اخر الاخبار

التضليل الإعلامي غزوٌ ناعم يطمس الوعي ويُسقط الأمم دون رصاصة .. استعمار للعقول قبل الأوطان

في زمنٍ لم يعد الاستعمار فيه بحاجة إلى الدبابات والجيوش، أصبح التضليل الإعلامي السلاح الأشد فتكًا، والأداة الأنجع في محو الوعي وسلب الإرادة ، لقد غدت العقول ميدان المعركة الجديد، حيث تُدار الحروب لا بالرصاص، بل بالكلمات المسمومة، والصور المضلِّلة، والشعارات الزائفة، في محاولةٍ لطمس الهوية، وتشويه الحقيقة، وإبقاء الأمة العربية في دائرة التيه والارتهان.

الاستعمار لم يعد بحاجة للدبابات والجيوش.. الكلمة اقوي من البارود 
  • صناعة الخوف وتحذيرات علي الشرفاء

ويبدو ان سلسلة الكتب التي صدرت عن المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي ، والتي حملت عنوان ” ومضات علي الطريق ” ، بمثابة انذار ورسالة تحذير الي امة غاب عنها وعي المعرفة ، وانعدمت منها بصيرة الحق  .
إنّ صناعة الخوف، والتشكيك، وبث الفرقة بين أبناء الأمة الواحدة لم يكن يومًا عبثًا عابرًا، بل استراتيجية مدروسة عند أعداء امة العرب والإسلام ، استراتيجية تُحاك في الدهاليز السياسية، وتُنفَّذ بأدوات إعلامية ، وتروج لخطابٍ يزرع اليأس ويقتل الأمل ، وحين تُستباح الحقائق، ويتحوّل الإعلام إلى جسرٍ تمرّ عبره المؤامرات، يصبح التحدي الأكبر هو الوعي، فلا نجاة للأمم إلا بالمعرفة، ولا بقاء للهوية إلا بالتصدي لمحاولات التزييف والانحراف.

صناعة الخوف استراتيجية مدروسة عند أعداء العرب والإسلام
  • غزو يستهدف الذاكرة قبل الجغرافيا

وهنا يطرح الحمادي في سلسلة ” ومضات علي الطريق ” أسئلة حائرة : ما السبيل إلى كسر هذه القيود الإعلامية المفروضة علينا ؟ ، كيف نُحصّن العقول من هذا الغزو الناعم الذي يستهدف الذاكرة والوجدان قبل الجغرافيا والحدود؟
نعم سيبقي التضليل الإعلامي سلاح مدمر في يد الاستعمار الجديد الذي يسعى إلى الترويج لأفكار هدامة تخدم المصالح الغربية على حساب المصلحة القومية للأمة العربية ، وهذا النهج يؤدي إلى طمس الوعي العربي، مما يُبقي الشعوب في حالة غيبوبة فكرية، تتيح للمستعمر الاستمرار في نهب مقدرات وموارد الأمة المادية.

التضليل الإعلامي سلاح مدمر في يد الاستعمار الجديد
  • بث ثقافة الترويع والتخويف والتشكيك

لم يغفل علي الشرفاء الحمادي تلك الجريمة النكراء التي تمارس في حق الامة منذ عقود وعقود ، مؤكدا علي ان قوى الشر المتربصة بعالمنا العربي دأبت على بث ثقافة الترويع والتخويف والتشكيك، بهدف خنق أي أفكار تنموية ، ويتم ذلك عبر الإرهاب الفكري، أو من خلال رسم صور ذهنية سلبية تجاه بعضنا البعض، مما يؤدي في النهاية إلى تمزيق أواصر الأخوة، وزيادة وتيرة التناحر العربي-العربي ، وعادةً ما تسفر عملية تزييف الوعي عن تشتيت المواطن العربي وانفصاله عن صانع القرار، مما يجعله عرضة للتوظيف ضد وطنه، وبالتالي تتراجع قدرتنا على حماية أمننا القومي.

التناحر العربي-العربي أضاع الأوطان واسقطها فريسة للاستعمار
  • الإعلام اقوي من النار والبارود

لقد اصبح الإعلام سلاح استعماري اقوي من النار والبارود ، هكذا يدق الشرفاء الحمادي ناقوس الخطر في ” ومضاته التي تنير معالم الطريق ” حتي بات الاعلام أداة في يد أعداء الامة لتشويه الحقائق وتزييف الوقائع، مستخدمين في ذلك أساليب متعددة، مثل التلاعب بالألفاظ، وبث الشائعات، ونشر الأخبار الكاذبة ، وهذا الإغراق الإعلامي يهدف إلى خلق حالة من الفوضى والارتباك في المجتمعات العربية، مما يسهم في زعزعة الاستقرار، وتقويض السلم الاجتماعي.

الإعلام سلاح استعماري اقوي من النار والبارود
  • معركة إسكات الصوت العربي

اذ يري الحمادي ان مرارة الواقع الصعب تخلق بيئة خصبة تتمدد فيها الأفكار الصهيونية التي زاد انتشارها منذ ما يزيد عن ثلاثين عام تقريبًا، وذلك بهدف إسكات الصوت العربي، والقضاء على العروبة بما تمثله من تاريخ وجغرافيا وحضارة ووحدة المصير، مع توظيف حقوق الإنسان بطريقة مغلوطة للنيل من العرب، وتحرك الدول الكبرى تحت هذا الستار لتدمير العرب والسطو على مقدراتهم كما حدث ويحدث في العراق وفلسطين ولبنان وكل أراضينا المستعمرة .
ويلمح علي الشرفاء في ” ومضاته ” الي ان الوسيلة الاستعمارية الجديدة تمكنت من فتح منابر فكرية برعاية مخابراتية؛ لاستقطاب أصحاب الفكر المتطرف لتكوين مجموعات من بيننا قاصرة النظر للقيام بعمليات إرهابية في الغرب أو ضد بعض أصحاب الديانات الأخرى لتجييش العالم ضدنا لإيجاد مبرر للتدخل العسكري في بلادنا. 

سلسلة ومضات علي الطريق تقود معركة الوعي لمنع اسكات الصوت العربي
  • الغطاء المعنوي للكيان الصهيوني

والدلائل علي ذلك بائنة ، فالدور الغربي لتمزيق العرب يطل برأسه في كل موقف او قرار معني بأمورنا وقضايانا ، فلولا الدعم المادي والعسكري، والغطاء المعنوي للكيان الصهيوني ما استطاع هذا الكيان الغاصب من البقاء في فلسطين، ويمكن متابعة بنود اتفاقية التعاون الاستراتيجي عام 1998 بين الولايات المتحدة وإسرائيل التي من أهم بنودها: تدخل الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في حال قيامها بأي عملية عسكرية بالمنطقة ، وتتعهد الولايات المتحدة بأن توجه ضربة عسكرية مؤثرة وبأسلحة فوق التقليدية ضد أي دولة تهاجم إسرائيل.

بقاء الكيان الغاصب في فلسطين يتم تحت غطاء ودعم امريكي
  • ضرب العرب بالسلاح النووي

ويمكن القول من خلال تحليل وقراءة نصوص هذه الاتفاقية بأن المواجهة المحتملة مع إسرائيل تعني ضرب العرب بالسلاح النووي، وخاصة أن التاريخ الإجرامي للولايات المتحدة يؤكد أن ثقافة سفك الدماء من مكونات العقلية الاستعمارية الأميركية، وقد فعلوها في الحرب العالمية الثانية عندما ضربوا اليابان بالسلاح النووي . 
وكانوا على وشك إلقاء أكثر من 30 قنبلة نووية على روسيا بعد الحرب العالمية الثانية للقضاء على الفكر الشيوعي؛ ولولا توصل الروس إلى سر اختراع السلاح النووي إبان الحقبة السوفيتية لتم ارتكاب أكبر عملية إبادة جماعية على الأراضي الروسية، وحاليا يهدد ترمب العرب ويعلن بوقاحة عن فرض الإتاوات.

استخدام السلاح النووي متجذر في العقلية الاستعمارية الأميركية
  • بناء إعلام تنويري وحماية الهوية

وتتمثل الوسائل المتاحة لإفشال كل المخططات الاستعمارية تجاه الأمة في تعزيز نظريات التكامل العربي، وبناء إعلام تنويري، وممارسة قواعد العلوم السياسية داخليًا،  وفي إطار العلاقات الدولية ، ففي ظل هذا الهجوم الشرس علي امتنا ، يصبح من الضروري تعزيز الوعي النقدي لدى المواطنين، وتحصينهم ضد محاولات التضليل والتزييف فخطورة الأمر تتطلب تكاتف جميع المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية، للعمل على نشر الوعي، وتوضيح الحقائق، وتفنيد الأكاذيب، بهدف حماية المجتمعات العربية من مخاطر الغزو الإعلامي والثقافي.
خلاصة القول : يركز مفكرنا علي الشرفاء الحمادي في سلسلة ” ومضات علي الطريق ” علي ضرورة مواجهة هذا التحدي بما يستدعي تعزيز الوحدة والتضامن بين الدول العربية، وتطوير استراتيجيات إعلامية مشتركة، تهدف إلى حماية الهوية الثقافية، وتعزيز الوعي القومي، والتصدي لمحاولات التفرقة والتفتيت التي يسعى إليها أعداء الأمة .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .