل الاجتماعي منصة للبوح عما يجول بخواطرنا حول ما يدور حولنا،لكن الشيء السلبي هو أن ترى الشباب والشابات ينشرن مقاطع لحالات يعيشونها دون فائدة تذكر،فمثلا ماذا يعنيني أنا ثوب جديد يبلغ ثمنه مبلغا مهولاً لا أقوى على دفعه أنا مثلا ،أو أقامة حفلة زواج كلفتها تغطي نفقات عشرات الأسر الفقيرة لأشهر وأكثر .
لقد وجدت هذه المنصات للتوعية والتثقيف والإشارة إلى بعض العادات السلبية التي نود التخلص منها بفعل التقليد الأعمى للآخرين ،ماذا يعني أن أصل إلى مليون متابع كي يقدم البعض هدايا لي بالدولار عبر منصات التيك توك أو اليوتيوب والسناب شات أو غيرها من المنصات فقد أكون سببا في نشر فساد وفتنه وتحريض لعدد من المراهقين المحرومين من الكثير في حياتهم فيعملوا على تقليد ما تابعوه ويقضون على أوقات فراغهم ببعض التفاهة التي لا تجذب أولئك الذين يجدون في التكنولوجيا الحديثة وسيلة لتطوير الذات وعرض محتوى إعلامي رقمي مفيد أفضل بكثير من دعوة إلى تناول وجبة في مطعم ما كل ما يقدمه ضار بالصحة مثلا ،أو أعرض رأينا في بعض المواضيع الحساسة التي لا شان لنا بها سوى الرقابة والصمت والمتابعة للنهاية لما سيؤول له ذاك العارض الذي قدم منتجه كسلعة تسويقية لتحقيق شهرة ومكاسب مادية لا تصل لمائة دولار أو أكثر .
التنافسية الإيجابية مفيدة جدا في بناء شخصية هادفة لنشر الوعي والتثقيف لمن نحبهم أو نستهدفهم بعرض إيجابيات المحن التي حولت الكثيرين إلى مبدعين ومبتكرين وهذا الأمر تجلى خلال العاميين الماضيين مع معاناة العالم من جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على حياة الشعوب فكم من فقيد ضاع منا بسببها وكم حبيب غادرنه فتيات أحببنه لفترة وهو سليم بصحة وعافية كي لا تصلهم تداعيات الوباء ،وكم من الأمور اختلطت بسبب هذه الجائحة .
لست هنا ضد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لكني لا أحبذ عرض محتوى سطحي غير مفيد ،فبدل أن أعزز المتابع أحبطه لأنه يبدأ بمقارنات معيارية ما بين من يتابع وما بين واقعه ،ويبدأ يتحسر على نفسه لماذا لأكون غنيا مثلا ،ولماذا لأفعل كذا مثل ما رأيته قد أحسن وضعي الحالي بممكنات بسيطة بعيدا عن التكلف والمبالغة ، ولما لا أطور نفسي وأصبح في مرحلة ما إنسان منتج معطاء يخدم نفسه ووطنه بفكر منفتح يبني لا يهدم ،وفكر ناضج يتعايش مع الواقع ويتكيف به بما يتناسب وإمكانياته الحالية ،وبالصبر والاجتهاد والمثابرة يمكنني ويمكن غيري من أحداث التغيير المطلوب للأفضل .