– اليوسف: روابط الكويت والإمارات متينة… والقمة الخليجية تفتح آفاق تعاون أوسع
– اليحيا: وحدة الصف الخليجي ثابتة… ومحطات تكاملية مُرتقبة
– النيادي: تفاعل شعبي واسع… والاحتفال يُعبّر عن عمق التاريخ المشترك
احتفال سفارة دولة الإمارات لدى البلاد بذكرى عيد الاتحاد في الكويت، جاء محمّلاً بمعاني الوفاء، ومعبّراً عن صلابة العلاقات بين البلدين ودفئها.
مناسبة تُجدِّد ذاكرة التاريخ المشترك، وتستعيد معها الكويت والإمارات مسيرة الأخوّة التي رسّخها الآباء المؤسسون، فيما تواصل القيادتان اليوم بناء مرحلة تكاملية أكثر انسجاماً وثباتاً.
ففي أجواءٍ غامرة بالبهجة والوحدة الخليجية، احتفلت سفارة الإمارات، مساء أول من أمس الأربعاء، بذكرى عيد الاتحاد الـ54 تحت شعار «متحدين»، بحضور رسمي رفيع، تقدّمه رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، ووزير الخارجية عبدالله اليحيا، إلى جانب حشد كبير من الشيوخ والمواطنين.
المناسبة لم تكن مجرد احتفال وطني فحسب، بل كانت تجسيداً واضحاً للروابط التاريخية والمشاعر الأخوية التي تجمع الكويت والإمارات، وتأكيداً على مسيرة التعاون الخليجي التي تعيش اليوم مرحلة تكامل متسارعة يعززها تلاقي القادة وتوحّد الرؤى.
علاقة أخوية متينة
وأعرب النائب الأول الشيخ فهد اليوسف، عن اعتزازه بالمشاركة في احتفال العيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً حرص حكام وقادة الكويت والإمارات المتعاقبين، على ترسيخ العلاقات التاريخية والمتينة التي تجمع البلدين الشقيقين.
وأضاف، في تصريح على هامش الحفل: «منذ أن وعيت على الدنيا وأنا أعرف أن علاقة الكويت والإمارات علاقة قوية، ونشاهد اليوم الفرحة على وجوه المواطنين من مختلف دول الخليج».
وأشار إلى تزامن الاحتفال بذكرى العيد الوطني الإماراتي بانعقاد الدورة العادية الـ46 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت بالبحرين، معرباً عن اعتزازه بالنجاح الذي حققته في زيادة اللحمة بين قادة وشعوب دول مجلس التعاون والتوصل إلى نتائج إيجابية ومثمرة على كافة المستويات.
واعتبر اليوسف الاجتماع «من أفضل الاجتماعات التي تدعو لها القيادة الخليجية»، مؤكداً ثقته بأن نتائجه ستسهم في تعزيز الاتفاق على جميع البنود التي ناقشتها لجان وزراء الداخلية والدفاع والخارجية وسائر الوزارات الخليجية.
نتائج ممتازة للقمة
من جانبه، أكد اليحيا أن العلاقات بين الكويت والإمارات «علاقات مميزة وراسخة»، مشيراً إلى حرص الكويت على مشاركة الأشقاء في الإمارات احتفالاتهم الوطنية رغم وصول الوفد الكويتي مباشرة من مطار المنامة حيث اختُتمت أعمال القمة الخليجية.
وقال اليحيا: «حرصنا على التواجد في هذا اليوم المبارك، للاحتفال مع أهلنا في الإمارات. نحن سعداء بوجودنا هنا، ونتقدّم بخالص التهاني لدولة الإمارات، ونسأل الله أن يكون عام خير وتقدم وازدهار».
ووصف اليحيا القمة الخليجية التي عقدت في مملكة البحرين بأنها «ناجحة ونتائجها ممتازة»، مؤكداً حرص الكويت على وحدة الصف الخليجي وتكامل المواقف والتنسيق الكامل مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقال إن البيان الختامي الصادر عن القمة يعكس وحدة الصف الخليجي، لافتاً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد استمرار العمل المشترك والبناء على ما تحقق خلال رئاسة الكويت للدورة الحالية.
وأضاف: «سنواصل تعزيز التنسيق الخليجي في المجالات كافة، وعلى رأسها الجمارك الموحدة، والقضايا الاقتصادية، والملفات الأمنية، والأمن السيبراني، وكل ما يتعلّق بأمن الخليج الذي أصبح استكمال مشاريعه ضرورة ملحّة».
وأعرب عن اعتزازه بنجاح الكويت خلال رئاسة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح للدورة السابقة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأوضح أن رئاسة الكويت للدورة الحالية حظيت بإشادات واسعة من الدول والمراقبين، مؤكداً أن النجاح تحقق بفضل العمل المشترك والتنسيق المستمرة بين الدول الأعضاء.
وختم قائلاً: «ندعو بالتوفيق لمملكة البحرين في رئاستها المقبلة، ونتطلع إلى مزيد من التكامل الخليجي خلال المرحلة المقبلة».
اعتزاز
من جهته، أعرب سفير الإمارات الدكتور مطر النيادي، عن بالغ اعتزازه بحضور سمو رئيس مجلس الوزراء والنائب الأول ووزير الخارجية في الاحتفال، مؤكداً أن مشاركتهم «كانت دافعاً كبيراً وتعبيراً صادقاً عن المحبة والتقدير التي نكنّها لبعضنا».
وقال النيادي عقب الحفل: «هذا الحضور الكريم من كبار المسؤولين في الكويت ليس بغريب، وهو دليل على عمق المحبة المتبادلة بين بلدينا. نشاهد اليوم هذا الجمع الكبير من أهلنا في الكويت، ونؤكد أن شعارنا واحد… فالأعياد في الإمارات والكويت فرحة».
ووجّه السفير الشكر لكل من شارك في الاحتفال، مضيفاً: «شكراً لكل من حضر معنا وفرحنا بحضوره، وشكراً لوسائل الإعلام على تغطيتها ودعمها، فأنتم شركاء في نجاح هذا اليوم».
وحول العلاقات الإماراتية – الكويتية، أكد النيادي أن «هناك خصوصية عميقة ومتجذرة تربط الإمارات والكويت على مختلف المستويات»، موضحاً أن العلاقات ليست فقط سياسية أو اقتصادية، بل «هي علاقة وفاء ممتد عبر التاريخ».
مواقف
وأشار السفير النيادي إلى التوجيهات الكريمة لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، بالاحتفاء بالعلاقات الأخوية بين البلدين، قائلاً: «هناك وفاء لا يُنسى… الإمارات لن تنسى مواقف الكويت في الستينات السبعينات، ولا الكويت تنسى مواقف الإمارات. هذا الوفاء المتبادل هو الأساس الذي بُنيت عليه العلاقة، الله يرحم من أسسها ويطول في عمر من يدفعها إلى نطاق أوسع».
وأكد السفير أن الإقبال الكبير من الجمهور الكويتي على الاحتفال يجسّد حقيقة المشاعر بين الشعبين، مضيفاً: «اليوم رأيتم الفرحة على وجوه الجميع… الإمارات تحب الكويت، والكويت تعشق كل ما هو إماراتي، وهذا واقع نعيشه ونراه في كل مناسبة».
وختم النيادي تصريحه بالقول: «نشكر الجميع على حضورهم، ونتطلع دائماً لتعزيز هذه العلاقة الأخوية التي أرسى جذورها الآباء المؤسسون، ويحافظ عليها اليوم قادة البلدين بكل محبة وحرص».
