خطة لإحياء الأصول السينمائية: تطوير المنشآت والحماية من القرصنة ودفع المديونيات وشركة إنتاج جديدة

وضعت الشركة القابضة للاستثمار في المجالات الثقافية والسينمائية خطة متكاملة لإحياء الأصول السينمائية المملوكة للدولة؛ بهدف استعادة مكانة مصر الريادية في هذه الصناعة المهمة.

“إعادة تشغيل دور العرض وتحديث الاستوديوهات”

نجحت الشركة في إعادة تشغيل دور العرض السينمائية التابعة لها بعد سنوات من التوقف، وبدأت في تطوير استوديو مصر، واستوديو الأهرام، ومدينة السينما. كما تولي الشركة اهتمامًا بالغًا بصيانة أرشيف السينما المصرية وتحديثه رقميًا، حفاظًا على التراث الفني الوطني.

“من التدهور إلى التحديث: تحديات الأصول المتوقفة”

منذ بداية العام الجاري، شرعت الشركة القابضة في تنفيذ خطة طموحة لتحويل الأصول المتوقفة إلى مراكز إنتاج حديثة. وقد واجهت أصولًا تعاني من تدهور حاد في البنية التحتية والتشغيل، إذ إن معظمها مهلك دفتريًا، مع تعطل الكهرباء والتكييف وأنظمة مكافحة الحريق، مما تسبب في توقف الإنتاج وانسحاب المنتجين.

وتفاقمت الأزمة بسبب غياب مصادر دخل مستدامة وسوء استغلال الأرشيف، وتراكم المديونيات، إضافة إلى الاعتماد المفرط على القروض لتغطية التكاليف التشغيلية.

“مجلس إدارة جديد.. وانطلاقة حقيقية”

مع تولي مجلس الإدارة الجديد بقيادة الدكتورة إيمان يونس (رئيس المجلس)، والمهندس عز الدين غنيم (الرئيس التنفيذي)، وبمشاركة نخبة من الخبراء والرموز الثقافية، بدأت مرحلة جديدة تضمنت:
إعادة تشغيل دور العرض المتوقفة،
تسوية النزاعات مع شركات التوزيع،
تنفيذ تطوير أولي لسينمات ميامي ونورماندي لأول مرة منذ 25 عامًا،
رفع كفاءة أنظمة الصوت والصورة بعدد من دور العرض.

“الاستعداد لأعمال التطوير الكبرى”

تم إعداد رسومات هندسية دقيقة لتطوير استوديو مصر، ومدينة السينما، واستوديو الأهرام، إلى جانب دراسات فنية لتحديث أنظمة التكييف والحريق والحماية المدنية.

كما تم رفع كفاءة ثلاجة حفظ الأفلام بمدينة السينما لحماية التراث السينمائي وفق المعايير العالمية.

“التحول الرقمي وحماية المحتوى”

ضمن خطة التحول الرقمي، دشّنت الشركة موقعًا إلكترونيًا رسميًا، وقناة YouTube لعرض المحتوى السينمائي المملوك وتحقيق عوائد رقمية مستدامة. كما تم التعاقد مع جهة متخصصة لحماية المحتوى من القرصنة والانتهاكات.

ويُجرى حاليًا ترميم مجموعة من الأفلام الكلاسيكية وتحويلها إلى نسخ رقمية بجودة 4K، بالتعاون مع مركز ترميم التراث السمعي البصري بمدينة الإنتاج الإعلامي.

“شراكات مع القطاع الخاص.. ومشروعات استراتيجية”

بدأت الشركة القابضة دراسة عدد من المشروعات الاستراتيجية، من بينها:

تطوير استوديو مصر بنظام حق الانتفاع لمدة 25 عامًا،
استغلال أراضي سينما روكسي والحمرا لإقامة مشروعات متعددة الاستخدامات (ثقافية، تجارية، إدارية) مع الحفاظ على الملكية العامة.

كما بدأت إجراءات بيع قطعتين غير مستغلتين من أراضي الشركة، وتوجيه العائد إلى:
سداد المديونيات،
صرف مستحقات العاملين المحالين للمعاش،
تمويل خطة تطوير الأصول بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

“أبرز ملامح خطة التطوير”

تشمل خطة التطوير عددًا من المحاور الرئيسية:
مدينة السينما واستوديو نحاس: تحديث شامل للبنية التحتية (كهرباء – تكييف – حريق) وتزويدها بأحدث معدات ما بعد الإنتاج (مونتاج، تصحيح ألوان، مكساج، تخزين بيانات، Film Scanner).
استوديو الأهرام: رفع كفاءة البلاتوهات وتحديث أنظمة الإنتاج. سينمات ديانا، ميامي، نورماندي:
تحديث أجهزة العرض وأنظمة التكييف والحريق.

“شركة إنتاج فني جديدة لدعم الصناعة”

تعمل الشركة القابضة على تأسيس شركة إنتاج فني تابعة، تنطلق فور الانتهاء من تطوير الاستوديوهات، وتهدف إلى:
تقديم خدمات احترافية في التصوير، المونتاج، المكساج، وتصحيح الألوان.
تحفيز حركة الإنتاج السينمائي والدرامي.
دعم صنّاع المحتوى المحلي والمنافسة إقليميًا.

“نقلة نوعية في فلسفة العمل”

يمثل هذا التحول الشامل نقلة نوعية في فلسفة عمل الشركة القابضة، من مجرد مالك للأصول إلى شريك فعّال في تحريك الصناعة السينمائية، ضمن رؤية وزارة الثقافة لتحقيق تنمية مستدامة وترسيخ مكانة مصر كعاصمة للفن والإبداع في العالم العربي.