اقتصاد

عقب عامين من الحرب غزة تدخل التهدئة وسط حاجة لـ52 مليار دولار لإعادة الإعمار وتعافي يمتد لسنوات

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيّز التنفيذ بعد حرب دامت عامين، خلّفت دماراً هائلاً وخسائر بشرية واقتصادية جسيمة للطرفين. الإعلان عن الاتفاق جاء عقب مفاوضات مكثفة في شرم الشيخ، برعاية مصرية وقطرية وأميركية، وبمشاركة تركية، ويمثل بداية تنفيذ المرحلة الأولى من خطة أميركية حملت بصمات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أعلن انطلاق "ساعة الصفر" لبدء تنفيذ الاتفاق، والذي يتضمن وقف العمليات القتالية وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، حيث نشرت وزارة العدل الإسرائيلية بالفعل قائمة تضم 250 اسماً ممن سيتم إطلاق سراحهم، دون أن تشمل قيادات بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات وحسن سلامة، ما يشير إلى أن الصفقة ما تزال بعيدة عن تلبية كافة مطالب حركة حماس.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي اكتمال المرحلة الأولى من إعادة تموضع قواته داخل غزة، مؤكداً انسحابه من بعض المناطق وفق ما تم الاتفاق عليه، على أن تستكمل عملية الانسحاب في مراحل لاحقة، مع بقاء نحو 53% من القطاع تحت سيطرته مؤقتاً.

على الصعيد الإنساني، تشير التقارير إلى مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني في غزة، ثلثهم من الأطفال، بحسب وزارة الصحة في القطاع، بينما تؤكد إسرائيل أن نحو 20 ألفاً من القتلى ينتمون لفصائل مسلحة. أما إسرائيل، فتكبدت مقتل 1665 شخصاً، بينهم 466 جندياً، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

اقتصادياً، تكبّدت إسرائيل خسائر مباشرة قُدّرت بـ63 مليار دولار، مع تراجع في النمو الاقتصادي وارتفاع في نسبة الدين العام إلى 70% من الناتج المحلي، وتسجيل عجز في الموازنة بلغ 4.9% في عام 2025، وسط تحذيرات من استمرار الأثر الاقتصادي بسبب العزلة الدولية المتزايدة وسحب الاستثمارات الأجنبية، كما حدث مع صندوق الثروة السيادي النرويجي.

أما في قطاع غزة، فالوضع الاقتصادي كارثي؛ إذ دُمّرت البنية التحتية بشكل شبه كامل، وتضرر أو تدمر ما يقرب من 193 ألف مبنى، بينما تدهورت الخدمات الصحية إلى حد كبير، مع عمل 14 فقط من أصل 36 مستشفى. ويُقدّر البنك الدولي أن القطاع يشهد أكبر انكماش اقتصادي منذ جيل، فيما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن إعادة الإعمار قد تتطلب أكثر من 52 مليار دولار وعدة سنوات للعودة إلى الحد الأدنى من التعافي.

وسط هذه التحديات، يبقى تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بارقة أمل حذرة للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، لكنها مرهونة بقدرة الأطراف على الالتزام بمسار سياسي طويل ومعقّد، يتجاوز وقف إطلاق النار إلى حلول دائمة تنهي دوامة الصراع.

قد يهمك أيضا 

إندونيسيا تمنع لاعبي إسرائيل من دخول أراضيها للمشاركة في بطولة العالم

 

الاحتلال يعلن استجابته لاتفاق شرم الشيخ بالسماح بدخول 600 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميا لتخفيف الأزمة الإنسانية