تفاصيل مؤامرة اليهود لـ إسكات صوت القرآن وإخفاء آياته

لا أستبعد على الإطلاق أن يكون وراء تشتيت الدعوة الإسلامية وخلق بلبلة فكرية للمسلمين أياد خفية قامت باستحداث رواياتٍ مختلفة ومختلقة على لسان الصحابة، خَلقت حالة من التناقضات والتجاذبات والاستقطاب الفكري وأصبح لدى كل طائفة مرجعها الخاص ، مما أدى الى صراع فكري وجدلّي ثم تحول إلى صراع مادي ، نتج عنه اقتتال المسلمين بعضهم البعض.
- خطة خبيثة حاكتها أيادي شريرة
كانت تلك الأيادي الشريرة تعد خطتها الخبيثة سواء كانوا من اليهود الذين لم يتخيلوا أن يختار الله رسولاً من غير قومهم،بما يعتقدونه بأن اختيار الأنبياء والرسل محصور في بني اسرائيل، لأنهم شعب الله المختار “كما يؤمنون ويزعمون” أثارت في نفوسهم حسداً وغيرة بأن يبعث رسول من الذين يسمونهم بالأميين الذين ليسوا أهل كتاب كالمسيحيين واليهود ، حيث كانوا لا يقيمون لهم وزناً ولا احتراماً ، ويتعاملون معهم معاملة دونية ، خلقت لديهم حسرة وانتقاماً أن لم يظهر نبي منهم.
- انكشف زيفهم بنزول القرآن
الجرائم الإسرائيلية تحت مجهر القرآن الكريم ، وبعد ما اطلع علماؤهم على آيات القرآن الكريم التي تحدثت عن اليهود، استشعروا خطورة القرآن الكريم على مستقبلهم ،مما سيؤدي إلى سقوط مكانتهم بين الشعوب وانحسار سطوتهم ، والخطورة التي سيمثلها المسلمون إذا اتبعوا ما جاءت به الآيات من تشريعات للعلاقات الإنسانية في العبادات والمعاملات والحث على القيم النبيلة من رحمة وعدل وسلام وتعاون ومساواة وتحريم الظلم وأكل أموال الناس بالباطل ، مما سيعطل ما يسعون إليه من أطماع وأنانية في الاستيلاء على ثروات العالم والسيطرة على مقدرات الشعوب .
- قتلوا أنبيائهم واستولوا علي حقوق الناس
لذلك شرعوا يبحثون عن مختلف الوسائل لصرف المسلمين عن القرآن الكريم ، الذي هو أساس رسالة سيدنا محمد سلي الله عليه وسلم كما دللت آيات القرآن الكريم على سوء النوايا عند بني إسرائيل ، وشخصت النفس الإسرائيلية وفضحت مطامعهم اللامحدودة وارتكابهم لأبشع الجرائم لتحقيق مآربهم بما في ذلك قتلهم أنبياءهم واستيلاءهم دون مبرر على حقوق الناس وخشيتهم في حالة انتشار القرآن في العالم وقبول الناس الدخول في دين الله ، حينها سيكتشف المسلمون ما يشكله خطر الإسرائيليين على مصالحهم .
- الوعد الإلهي المفترى على الله
وسيطرتهم على اقتصاديات أوطانهم واحتكارهم النشاط المالي ليسخروا الناس لخدمة مصالحهم، مما قد يترتب على معرفة حقيقتهم وأهدافهم السيئة أن تنبذهم المجتمعات الإنسانية ويتم عزلهم وحرمانهم مما يتطلعون إليه في قيادة العالم حيث يعتبرونها حقوقاً مكتسبة بزعمهم بـ ” الوعد الإلهي المفترى على الله بأنهم شعب الله المختار ٠ ، ويعتبرون القرآن الكريم يحمل في آياته إدانة كاملة لجرائمهم في الماضي ، كما أن الله تعالى يحذر الناس في المستقبل من تطلعات الإسرائيليين لاستلاب حقوقهم والتحكم في مقدرات الأوطان بالخديعة والنفاق والغدر .
- محاربة الرسول وتحريض قريش
ولذلك بادر علماء اليهود في البحث عن مختلف الوسائل لإسكات صوت القرآن وإخفاء آياته ، ووضعوا استراتيجيات متعددة لمواجهة وثيقة الإدانة التي تضمنتها آيات القرآن الكريم فبدأوا بمحاربة الرسول أثناء البعثة بتحريض قبائل قريش على اغتيال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم واستمروا بعد الهجرة للمدينة باستدراج المسلمين في معارك عديدة مع قبيلة بني قينقاع وقبيلة بني النضير ويهود خيبر .
وبعد فشلهم جمعوا بعض القبائل العربية في موقعة الأحزاب وهزموا شر هزيمة ، ولما باءت معاركهم بالفشل اتجهوا إلى الحرب النفسية بدس الروايات ونشر الإشاعات المسيئة للرسول والتي تخلق تناقضا مع دعوة القرآن والحث على الأخلاق والفضيلة والعدل والسلام .
- غيبوا العقول بالاسرائيليات والروايات
ونسبوا الروايات إلى صحابة الرسول زوراً لاستجداء المصداقية وإقناع الناس بأنها أقوال رسول الله لتحتل مكانة من القدسية تنافس القرآن وتخلق حالة من الالتباس عند المسلمين ليلهونهم عن القرآن الكريم ، وظل المسلمون يدورون في حلقة مفرغة طيلة أربعة عشر قرنا ، ونسوا القرآن الذي هو أساس الرسالة الإسلامية ، فقد نجح اليهود في ملء العقول بالإسرائيليات التي غيبت الفكر واستحكمت الأفهام إلى درجة أن استطاعت الروايات أن تطغى على الآيات ، وسخَّر اليهود الأمم لطباعة كتب الحديث بالملايين ينشرونها حول العالم كي لا يبرز ضوء القرآن ويكتشف الناس حقيقتهم ، تأكيدا لقوله تعالى : ” يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَالله متم نوره ، وَلَوْ كَرِهَ الْكَفِرُونَ ” .. صدق الله العظيم .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .
كاتب المقال : رئيس ديوان رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة سابقاً