اخر الاخبار

استيقظوا يا عرب قبل فوات الأوان .. نحن الضحية وتجهز لنا المذابح والمسالخ

ان قوة الحق عندما تجابه الباطل والانحراف تتحول الي طاقة فعل هائلة قادرة عليان تغير الواقع وتتحدي البغي والظلم فقد يكون الألم ثمرة لكن الله سبحانه وتعالي لا يضع الثمار علي غصن ضعيف ، من هنا علينا ان ندرك نحن امة العرب علي اننا اصحاب حق واعداؤنا علي باطل ، وبما ان الحق قوة فينبغي ان نتسلح بالإرادة والعزيمة والوحدة التي تمنحنا القوة كي نحمي انفسنا ومقدراتنا وخيراتنا وارضنا وشعوبنا من غزوات الاعداء التي تصول وتجول في اراضينا وبلداننا العربية .

من يملك الحق يملك القوة

من هذا المنطلق كان مقال المفكر العربي الكبير علي  الشرفاء الحمادي : من يملك القوة يملك الحق، وهذه القاعدة هي المتعامل بها في الحياة الدنيا منذ خلق آدم، وإذا استرجعنا قراءة التاريخ سنجد أن من ملك القوة فرض الحق بغض النظرإن كان حقًا أو باطلًا، وعلى صاحب الحق أن يتقصى بداية الجريمة التي ارتكبت في حقه حتى يستطيع أن يعد لاسترجاع حقهالإعداد المطلوب من تقوية أواصر أبنائه وتعزيز إيمانهم بحقهم، وسد كل الثغرات التي تفرقهم وتضعف قوتهم.

وبالرغم من مرور أكثر من قرن من الزمن حينما بدأ التخطيط للاستيلاء على فلسطين، حينما دعا رئيس الوزراء البريطانيآنذاك هنري كامبل الدول الاستعمارية في ذلك الوقت وهي بريطانيا/ فرنسا/ هولندا/ بلجيكا/ إسبانيا/ إيطاليا)، حينما عقدوا مؤتمرًا في لندن بحجة حماية شريان التجارة العالمية، وتأمين قناة السويس التي تربط بين الشرق والغرب، وتحيطها الدول العربية من كل جانب ويتطلب الأمر خلق وطن غريب عن العالم العربي يقسمه بين مشرق ومغرب ليسهل عليهم تقليص نهضته، وإعاقة تطوره وتقدمه وحرمانه من استغلال ثرواته الطبيعية، من بترول وغاز ومعادن، وأن تتعاون الدول المجتمعة في مؤتمر لندن لتسهيل ودعم الصهاينة اليهود، بكل الوسائل السياسية والعسكرية والمالية، حتى يتحقق ميلاد وطن قومي لليهود في قلب الأمة العربية، يمزق جسمها ويفرق شعوبها، ويخلق الفتن فيما بينها وينشأ الصراع والقتال لديها لكي تكون الدولة الإسرائيلية فى مأمن، وتستطيع أن تسلب أكبر قدر من الأراضي لتبني المستوطنات، والعرب وأصحاب الأرض الفلسطينيون مشغولون بأنفسهم.

تقسيم الوطن العربي

أما فيما يهدف إلى تقسيم الوطن العربي فيؤكد علي الشرفاء الحمادي ان البريطانيون والفرنسيون اتفقوا على تقسيم العالمالعربي بينهما، وأعلن اتفاقية (سايكس بيكو) وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا سنة ١٩١٦م، ثم تبعها وعد بلفور وزير خارجيةبريطانيا سنة ١٩١٧م، الذي تضمّن إعلان تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين في ٢/ نوفمبر/١٩١٧م، وقامت دولةإسرائيل في ١٤/ مايو/ ١٩٤٨م، بعد انتهاء الانتداب البريطاني الذي ساهم ودعَّم وساعد قيام دولة إسرائيل منذ مؤتمر لندنسنة ١٩٠٧م إلى ١٤/مايو/ سنة ١٩٤٨.

استعرضت ذلك المشهد في عجالة ليستدرك العرب أنهم مغيبة عقولهم، ضائعة حقوقهم، وهناك وصاية استعمارية على مستقبلهم، غير مدركين ما يخطط لهم في الخفاء، وينساقون خلف وعود باسترجاع حقوق الفلسطينيين، والإسرائيليون يبنون المستوطنات. وتمر السنون والعرب يسعون خلف المفاوضات وقرارت مجلس الأمن، علمًا بأن من يملي قرارت مجلس الأمن هم نفس أعضاء مؤتمر لندن المعقود سنة ١٩٠٧م الذي استهدف إنشاء وطن قومي لليهود، فكيف يصدق المسروق وعود اللصوص بأن يعيدوا له حقه؟!

من يملك القوة لا تضيع حقوقه.. أليست تلك مأساة.. أمة ضاعت منها بوصلة متطلبات القوة والوحدة والتعاون والتخطيطللمستقبل في مواجهة أي اعتداء على الحقوق العربية، حين ساهم الانجليز في قيام الجامعة العربية ليشغلوا العرببقرارات قمم عربية لا تجد لها مكانًا من التنفيذ أو الاحترام في الالتزام بقراراتهم، وعلى سبيل المثال اتفاقية الدفاع المشتركالتي وقَّعها القادة العرب سنة ١٩٥٠م تحت اسم (معاهدة الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي)، فهل تم تطبيقهابالرغم مما مر على مختلف الدول العربية من عدوان وغزوات من قِبل دول افتقدت كل قيم الأخلاق ومبادئ حقوق الإنسان،واستباحت ودمرت أقطارًا عربية مثل العراق وسوريا واليمن والصومال وليبيا؟

العدوان والتدمير ضد أشقائنا العرب

ويضيف الحمادي في سطور مقاله اننا اليوم ومع كل الحزن والمرارة التي تعصف بالإنسان العربي حينما يجد بعض الدول العربية تشارك في العدوان والتدمير ضد أشقائها العرب، وفي مثل تلك المواقف العربية التي تخلَّت عن الوفاء بالعهود والمواثيق العربية، فكيف سيحترمنا العالم ويقيم لنا وزنًا! بل على العكس سيزيد من وطأته على العالم العربي وكل منهميستحوذ على نصيبه من الثروات العربية، ينهب كما يستطيع ويشاء في كل وقت.

قرار مجلس الأمن بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية.. لماذا لم يتم تنفيذ قرار مجلس الأمن الخاص بانسحاب إسرائيلمن الأراض العربية الذي أقره مجلس الأمن رقم (٢٤٢) بتاريخ ٢٢/نوفمبر/ ١٩٦٧م؟ والقاضي بانسحاب إسرائيل من جميعالأراضي العربية التي احتلتها قبل يونيو/١٩٦٧م، بما فيها الأراضي الفلسطينية والعرب يتساءلون.. لماذا لم ينفذ قرار مجلسالأمن المذكور أعلاه أكثر من خمسين عامًا؟ هل تعرفون السبب؟ إنه كما يلي:

١الدول الرئيسيّة في مجلس الأمن بعضها متورط في قيام دولة إسرائيل ومن مصلحتهم استمرارها واستمرار توسعها علىحساب الأراضي الفلسطينية والحقوق العربية.
٢استمرار الخلافات بين الدول العربية ومشاركة بعضها في العدوان على أشقائها مع الأتراك وغيرهم من الدول الطامعة في الثروات العربية، لم يجد أصحاب القرار في مجلس الأمن قوة عربية واحدة وقدرات متوافقة على اتخاذ مواقف واحدة للمطالبة بالحقوق العربية، ولديها من القدرات والإمكانيات بأن تضع ضغوطًا على بعض الدول العربية المؤثرة باستخدام كل القدرات المتاحة في الدول العربية، الأمر الذي لم يتحقق ولم تتوفر النية المخلصة لمواجهة العدوان على الحقوق العربية بالعزيمة والإيمان وتنفيذ اتفاقية الدفاع المشترك.

الشيخ زايد وحرب أكتوبر المجيدة

وفي هذا السياق، يضرب علي الشرفاء المثل بموقف الشيخ زايد أثناء حرب أكتوبر.. فقد كان موقف دولة الإمارات أثناء حرب أكتوبر سنة ١٩٧٣م وما قرره سمو الشيخ زايد رحمه الله عندما أصدر إعلانه بقطع البترول عن أوروبا وأمريكا، مما خلق ضغطًا هائلًا على أمريكا وحلفائها الذي نتج عنه حذو الدول العربية نحو موقف الشيخ زايد الذي أدى إلى وقف الحرب وصدور قرار مجلس الأمن (٢٥٢).

ومثل تلك المواقف المشتركة والتي قادها بكل إيمان وعزيمة المرحوم (الشيخ زايد) بشجاعة القوي بإيمانه بالله وبدعمأشقائه.. بمثل تلك القيادات التي تفتقدها الأمة العربية اليوم، استطاعت أن تلزم كل الدول الغربية وأمريكا باحترام الحقوق العربية. ولكن ليعلم الجميع لا حقوق للضعفاء فهم يضيعون بين اللصوص والأشقياء.

المؤامرة على الأمة العربية.. المؤامرة على الأمة العربية ليست وليدة اليوم بل بدأ التخطيط لها منذ سنة ١٩٠٧م في مؤتمرلندن، ونحن نتعاون معهم ونحسبهم أصدقاء وحلفاء فكيف نصدق من كان سببًا في استعمار الوطن العربي ونهب ثرواته أنينصفنا في استرجاع الحقوق التي كان أعضاء مجلس الأمن السبب الرئيس فى ضياعها.

فلندع الزمان والتاريخ يأخذ دورته إلى أن يأتي يوم تستيقظ فيه الأمة العربية وتدرك أنه لا بديل لوحدتها ولا طريق لمستقبلها وأمنها إلا بإيمانها بالمصير المشترك، وتنفيذ اتفاقيات الدفاع العربي لحماية الأمن القومي العربي من المحيط إلى الخليج

  • دعوة لليقظة وتوحيد الصفوف

‎ويوجه الشرفاء الحمادي دعوة كي تستيقظ عقول القادة ويوحدوا صفوفهم ويتناسوا أضغانهم ويتقوا الله في شعوبهمويطيعوا الله فيما أمرهم بقوله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ آل عمران: 103 ويحذرهم وينصحهم بقوله: (وَلَاتَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ ) (الأنفال: 46).

مفاوضات تدور في حلقة مفرغة.. يكفينا مفاوضات استمرت خمسين عامًا مثل ما يحدث مع الأشقاء في مصر، مفاوضات للاتفاق على ملء سد النهضة عشر سنوات، والمفاوضات لم تتوقف في حلقة مفرغة والقادة الإثيوبيون يبنون في السد ولم يتوقفوا، لماذا؟ لأنهم مكلفون بمهمة تعطيش مصر وتجويعها وتعطيل نموها لحساب أصحاب كتاب أشعيا الذي قررالانتقام من مصر بواسطة النيل، والإصحاح رقم ١٩ في سفر أشعيا يوضح المؤامرة منذ ألفي عام .

  • خطاب نتنياهو في البرلمان الإثيوبي

فانتبهوا أيها المصريون ولا تستمروا في مفاوضات تضييع الوقت، وأنتم تعلمون أهداف القادة في إثيوبيا ومن يقف خلفهم،وخطاب نتنياهو في البرلمان الإثيوبي دليل واضح على تنفيذ مخطط شرير. توقفوا عن الدوران في حلقات مفرغة ستتحوليومًا إلى حلقات مفزعة.

تاريخ يتكرر لقد استطاع الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا هزيمة العثمانيين بعد سيطرته على ميناء الإسكندرونة ودخلولاية أضنة وطرطوس في يونيه سنة ١٨٣٢م، وشجع ذلك الانتصار إبراهيم باشا فدخل بلاد الأناضول حتى وصل إلى مدينة(قونية)، ودارت معركة بينه وبين العثمانيين في قونية وانتصر عليهم في ٢٠/ ديسمبر/ ١٨٣٢م، وأسر قائد الجيش العثماني الصدر الأعظم محمد رشيد باشا، وانفتح الطريق أمامه للأستانة، وخشي العثمانيون سقوط العاصمة فاستنجدوا بالدول الأوروبية، وأرسلت روسيا أسطولًا بحريًا للدفاع عن الأستانة، وتدخلت فرنسا مع محمد علي باشا للوساطة، وتم الوصول إلى(كوتاهية) في ٤/ مايو/ سنة ١٨٣٣م، تنازل الباب العالي بموجبها عن كامل بلاد الشام، وأقر لمحمد علي باشا بولاية مصر ووقفت الدول الأوروبية لمصلحة تركيا.

وما نراه اليوم تاريخ يتكرر؛ حينما يرى العالم اعتداءات أردوجان بتدمير سوريا وقتل شعبها وتشريده ونشر الخراب والدمارفيها بواسطة فرق الإرهاب من داعش والنصرة وغيرهم من المرتزقة.

لا يتخذ العالم الغربي موقفًا أخلاقيًا يمنع الثور الهائج من استباحة سوريا وتشريد الملايين من شعبها ثم ينظر العالم كيفيقوم بغزو ليبيا، وينقل أكثر من خمسة عشر ألف مرتزق وإرهابي إلى طرابلس ليحتل فيها آبار النفط ونهب ثرواتها، ويرسلالأسلحة التدميرية والطائرات متتالية تحط في قاعدة الوطية دون أن تتحرك أوروبا لتوقف جنون الأتراك برغم تهديدهبإرسال عشرات الآلاف من الإرهابيين للدول الأوروبية دون أن يجد ردًا حاسمًا لابتزاز اوروبا.. والاتحاد الأوروبي وأمريكا صامتون وكأنهم يعطونه الضوء الأخضر لاستباحة دولة العربية وهؤلاء العرب لا يستحقون ثروات أوطانهم .

– كيف للخروف أن يرحب بالذئب ؟

الخطر الذي تواجهه الأمة العربية.. هل تآمر الغرب وأمريكا على العالم العربي؟! ألا يكتشف العاقل هذا السيناريو الشرير؟إن الأمة العربية تواجه خطر الوجود ، كيف تسمح بعض الدول العربية الغنية باستقبال الأتراك في أوطانها وإقامة قواعد على أراضيها، كيف للخروف أن يرحب بالذئب وهو يومًا ما سيأكله؟

هل بلغ بالعرب الذل والمهانة وفقدان البصر والبصيرة مما يخطط لهم على أرض الواقع بالصورة والصوت والعملياتالإجرامية على الأرض العربية؟! ألم يحِن الوقت إزاء خطر الوجود أن يلتقي بعض القادة العرب في اجتماع طارئ بعيدًا عن الجامعة العربية، يناقشون فيه مستقبلهم وكيفية إعادة شقيقهم المتمرد إلى حض أمته العربية، لتوحيد الصفوف وإنقاذ مايمكن إنقاذه.

  • تجهيز المسالخ والمذابح للعرب

ويختتم علي الشرفاء مقاله محذرا من الخطر الذي بات قريب جدًا والضحية تسن لها السكين ويتم تجهيز المذبح والمسلخلها.. هبّوا أيها القادة وسارعوا لتحافظوا على أوطانكم التي بدأت تسقط الواحد تلو الآخر فلن تبكي علينا السماء بعد ذلك؟،وسيعود الغريب يستعمرنا وينهب ثرواتنا والشيطان الصغير الجاثم في القدس بكل خبراته الشريرة وقدراته في السيطرةعلى مكامن القرار في أمريكا وأوروبا لن يترك العرب إلا وهم دويلات ممزقة وعبيد مرتزقة يأتمرون بأمر الأحبار، ويتم مطاردةالأحرار وتستباح ثرواتنا لصالح الأغيار، وبعدها يضيع مستقبل أمة كادت أن تتصدر دعوة الخير والسلام للعالم أجمع.