روسيا توسّع سيطرتها شرق أوكرانيا وتتقدم في ثلاث جبهات مع اقتراب الشتاء

تشهد الجبهات الشرقية والجنوبية في أوكرانيا تصعيداً ملحوظاً للعمليات العسكرية الروسية خلال الأيام الأخيرة، مع إعلان موسكو السيطرة على بلدات وقرى جديدة، في وقت يتزايد فيه الضغط على القوات الأوكرانية التي تواجه صعوبات كبيرة في الحفاظ على مواقعها الدفاعية بسبب نقص في التعزيزات العسكرية والقدرات اللوجستية.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية اليوم الاثنين أن قواتها تمكنت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية من السيطرة على بلدات دفوريتشانسكويه في مقاطعة خاركيف، وبلاتونوفكا في جمهورية دونيتسك، وقرية غاي في مقاطعة دنيبروبيتروفسك، في إطار هجوم متواصل شرق البلاد. كما أعلنت موسكو عن إحراز تقدم ملحوظ في منطقة زابوريجيا جنوب شرق أوكرانيا، بما في ذلك السيطرة على بلدتين إضافيتين استراتيجيتين، بهدف تعزيز السيطرة على المنطقة بكاملها.
وأبرزت التقارير الروسية أهمية السيطرة على مناطق مثل ملا توكماتشكا الواقعة قرب مدينة أوريخيف، والتي وصفها مراقبون بأنها "بوابة دفاع أوريخيف"، نظراً لأهمية الموقع في تأمين طرق التحرك العسكري والتأثير على التحصينات الأوكرانية المحيطة بالمدينة.
وفق خرائط صادرة عن جهات مؤيدة لأوكرانيا، تمكنت روسيا منذ يونيو الماضي من التقدم في منطقتي دنيبروبتروفسك وزابوريجيا بعمق يصل إلى 30 كيلومتراً على جبهات واسعة، مستفيدة من ضعف القوات الأوكرانية وصعوبة الحفاظ على مواقع متعددة تحت ضغط الهجمات الروسية بالمدفعية والطائرات المسيّرة. وفي المقابل، أكد القائد العام للجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي استمرار المعارك الشرسة في محيط هوليايبول ومناطق أخرى، مع التراجع عن عدة بلدات.
وتسيطر موسكو حالياً على نحو 19% من مساحة أوكرانيا، وتسعى لتعزيز نفوذها في مناطق دونباس وخيرسون وزابوريجيا، في حين تستمر كييف في شن ضربات مضادة على مستودعات ومصافي النفط الروسية، في إطار حرب استنزاف متبادلة.
وفي إطار التصعيد، ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن الدفاعات الجوية أسقطت 36 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل، بينما تواصل الضربات شبه اليومية داخل الأراضي الأوكرانية، كان آخرها الهجوم على مدينة بالاكليا في خاركيف، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة عشرة آخرين، بينهم أطفال.
كما يركز الهجوم الروسي على البنية التحتية للطاقة، مع اقتراب فصل الشتاء، في محاولة لإضعاف قدرة أوكرانيا على الصمود في مواجهة الهجمات.
وتمثل المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا مناطق استراتيجية حيوية، كونها تربط دونباس بخيرسون وزابوريجيا، وتحتوي على بنى تحتية صناعية وزراعية مهمة. السيطرة على هذه المناطق تمنح روسيا القدرة على تعزيز خطوط الإمداد والدفاع، كما تُتيح لها التأثير على اقتصاد أوكرانيا وقدرتها على تأمين الطاقة خلال الشتاء.
وتتميز هذه الجبهات بطبيعتها المفتوحة، ما يجعل الدفاع فيها صعباً ويتيح للجانب المهاجم استغلال التفوق الناري والمدفعي، خاصة مع استنزاف القوات الأوكرانية في عدة محاور متزامنة.
ومع استمرار روسيا في التقدم في ثلاث جبهات واستهداف البنية التحتية، يبدو أن الصراع في شرق وجنوب أوكرانيا مقبل على مرحلة أكثر حدة، مع استمرار المعاناة الإنسانية للمدنيين وتزايد الضغوط على القوات الأوكرانية للحفاظ على مواقعها الاستراتيجية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الدفاع الروسية تعلن إسقاط 45 طائرة مسيرة واعتراض صاروخين من أوكرانيا
أوكرانيا تُعلن مقتل شخصيات قيادية رفيعة في البحرية الروسية بهجوم سيفاستوبول
