مقالات

كيف تحمين طفلك من الأمراض قبل العودة إلى المدارس؟

يعود أبناؤنا بعد أيام إلى الانتظام في الحياة المدرسية حيث يختلطون ويتفاعلون مع أقرانهم من خلال أنشطتهم اليومية، وتقع مهمّة العناية بهم على عاتق الآباء والأمهات بالإضافة إلى كادر المدرسة، قد يكون الأطفال مُعرَّضين إلى مختلف الأمراض في هذه المرحلة، لذلك فإنه من الضرورة بمكان أن نقوم بالتجهيز لها جيداً.

د. منى الحربي

ولكي تتم هذه المهمة بكل يسر وسهولة، أود أن تقدم لكم د. منى الحربي، أخصائية طب الأطفال، في مستشفى أستر، بعض النصائح لحماية أطفالكم من الأمراض قبل العودة إلى المدرسة:

أولاً- انتبهي إلى إجراء جميع التطعيمات

انتبهي إلى إجراء جميع التطعيمات

يجب التأكد من حصول طفلك على جميع التطعيمات الموصى بها وفقاً لجدول التطعيمات المعتمد، وذلك لأنها تؤمن له الحماية اللازمة في وسطٍ قد تنتشر فيه بعض الأمراض المعدية، ومن أهم هذه اللقاحات هو لقاح الإنفلونزا الموسمية للتقليل من انتشار العدوى بين الطلبة في فصلي الخريف والشتاء، لذلك أنصح بالالتزام بأخذه قبل بداية المدرسة.

ثانياً – أخضعيه لجميع الفحوصات الطبية الروتينية

من الأفضل التأكد من إجراء الفحوصات الطبية السنوية لطفلك، بما في ذلك قياس الطول والوزن والضغط، إلخ لأن ذلك يساعد في فهم تطور جسد الطفل؛ ما قد يؤثر سلباً أو إيجاباً على تطوره الذهني والنفسي أيضاً.

ثالثاً: – تابعيه إذا كان مصاباً بالحساسية

إذا كان طفلك يعاني من حساسية موسمية أو الحساسية الغذائية، فاستشيري الطبيب لوضع خطة إدارة مناسبة، كما يجب إخطار المدرسة في مثل هذه الحالة حتى يكون الجميع على دراية بالوضع الصحي للطفل.

رابعاً – افحصي نظره

افحصي نظره

إذا كان طفلك يرتدي نظارات أو عدسات لاصقة، فتأكدي من فحصهما وتنظيفهما بانتظام.

خامساً – تأكدي من صحة أسنان الطفل

لا بد أن نستغل فرصة قبل عودة إلى المدرسة لنقوم معهم بزيارة طبيب الأسنان لفحص الأسنان وتنظيفها، والتأكد من عدم وجود تسوس أو مشاكل أخرى في الفم.

سادساً – وفري له النوم الكافي

من أهم المشاكل في العصر الحديث هو بقاء الأطفال مستيقظين لفترة طويلة ليلاً، والسماح لهم بالسهر، إما لأنهم يلعبون على الكمبيوتر أو يشاهدون التلفاز، أو قد يلعبون مع أصحابهم، ولأن نوم الليل ليس كنوم النهار فقد تؤدي هذه المشكلة إلى نتائج أكبر مثل التأخر الدراسي وتأخر النمو عند الأطفال، أو قد يسبب مشاكل صحية في عمر مبكر، لذلك فإن من واجبنا الحرص على أن يحصل الطفل على قسط كافٍ من النوم ليلاً (8-10 ساعات حسب العمر) لتعزيز تركيزه وطاقته، وليسمح لجسده بالنمو بشكل طبيعي وصحي.

سابعاً – احرصي على العناية بالتغذية الصحية

احرصي على العناية بالتغذية الصحية

تنتشر موجة الأطعمة السريعة في كل العالم كالنار في الهشيم، وهذا يسبب الإدمان عليها من قِبل الأطفال والمراهقين، حيث تكمن أعلى خطورة لها، ولدى إهمال الأهل لهذا الأمر يتمسك الأطفال بهذه الأطعمة الغنية بمحسنات الطعم والدهون الضارة والمواد الكيماوية الأخرى من دون إدراك لمدى خطرها، لذلك يجب عليك تشجيع طفلك على تناول وجبات صحية ومتوازنة غنية بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات، وتجنب الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية.

ثامناً- شجعيه على النشاط البدني

الرياضة منظومة تنشط الجسم بشكل كامل؛ ما يؤدي إلى تنشيط العضلات والدورة الدموية ووصول كمية أكبر من الدم إلى الدماغ لتغذيته، وهذا يؤثر بشكل رائع على القدرة على التفكير الإبداعي عند الأطفال، أما إهمال النشاط البدني فيؤدي بشكل محتوم إلى البدانة والخمول والرغبة في عدم عمل أو إنجاز أي شيء؛ ما يؤدي إلى التأخر الدراسي لدى الطفل أو حتى الاجتماعي، وقد يؤدي بدوره فيما بعد إلى أضرار ومخاطر صحية، لذلك يجب أن تعمل على تشجيع طفلك على ممارسة النشاط البدني بانتظام؛ مثل اللعب الرياضي أو المشي، لمدة لا تقل عن ساعة يومياً، وهذا سوف يضمن حصول الطفل على النشاط اللازم ليعيش حياة صحية سعيدة.

خطوات انتبهي إليها أثناء العودة إلى المدارس

أولاً – غسل اليدين

علمي طفلك أهمية غسل اليدين

يجب أن تنتشر ثقافة النظافة بين الأطفال للحد من انتشار الأمراض الناتجة عن وجود البكتيريا والفيروسات، لذلك علمي طفلك أهمية غسل اليدين بالماء والصابون بشكل منتظم، خاصة قبل الأكل وبعد استخدام الحمام.

ثانياً – تغطية الفم والأنف

من العادات المفيدة أيضاً أن يتعلم الطفل كيفية تغطية فمه وأنفه عند السعال أو العطس عند الأطفال باستخدام منديل ورقي أو الكوع، وبذلك نكون قد منعنا انتشار العدوى بين الأطفال في حالة حدوثها.

ثالثاً – تجنب مشاركة الأدوات

غالباً ما يعمد الأطفال في المدرسة إلى الاستعارة من بعضهم البعض، أو مشاركة بعض الأدوات أو الوسائل التعليمية، يجب أن ننبه الطفل إلى عدم مشاركة الأدوات الشخصية؛ مثل الأكواب والأقلام مع الآخرين، وذلك بسبب إمكانية انتقال أي عدوى خفية من طفل إلى آخر.

رابعاً – نظافة الأغراض

يجب أن يتعلم الطفل أيضاً أن يقوم بتنظيف وتطهير حقائب المدرسة وأدواته الشخصية بانتظام، وهذا بدوره يحميه ويعلمه تحمل المسؤولية أيضاً.

خامساً – الابتعاد عن المرضى

يجب أن يتعلم الطفل أهمية الابتعاد عن الأشخاص المرضى، من خلال توعيته بأهم الأساليب التي يمكن له بها وقاية نفسه من العدوى.

سادساً – استخدام معقم اليدين

يجب أن نحرص على وجود معقم اليدين للأطفال في حقيبة المدرسة للاستخدام عند الحاجة بشكل دائم.

دور الآباء والأمهات في حماية الأطفال من الأمراض أثناء العودة إلى المدارس

يجب على الآباء والأمهات أيضاً أن يساعدوا الطفل على التكيف مع روتين المدرسة الجديد وذلك من خلال تجهيزه وتهيئة الطفل نفسياً للمدرسة وأنه يمر بمرحلة جديدة للأفضل ومساعدته على فهم أنه يتطور جسدياً وذهنياً؛ مما يعني أن إنتاجيته ستكون أعلى، ولتحقيق ذلك قد يتواصل الآباء أيضاً مع المدرسة والتي تعتبر البيت الثاني لفهم أية احتياجات خاصة أو متطلبات جسدية أو نفسية للطفل من أجل تحقيق النجاح، كما يمكن التواصل أيضاً مع المدرسة لمعرفة أي حالات مرضية قد تحدث بين الطلاب والبحث في سبل تجنبها.
إذا ما التزموا بهذه النصائح فسيكون هناك فوائد كثيرة على المستوى الصحي والجسدي والعقلي والنفسي للأطفال، حيث سيتمتعون بنشاط وافر وإنتاجية كبيرة وسعادة وصحة. وكثيراً ما نرى عكس ذلك عند إهمال بعض الآباء لمثل هذه الإجراءات البسيطة والتي قد تؤدي إلى نتائج كبيرة.
أهم العادات التي يجب تعليمها للأطفال للحفاظ على صحتهم
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليك استشارة طبيب متخصص