عرض الوحش يواجه التنمر ويدعو لتقبّل الآخر في المهرجان القومي للمسرح وسط إقبال جماهيري لافت

وسط إقبال جماهيري غير مسبوق على مدار ليلتين، قدّم المعهد العالي للفنون المسرحية التابع لأكاديمية الفنون العرض المسرحي “الوحش” دراماتورج وإخراج محمد عادل، ضمن المسابقة الرسمية للعروض المسرحية في الدورة 18 من المهرجان القومي للمسرح المصري.

تشهد عروض المهرجان هذا العام إقبالًا كبيرًا، لكن ما حدث في عرض “الوحش” فاق التوقعات، حيث حضر الجمهور قبل العرض بساعتين رغم أن الحجز إلكتروني، وأصر البعض على الدخول رغم اكتمال العدد، ولم يتمكن آخرون من الدخول، فامتلأ مسرح المعهد بالحضور، وجلس بعضهم على الأرض وعلى درجات السلم، فيما تابع آخرون العرض وقوفًا.

وعن فكرة تقديم “الوحش” في هذا التوقيت، قال مخرجه محمد عادل: أرى أن العنف والقتل زادا بشكل ملحوظ، وأردت من خلال العرض التأكيد على أهمية تقبّل الآخر، حتى وإن بدا غريبًا ومختلفًا، كما هو بطل العرض، لأن رفض الاختلاف قد يصنع وحوشًا من الناس الذين نرفضهم.

وأضاف: نحن بحاجة إلى مزيد من الرحمة والحب، والاعتراف بأن بعض البشر تلوثت إنسانيتهم، ويجب أن نبحث عن حلول حقيقية لمواجهة هذه الظواهر، فرفض المختلف قد يحوله إلى وحش، كما حدث في العرض، رغم أنه في الأساس لم يكن كذلك.

تدور أحداث العرض حول المخترع دكتور فيكتور فرانكنشتاين، الذي صنع مخلوقًا من أشلاء جثث، وبعد أن أحياه، فرّ منه الكائن حاملًا دفترًا يتيح له صنع كائنات أخرى عبر آلة خاصة، ويبدأ هذا الكائن الذي بدا في البداية وحشًا بسبب شكله، في التعرف إلى الحب، لكن رفض الناس له وأذيتهم من دون سبب، حوّله إلى وحش حقيقي أثّر على مسار الأحداث.

تكاملت عناصر العرض بشكل لافت، ما جعل الجمهور لا يتوقف عن التصفيق والهتاف خلال التحية، وظلوا صامتين طوال مدة العرض رغم التكدس، في دلالة على اندماجهم الكامل مع ما قُدم على خشبة المسرح.

وأجاد المخرج محمد عادل في اختيار كل عناصر العمل المسرحي، من التمثيل وتكوينات الحركة، إلى الإضاءة والديكور والموسيقى والمكياج، التي شكلت جميعها نسيجًا متكاملًا قدّم لوحة فنية متماسكة في عرض “الوحش”.

العرض من إنتاج المعهد العالي للفنون المسرحية، وهو الحاصل على المركز الأول بدورة هذا العام من المهرجان العالمي الذي ينظمه المعهد في القاهرة.

يشارك في بطولة العرض عبد الفتاح الدبركي، نيلي الشرقاوي، أحمد الرمادي، محمد حسن، مصطفى منير، نادين حسام الدين، وسعيد سالمان.
إضاءة: أحمد طارق، ديكور: ياسمين هاني، ملابس: أميرة صابر، موسيقى: الطيب سلامة، مكياج: نادين أشرف، مخرج منفذ: غالية الحسن.