بعد 50 عامًا على رحيلها.. أم كلثوم تعود إلى المسرح بتقنيات الهولوجرام في عرض موسيقي مبهر

إيناس العيسوي
نشر في:
السبت 4 أكتوبر 2025 – 1:29 م
| آخر تحديث:
السبت 4 أكتوبر 2025 – 1:33 م
جلال معوض يفتتح مسرحية أم كلثوم الموسيقية.. وتقنيات الذكاء الاصطناعي حاضرة
د. مدحت العدل: قدمنا عرضًا موسيقيًا لا يعتمد فقط على أغاني كوكب الشرق
بصوت الإذاعي الراحل جلال معوض، افتتح العرض الأول لمسرحية “أم كلثوم”، والذي اعتاد الجمهور على تقديمه لحفلاتها في الخميس الأول من كل شهر، ليدخل الحضور في أجواء وعالم أم كلثوم رغم رحيلها قبل 50 عامًا، قبل أن يُفتح الستار على صوت كوكب الشرق وهي تقف على المسرح في مدينة السادس من أكتوبر بتقنية الهولوجرام.
العرض المسرحي الموسيقي “أم كلثوم” يعرض تحت شعار “دايبين في صوت الست”، وهو من تأليف الدكتور مدحت العدل، وإخراج أحمد فؤاد، ومن المقرر أن يبدأ عرضه للجمهور يومي 9 و10 أكتوبر الجاري.
حرص على حضور العرض الخاص للمسرحية عدد كبير من نجوم الفن والمجتمع والسياسة، منهم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة خالد عبدالغفار، ووزير الاتصالات عمرو طلعت، ووزيرة التضامن الاجتماعي مايا مرسي، ووزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، ووزير الاستثمار والتجارة الخارجية حسن الخطيب، والمهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة الشروق، وأميرة أبو المجد العضو المنتدب لدار الشروق، والمخرجون شريف عرفة ورامي إمام، وأمير رمسيس وهالة خليل، وهاني خليفة، والفنانون يسرا ومحمود حميدة، وإلهام شاهين، وخالد النبوي، وأحمد عبد الوهاب، وهنادي مهنا، وسامح الصريطي، والفنان محسن منصور وحرمه مصممة الأزياء والديكور سارة شكري، والإعلامية هالة سرحان، والكاتب الصحفي خالد صلاح وزوجته الإعلامية شريهان أبو الحسن، والإعلامية سهير جودة، والإعلامي طارق علام وزوجته دينا رامز، والفنان مصطفى قمر ونجله الفنان تيام، بالإضافة إلى المخرج المسرحي عصام السيد، ومن عائلة العدل المنتجون محمد وجمال العدل والفنان رمزي العدل.
“الوصلة التانية هتبدأ يا ست”.. هكذا بدأت دراما العرض المسرحي، بمشهد تجلس فيه أم كلثوم في غرفتها التي تستريح فيها بين وصلات حفلاتها، ومن هنا تبدأ الرحلة الكلثومية التي يعيشها المتفرج بداية من يوم ميلادها في قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية، وقصة صعودها وتحولها إلى أهم مغنية في مصر والعالم العربي، قبل أن تمتد شهرتها للعالمية، ويستعرض العرض محطات مهمة في حياة أم كلثوم، ومنها الحرب التي شنتها ضدها منيرة المهدية في بداياتها، وحب أحمد رامي لها، ولقاء السحاب بينها وبين عبدالوهاب في “أنت عمري”، كما تطرق لنجاحها في انتخابات نقابة الموسيقيين في 11 نوفمبر عام 1942، واحتفاظها بمنصب النقيب لعدة دورات متتالية، إلى جانب مدى تأثيرها الفني، ويحمل العرض أيضًا العديد من اللحظات الإنسانية ومنها رحيل والدها الشيخ إبراهيم.
الصورة البصرية للعرض كانت لافتة للنظر، من ديكور وأزياء وإضاءة، إلى جانب التقنيات البصرية الحديثة من شاشات واستخدام الذكاء الاصطناعي، واستطاع المخرجان الموسيقيان للعرض أن يقدما نسيجًا موسيقيًا مميزًا، ما بين الأغاني المؤلفة خصيصًا للعرض، والحوار المُغنّى، ممزوجًا بالأغاني الأصلية لكوكب الشرق أم كلثوم، ليقدما لوحة فنية موسيقية متكاملة مع باقي عناصر العرض.
وأبهرت الأصوات الغنائية لممثلي العرض، الحضور، خاصة الممثلات اللاتي قدمن شخصية أم كلثوم في مختلف مراحل حياتها، إلى جانب من أدّت صوت منيرة المهدية، وظهر ذلك في تفاعل الجمهور مع أصواتهن والتصفيق الحاد لهن.
وعقب تحية العرض المسرحي، قال الدكتور مدحت العدل للجمهور: أول يوم نفرح بجد من سنة، نشكركم على هذا الاستقبال الرائع، إلى جانب كل فريق العمل، شكرًا لمجهودكم من 7 أشهر من تمرين وتدريبات.
ووجه مدحت العدل الشكر لكل الجهات الداعمة وشركاء نجاح هذه التجربة، كما شكر كل فريق عمله، كما شكر ورثة أم كلثوم وأحمد رامي ورياض السنباطي، وختم العدل كلمته بأننا اليوم في ضيافة الست، و”دايبين في صوتها”.
وعلى هامش العرض، قال مدحت العدل لـ”الشروق”، إن العرض به إبهار بصري كبير واستخدام لتقنيات بصرية وشاشات، مؤكدًا أن العرض “ميوزيكال”، به أغاني مؤلفة خصيصًا، ولا يعتمد فقط على أغاني أم كلثوم بل على حياتها.
وعن أم كلثوم قال العدل: حياتي كلها أم كلثوم، فذاكرت وحبيت وفرحت وحزنت على أغاني أم كلثوم، وتعلمت الشعر من أغاني أم كلثوم، وعندما أكتب، أكتب على أغنية “أراك عصي الدمع” و”جددت حبك ليه” و”الأطلال”.
وعن تحديات العرض قال: “أولها كيف تقدم 75 سنة في ساعتين؟ وستقدم أم كلثوم من أي وجهة نظر؟ هل ستقدم بوجوه جديدة أم معروفة؟ وهل يمكن تقديمها في عمل “ميوزيكال” يجذب الجيل الجديد ليشاهد عرضًا عن امرأة توفيت منذ 50 عامًا؟ كل هذه تحديات حاولنا معالجتها من خلال عرض موسيقي مبهر بتقنيات بصرية وموسيقية وحركية مثل عروض برودواي، وهناك أغاني جديدة في العرض كتبتها على لسان شخصياته.
وأكد مدحت العدل أنه حرص هو ومخرج العرض، أن تكون الممثلة التي ستلعب دور أم كلثوم غير معروفة على الساحة الفنية، لأنها ستمثل بطلة بالفعل وهي أم كلثوم، وأيضًا ليظهر على المسرح ممثلة نكتشفها صوتًا وتمثيلًا، ولا يكون الجمهور مرتبطًا بها في أي عمل سابق، وجميع أبطال العمل ليسوا نجوم صف أول ولكنهم طاقات شبابية وموهوبون جدًا.
وقال مخرج العرض أحمد فؤاد: هي تجربة مختلفة على شكل المسرح المصري لأننا أصل المسرح “الميوزيكال” منذ قبل عام 1920، فبعد 100 عام نحاول أن نقدم عرضًا بإنتاج ضخم جدًا يحمل قيمة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وهذه التجربة كان يجب أن تخرج من فنان حقيقي مثل الدكتور مدحت العدل، منتج ومؤلف العرض، الذي أراد أن يقدم تجربة فنية متكاملة تعيش لسنوات وليست مجرد عمل تجاري، ووددنا أن نقدم تجربة تحمل اسم أم كلثوم ولكن بشكل فني مختلف عن كل ما تم تقديمه قبل ذلك، وبأسلوب المسرح “الميوزيكال”.
وعن المواصفات التي توافرت في الممثلة التي قدمت شخصية أم كلثوم، قال فؤاد: كنا نبحث عن أقرب ممثلة لديها روح أم كلثوم، فعندما يشاهدها الجمهور لا يشعر بانفصال عن الصورة الذهنية لسيدة الغناء العربي التي أصبحت داخل أذهاننا جميعًا، إلى جانب أن تكون لديها صوت قوي قادر على جذبك من اللحظة الأولى، بالتأكيد لن نصل إلى صوت أم كلثوم لأنها كانت ظاهرة، ولكن “أسماء” التي لعبت دور أم كلثوم تثبت هي وكل ممثلي العرض وعناصره أن مصر ولّادة، وأن لدينا دائمًا فنانين بقوة شديدة فنيًا، موضحا أن لدينا من المواهب ما يجعلنا نصنع كل شهر عرضًا موسيقيًا قويًا مليئًا بفنانين قادرين على الغناء والتمثيل والرقص بنفس القوة والأداء الذي نراه في برودواي.
“أم كلثوم.. دايبين في صوت الست” من إنتاج العدل جروب ستوديوز “مدحت العدل”، ويُعد هذا العرض هو أضخم عمل مسرحي موسيقي يتناول سيرة كوكب الشرق.
المسرحية تأليف وأشعار مدحت العدل، وإخراج أحمد فؤاد، وتأليف وتوزيع وإخراج موسيقي خالد الكمار، وألحان وإخراج موسيقي إيهاب عبدالواحد، ومنتج تنفيذي إسراء طاهر، ورئيس قسم التسويق آية العدل، ومنتج فني محمد عادل، ومصمم المناظر والديكور محمود صبري، وتصميم أزياء ريم العدل، ومدربا الأصوات د. جيهان الناصر ود. إيمان حسني، وتصميم الإضاءة ياسر شعلان، ومصمم الرقصات عمرو باتريك، والمخرج المنفذ ومدرب التمثيل محمد مبروك، والإضاءة ياسر شعلان.