اخر الاخبار

اليابان وروسيا وأميركا تحذّر من تسونامي بعد زلزال بقوة 8.8 درجات قبالة كامتشاتكا

متطوعون أفغان يقدّمون المساعدات لمواطنيهم المُبعدين من إيران

يوزع متطوعون أفغان على حدود بلدهم مع إيران المواد الغذائية ومستلزمات النظافة على الأعداد الكبيرة من مواطنيهم العائدين إلى ديارهم بسبب طردهم أو إجبارهم على الخروج من إيران التي تتهمهم بزيادة البطالة والجريمة.

وتؤكد فاطمة رضائي (22 عاماً) التي تشارك في توزيع هذه الإعانات، أنه من غير الممكن أن يبقى المرء مكتوفاً أمام حجم العائدين.

فاطمة رضائي (يمين في الأمام) متطوعة أفغانية توزع إمدادات الإغاثة على المهاجرين الأفغان الواصلين حديثاً والمُرحَّلين من إيران عند معبر إسلام قلعة الحدودي في ولاية هرات (أ.ف.ب)

فمنذ مطلع السنة، عبر أكثر من 1.6 مليون أفغاني، الحدود، من بينهم عدد كبير من الأطفال.

عند معبر إسلام قلعة الحدودي، وصل عدد العائدين في بعض الأيام إلى 30 ألفاً، وبلغ ذروته في 4 يوليو (تموز)؛ إذ ناهز 50 ألفاً، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

متطوع أفغاني يُجهّز طروداً غذائية للمهاجرين الأفغان الواصلين حديثاً والمُرحّلين من إيران عند معبر إسلام قلعة الحدودي في ولاية هرات. على الحدود مع إيران يوزّع المتطوعون الطعام ومنتجات النظافة على الأفغان المُجبرين على العودة إلى بلادهم (أ.ف.ب)

وتحاول المنظمات الدولية، بالتعاون مع سلطات «طالبان»، إحصاء الوافدين ومساعدتهم. لكنّ هذه المنظمات تواجه تخفيضات كبيرة في موازناتها، فيما تجد السلطات صعوبة كبيرة في دعم هؤلاء الأفغان الذين غالباً ما يتركون كل شيء وراءهم ويعودون إلى بلدهم الغارق في الفقر.

وهذا الواقع دفع سكان المنطقة إلى التحرّك بأنفسهم، وتساهم في تمكينهم من ذلك تبرعات الأفغان المقيمين في أوروبا أو أميركا الشمالية.

فاطمة رضائي (الثانية يمين) متطوعة أفغانية توزع إمدادات الإغاثة على المهاجرين الأفغان الواصلين حديثاً والمُرحَّلين من إيران (أ.ف.ب)

وتقول فاطمة رضائي: «ليس مهمًا إذا كان لدى المرء الكثير من المال أم لا. فأنا لا أملك الكثير، ولكن بمساعدة الأفغان هنا وفي الخارج، يمكننا تحقيق ذلك».

تجتاز هذه الصحافية التي تعمل لمحطة تلفزيونية محلية أكثر من مائة كيلومتر للوصول من مدينة هرات التي تقيم فيها إلى الحدود. ومن صندوق تحمله، توزع مناديل الأطفال والفوط الصحية على النساء التي يحيط بهنّ عشرات الأولاد.

وتقول: «من مسؤوليتنا أن ندعمهم. الحكومة تحاول المساعدة، لكنّ ذلك لا يكفي».

«لا تستطيع وحدها»

تنشط حسنة صالحي، العاطلة عن العمل، في صفوف جمعية والديها الخيرية «خان مهر»؛ سعياً إلى إظهار «الإنسانية».

وتشرح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يحتاج مواطنونا هذه الأيام إلى تعاطفنا. نحن مُلزمون بتقديم ما في وسعنا، سواء أكان قليلاً أم كثيراً».

وتُقنع حسنة أحياناً صديقاتها بمرافقتها لتوزيع المساعدات، وخصوصاً حليب الأطفال.

وتروي أن «بعض النساء كنّ يحاولن إرضاع أطفالهن، لكن بسبب التوتر، لم يكن لديهن ما يكفي من الحليب».

ويعرب مدير اللجنة العليا للاجئين أحمد الله واثق، عن افتخار هذه الهيئة العامة بهذا التضامن.

ويُقرّ بأن «الحكومة لا تستطيع حل هذه المشاكل بمفردها»، مشيداً «بجهود المواطنين».

وتُشير حكومة «طالبان» إلى أنها تُقدّم الأموال عند وصول الأفغان العائدين، وتُجهّز المدن المخصصة لهم، لكنها لا تُحدد موعد جاهزيتها.

في هرات، وهي مدينة كبيرة تُعَدّ الأقرب من الحدود، يعيش البعض في حدائق عامة تحت خيام تبرع بها السكان المحليون، في ظروف سيئة جداً.

«البدء من الصفر»

ويقول حسين، البالغ 33 عاماً والذي أمضى أكثر من عشر سنوات في إيران: «الأمر الوحيد الذي يقلقنا هو إيجاد عمل».

ويضيف حسين، الأب لطفلين: «هناك أخبرونا أن أوراقنا لم تعد صالحة. كنا نعمل جيداً، والآن علينا إيجاد عمل آخر والبدء من الصفر»، معرباً عن تأثره بالدعم الذي تلقاه على الجانب الأفغاني من الحدود.

ومن حافلة تنقله مجاناً إلى كابل، التي تبعد نحو ألف كيلومتر، يقول: «لقد ساعدونا حقاً ومدّوا لنا يد العون».

يُحضّر أوميد حقجو الطعام في قدور كبيرة، ثم يخرج لتوزيعه على المهاجرين، رغم معاناته من إعاقة في اساقه.

في أفغانستان، حيث يعيش نصف السكان (48 مليون نسمة) تحت خط الفقر، وفقاً للبنك الدولي، «لا توجد ثقافة تطوعية تُذكر»، على ما قال الشاب البالغ 27 عاماً بأسف. «لكننا نحاول الترويج لها (…) لتوفير الدعم الناقص».

بعد يومٍ قضته في حرّ خيام الإغاثة الإنسانية وصخبها في إسلام قلعة، تشعر حسنة صالحي بأنها أصبحت أقوى بفضل «درسٍ في الحياة».

تقول الشابة الأفغانية: «إذا تمكنت من المساعدة كمتطوعة، فهذا يعني أن أي شخصٍ يستطيع ذلك. وعندما أعود إلى المنزل وأفكّر في كل هؤلاء المواطنين الذين ابتسموا لي ودعوا لي، يكون ذلك كافياً بالنسبة لي».