كيفية غرس القيم الأخلاقية لدى الأطفال في الحياة اليومية
القيم الأخلاقية قد تكون ممارسات سلوكية أو عادات يومية أو أهدافاً يبنيها مجتمعنا. وهي تؤثر على سمات شخصية الطفل أثناء نموه. ويمكن أن تستمد هذه القيم من المجتمع أو الأسرة أو الحكومة. والقيم الأخلاقية ضرورية في كل مرحلة من مراحل الحياة وتظل مع الطفل عندما يكبر، إليك كيفية غرس القيم الأخلاقية لدى الأطفال في الحياة اليومية، كما يدرجها الاختصاصيون التربويون والنفسيون.
أهم القيم التي يجب غرسها في الأطفال يومياً
يميل البالغون إلى الإيمان بنفس القيم الأخلاقية التي تعلموها عندما كانوا أطفالاً. ويمكن لهذه القيم أن توجه الطفل وتساعده في تحديد نوع الفرد الذي يريد أن يكونه. ويزوده والدا الطفل ومدرسته وأصدقاؤه وبيئته الاجتماعية بالقيم الأخلاقية الصحيحة. ومن أهم القيم الأخلاقية، التي يجب زرعها في نفوس للأطفال يومياً هي الآتي:
1. تعليم الطفل الاحترام
يميل الآباء غالباً إلى تعليم الأطفال أهمية احترام كبار السن. ومع ذلك، هذا ليس كافياً. يجب تعليم الأطفال احترام الجميع، بما في ذلك كبار السن. ومن الأهمية بمكان أن نتعلم أن الجميع يستحق الاحترام، سواء كانوا أصدقاء أو مساعدين في المنزل. القيمة الأخلاقية لاحترام الآخرين هي ركيزة مهمة في حياة الطفل وتؤثر على سلوكياته اليومية. حيث يمكن للأطفال أن يتعلموا عن الاحترام من والديهم وأقرانهم. إذ يسمح مفهوم الاحترام للطفل بأن يكون لطيفاً ومهتماً بالآخرين، حتى في مواجهة المواقف الصعبة.
2. العمل على حب العائلة
تلعب الأسرة دوراً لا يتجزأ في حياة الطفل الصغير. فالأسرة المتماسكة تشكل قيم الطفل وتساعده على التحول إلى شخص بالغ صالح. ومن الضروري أن تزودي طفلك بجوهر الأسرة فهذا يساعده على فهم الرابطة والحب المشترك داخل الأسرة. ويزيد من احتمالية نمو الطفل وهو يحترم أسرته ويبقى معها في الأوقات الجيدة والسيئة.
3. تعليمه التكيف مع كل الظروف
يرغب الآباء في توفير أفضل الأشياء لأطفالهم في الحياة. ويحلم كل والد وأم بإعطاء أطفالهم أكثر مما حصلوا عليه. ولكن في الوقت نفسه، يحتاج الطفل إلى فهم أن كل شيء في الحياة لا يسير كما هو مخطط له. فمع نمو الطفل وانتقاله خارج حدود منزله، سيواجه تحدياتٍ غير متوقعة يمكن أن تدفعه إلى الخروج من منطقة الراحة الخاصة به.
ومن ثم، فمن الضروري للغاية تعليم طفلك القناعة وأهمية التنازل والتكيف عند الضرورة. كما يجب تعليم الطفل الفرق بين التنازل والمبالغة في التنازل. ولا ينبغي للطفل أن يفقد هويته بسبب التنازل ويجب أن يكون قادراً على تحديد ما إذا كان التكيف مع موقف ما سيساعده أم لا.
4. تطوير عقلية مساعدة الآخرين
يجب تعليم الأطفال أهمية مد يد العون للأشخاص المحتاجين. سيساعدهم هذا على التحول إلى بالغين مدروسين يفكرون في الآخرين عند الحاجة. تعليم طفلك أن مساعدة الآخرين يمكن أن يساعده هذا على تطوير التعاطف تجاه الآخرين. تعليم طفلك أن مساعدة الفقراء أو الحيوانات المحتاجة هي طريقة رائعة لتعزيز عقلية المساعدة.
5. تعليمه احترام الثقافات الأخرى والقبول
قد يُقرر بعض الآباء تربية أبنائهم على حب مجتمعهم الضيق فقط، وفي كلتا الحالتين، يحتاج الطفل إلى الاحترام. يمكن للوالدين إظهار أيديولوجيتهم واحترام اختيارات الآخرين. يجب تعليم الأطفال أن كل الثقافات متساوية وتستحق نفس الاحترام الذي يظهرونه تجاه أنفسهم. سيساعدهم هذا على فهم أن كل إنسان متساوٍ بغض النظر عن دينه أو ثقافته أو الأعياد التي قد يختار الاحتفال بها.
كما أن القدرة على قبول رأي الآخرين حتى لو لم يتفق مع آرائهم تسمى القبول. وهذا يساعد الطفل على توسيع منظوره وقبول حقيقة أنه سيكون هناك دائماً شخص لن يتفق معه. القيمة الأخلاقية للقبول ستشجع الطفل على تعلم أن وجود منظور مختلف لا يجعل الشخص الآخر مخطئاً. يجب أن يطور الطفل القدرة على قبول رأي مختلف والتوصل إلى حل من خلال المناقشة المدروسة.
إستراتيجيات لغرس قيم التسامح والاحترام عند الأطفال مبكراً
6. يجب تعليم الأطفال العدالة وعدم إيذاء الآخرين
من المهم أن يُدرك الطفل جوهر العدالة وكيف يمكن أن تساعد الآخرين. بصفتك أحد الوالدين، من الضروري أن تساعدي طفلك على تطوير بوصلة أخلاقية يمكن أن تساعده على فهم ما هو صحيح ومبرر. يجب تعليم الأطفال الدفاع عن أنفسهم والآخرين عندما يرون شيئاً خاطئاً وغير عادل. لن يفيدهم هذا فقط، بل سيفيد أيضاً الأشخاص المحيطين بالطفل.
ويجب أن نشرح للطفل أن هناك طرقاً أخرى لإيذاء الآخرين غير الإيذاء الجسدي. إن تعليم طفلك أن الفعل الخاطئ يمكن أن يتسبب في إيذاء شخص ما عاطفياً ونفسياً أيضاً يُعد قيمةً أخلاقيةً أساسيةً. علمي الطفل أهمية الاعتذار وقبول أخطائه إذا أساء إلى شخص آخر.
7. تعليم الأطفال الصدق وعدم السرقة
الصدق هو حجر الأساس في حياة الفرد. والأطفال الذين يتم تعليم الأطفال الصدق منذ سن مبكرة يميلون إلى حمل هذه القيمة مع تقدمهم في السن. يمكنك تعليم طفلك أن الصدق هو دائماً أفضل سياسة. سيساعده هذ على فهم أن قول الحقيقة حتى لو ارتكب أخطاء هو المسار الصحيح الذي يجب اختياره.
وستعلم من الصدق أن السرقة خطأ مهما كانت الظروف. هذه القيمة الأخلاقية العظيمة ستساعد طفلك على بناء النزاهة وتشكيله ليصبح شخصاً بالغاً صالحاً. علمي طفلك أن السرقة هي دائماً الحل السهل وهي الشيء الخطأ الذي يجب عدم فعله، مهما كانت الظروف. يمكنك أيضاً مساعدته على فهم أن السرقة خطأ قانونياً وأن أخذ شيء يخص الآخرين أمر ضار أخلاقياً.
8. علميه تقدير التعليم والمثابرة
التعليم هو أفضل وسيلة لتمكين طفلك ومساعدته على الاستعداد للعالم. إن غرس حب التعليم في طفلك منذ البداية يمكن أن يساعده على فهم أهمية المعرفة في حياته. وهذا من شأنه أن يصقل مهاراته ويشجعه على القراءة والتعرف إلى العالم.
كما أن المثابرة قيمة أخلاقية مهمة للأطفال. ذلك أن القدرة على الاستمرار في بذل الجهود المتواصلة لتحقيق الأهداف يمكن أن تساعد الأطفال على تطوير موقف عدم الاستسلام. وهذا من شأنه أن يساعدهم في كل مرحلة من مراحل حياتهم ويحفزهم على تحقيق أشياء أكبر وأفضل.
9. اغرسي فيه الامتنان، وحب المشاركة
يجب أن يتعلم الأطفال أهمية تقدير ما لديهم في الحياة والتعبير عن امتنانهم لذلك. لأن مفهوم الرضا عند الأطفال سيساعدهم على تنمية الشعور بالامتنان للأشياء التي يمتلكونها. كما يشجع هذا الأطفال على عدم اعتبار أي شيء أمراً مسلماً به وتقدير حتى الأشياء الصغيرة التي تُمنح لهم.
إن المشاركة مع المحتاجين هي قيمة أخلاقية أساسية يجب على كل طفل أن يتعلم عنها. كما إن تعليم طفلك أن المشاركة هي رعاية يمكن أن يساعده في أن يصبح فرداً أفضل ويساعده على تطوير التعاطف مع الأشخاص المحتاجين. يمكنك توعية طفلك تجاه الآخرين الذين قد لا يملكون كل ما يملكونه. شجعي طفلك على مشاركة ألعابه وكتبه وطعامه مع الأصدقاء وغيرهم من الأشخاص الذين قد يحتاجون إليها.
كيف يتطور مفهوم الثقة بالنفس عند الأطفال؟
10. علميهم التعاطف والتعاون
الطفل العطوف سوف ينمي لديه شعور الحب والرعاية تجاه الآخرين. وهذا من شأنه أن يُعلم طفلك التعاطف مع آلام الآخرين ومحاولة مساعدتهم في حل مشاكلهم. وهذه المشاعر الإيجابية عند الأطفال سوف تساعد طفلك على بناء علاقات قوية والتطور إلى شخص بالغ مهتم.
كما أن التعاون ليس مجرد قيمة أخلاقية مهمة، بل إنه أيضاً مهارة حياتية أساسية. إن مد يد العون للآخرين لتحقيق هدف مشترك يُعد مهارةً عظيمةً تُساعد طفلك على أن يصبح عضواً متكيفاً في المجتمع. ويمكن تعليم التعاون من خلال تشجيع الطفل على التفكير في “نحن” بدلاً من “أنا” فقط.
11. الشجاعة والمسؤولية
إن تعليم طفلك ما هي الشجاعة الحقيقية والمسؤولية سيساعده على اتخاذ قرارات أخلاقية. إن القدرة على اتخاذ خيارات صعبة في المواقف الصعبة تُسمى الشجاعة. يجب أن يتمتع الأطفال بالشجاعة للدفاع عن أنفسهم وعن الآخرين عندما يرون شيئاً خاطئاً يحدث. كما يجب تقدير الأعمال الشجاعة ومكافأتها.
كما أن تقديم نموذج للسلوك المسؤول يُعد وسيلةً رائعةً لضمان قيام طفلك بتقديم نموذج للسلوك نفسه. ومن المهم أن تُوكلي لطفلك مهام تشجعه على تحمل المسؤولية وتغمره بالتقدير عندما يُكمل المهمة المُوكلة إليه.
12. تعليم الطفل ضبط النفس
تساعد القدرة على ضبط النفس عند الطفل على تطوير قدرته على قول لا للأشياء. حيث يحتاج كل طفل إلى القدرة على التحكم في عواطفه ودوافعه وأفعاله. وهذا يساعده على أن يصبح أكثر مسؤولية ويمنعه من التصرفات المتهورة. وهذا من شأنه أيضاً أن يعزز قيمة الصبر.
13. تربية طفلك على الكرم
إن الكرم مع الآخرين يساعد الطفل على أن يصبح بالغاً مسؤولاً اجتماعياً. شجعي الأطفال على مساعدة الآخرين، ومنحهم وقتهم، على الرغم من الظروف الأخرى.
طرق لتشجيع طفلك على السلوكيات الإيجابية.. وما أكثرها!
طرق غرس القيم الأخلاقية في أطفالك
زودي طفلك بالدروس اليومية مبكراً، فالأطفال سريعو التأثر في هذه المرحلة المبكرة من عمر الطفل أدرجي بعض الأخلاق الحميدة الأساسية في محادثاتك عند التعامل مع طفلك.
علمي طفلك استخدام عبارات مثل “شكراً” و”من فضلك” واستخدمي أنت نفسك هذه العبارات.
علميه المساعدة والمساهمة في الأعمال اليومية، مثل الطهي، والتعامل بلطف مع الآخرين والحيوانات هي قيم أساسية يمكن للوالدين إظهارها لمساعدة الطفل على غرسها.
أخبري أطفالك ببعض الحوادث المتعلقة بحياتك، حيث استخدمت القيم الأخلاقية الجيدة مثل الصدق والعمل الجاد لتحقيق ما تريدين.
ساعدي طفلك على ممارسة القيم الأخلاقية، من خلال اصطحابه إلى خدمات المجتمع أو إلى أنشطة للأطفال يمكن أن تساعده على إدراك أهمية العطاء للآخرين.
قدمي الثناء لطفلك عندما يظهر سلوكاً جيداً واعترفي بجهوده. يمكن أن يؤثر هذا النوع من التعزيز الإيجابي بشكل كبير على طفلك ويشجعه على التحسن.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.