اخر الاخبار

توصيات جريئة لـ ندوة مؤسسة ” رسالة السلام ” .. تحمي الأسرة وتواجه طوفان الطلاق

أصدرت مؤسسة ” رسالة السلام ” بالقاهرة خلال ندوتها الفكرية حزمة من التوصيات الجريئة دعت خلالها إلى تبني وثيقة الزواج الموحد للمفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي كأحد أدوات الحماية المجتمعية والتشريعية، ووضعها في قلب التعديل المنتظر لـ قانون الأحوال الشخصية، بوصفها حائط صد فعّال أمام تمدد ظاهرة الطلاق وتفكك الأسرة .

ولقد أفرزت الندوة التي عقدت تحت عنوان : ” الطلاق يهدد أمن المجتمع .. نحو وثيقة زواج موحد تحفظ حقوق الزوجين وتراعي المصلحة الفضلى للأطفال ” .. مجموعة التوصيات والمخرجات الفكرية شديدة العمق، وجاء في مقدمتها :

أولاً : ضرورة إدراج وثيقة الزواج الموحد كـ جزء لا يتجزأ من عقد الزواج الرسمي، بـ اعتبارها آلية قانونية تحفظ الحقوق وتلزم الطرفين بـ واجبات واضحة، تُراعي مصلحة الأطفال وتحميهم من آثار النزاعات الأسرية .

ثانياً : إطلاق حوار مجتمعي واسع النطاق حول الوثيقة بـ مشاركة المجلس القومي للمرأة ومؤسسات المجتمع المدني والجهات ذات الصلة، بهدف الوصول إلى توافق وطني شامل يعزز قبول الوثيقة لدى الرأي العام .

ثالثاً : تنظيم حملات توعوية عبر ندوات في الجامعات والمدارس ومراكز الشباب، تستهدف فئة الشباب تحديداً ، لـ تعريفهم بـ مضامين الوثيقة، وأهمية التزامهم بها في ظل ما يشهده المجتمع من تفكك أسري متسارع .

رابعاً : عقد دورات تدريبية إلزامية للمقبلين على الزواج، يكون من ضمن محاورها شرح بنود الوثيقة وتبعاتها القانونية والاجتماعية، كـ شرط مسبق للزواج، بهدف رفع مستوى الوعي بـ مسؤوليات الحياة الزوجية .

خامساً : صياغة مجموعة من البنود المتفق عليها من الوثيقة بما يتناسب مع الأعراف المجتمعية المصرية، ورفعها رسمياً إلى مجلس النواب، تمهيداً لـ إدراجها ضمن التعديلات الجارية على قانون الأحوال الشخصية .

واكدت مناقشات الندوة علي ان هذه التوصيات لم تكن مجرد أمنيات فكرية، بل نداءات إصلاحية عاجلة أجمعت عليها النخبة المتخصصة والخبراء الذين شاركوا في فاعلياتها وعلى رأسهم : الدكتورة آمال نمر، عضو المجلس القومي للمرأة وخبيرة المشورة الأسرية، والدكتورة منال زقزوق، مدير مركز الأسرة للاستشارات والتدريب، والأستاذة أميمة رمضان، استشارية قضايا الطفولة والمراهقة.

وقد جاءت التوصيات متسقة مع الرؤية الفكرية المتكاملة التي طرحها المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي، والتي تنادي بالعودة إلى جوهر التشريع القرآني في بناء الأسرة وضمان حقوق جميع أطرافها، مع التأكيد على أن أمن المجتمع يبدأ من أمن الأسرة، واستقرارها وهو الأساس لكل نهضة حقيقية .

من جانبه، شدد الدكتور معتز صلاح الدين، رئيس مجلس أمناء مؤسسة ” رسالة السلام ” بالقاهرة على أن الوثيقة تمثل أداة إصلاح عملي لا تنظيراً ، ورافعة تشريعية واجتماعية تعيد للأسرة المصرية توازنها وتحمي الأبناء من ضياع طال أمده، مشيراً إلى أن جوهر الإسلام في أصوله هو حماية الأسرة وصيانة الطفولة .

وشدد معتز صلاح الدين علي ان ندوة ” رسالة السلام ” لم تكن محطة نقاش عابرة، بل صرخة تنبيه وتشريع ضد إنهيار الأسرة وتصدّع المجتمع، موضحاً أن وثيقة الزواج الموحد لم تعد مجرد ورقة تنظيمية بل يجب ان تتحول  إلى مشروع إنقاذ وطني، يحتاج إلى تفعيل عاجل وتحرك مؤسسي وتشريعي واسع، يبدأ من البرلمان ولا ينتهي عند الجامعات والمدارس .