درستُ نفسية المُقامر لكتابة «مُنتهى الصلاحية»

قال السيناريست المصري محمد هشام عبية إنَّ عمله الدرامي «منتهي الصلاحية» الذي يُشارك في الموسم الرمضاني الحالي، جعله يدرس التكوين النفسي للمُقامر، كما دفعه إلى اختراق عالم المراهنات الإلكترونية ومعرفة أبعاده وتفاصيله من خلال مَن عايشوه عن قرب وتورَّطوا فيه.
وللعام الرابع على التوالي، يُشارك عبية في موسم دراما رمضان عبر «منتهى الصلاحية» (15 حلقة) من بطولة الفنانَيْن محمد فراج وياسمين رئيس، وإخراج تامر نادي. ويناقش المسلسل ظاهرة المراهنات الإلكترونية من خلال قصة تمزُج بين الحسّ الإنساني والطابع التشويقي لأب يخسر وظيفته وسمعته ويواجه خفايا عالم مليء بالمخاطر والتهديد.
عبية الذي سبق أن قدَّم مسلسلات «بطلوع الروح» من بطولة منة شلبي، و«رسالة الإمام» من بطولة خالد النبوي، و«صلة رحم» من بطولة إياد نصار، قال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إنَّ «فكرة (منتهي الصلاحية) طرحها عليه مخرج العمل تامر نادي الذي سبق أن تعاون معه العام الماضي في (صلة رحم)، بعدما لاحظ الأخير انتشار المراهنات الإلكترونية في أكثر من طبقة اجتماعية، وتسبُّبها في أكثر من واقعة مؤسفة مثل القتل والانتحار».
وأضاف المؤلِّف: «الفكرة أعجبتني، فبدأت رحلة بحث وتقصٍّ حول المسألة، كما التقيتُ بأكثر من شخص ممَن أدمنوا تلك المراهنات، وقرأتُ كثيراً من التحقيقات والبحوث، وكذلك الكتب التي تتحدّث عن نفسية المُقامر»، موضحاً أنَّ «(منتهي الصلاحية) مشروع صعب ومعقَّد لأنه يتحدّث عن قضية تجري وقائعها حالياً، وبالتالي ثمة فخ في أن تتحوَّل معالجتنا للمسلسل إلى نشرة أخبار. كما أنَّ الصعوبة تأتي أيضاً من تناول مسألة المراهنات لتفاصيلها الفنّية المعقَّدة التي يمكن أن تجعل من التسلسل الدرامي صعباً أو غير مشوّق».
وعمّا إذا كان يؤمن بأنَّ العمل الدرامي يجب أن يحمل رسالةً، أم يكفي كونه مصدر متعة، أجاب السيناريست: «الأصل في الفنّ هو المتعة؛ وبتحقُّقها تتحقّق الغاية من الفنّ، لكن ما المانع أن تتضمّن تلك المتعة طبقة من التساؤلات المحرِّضة على التفكير ومحاولة الاشتباك مع قضايا تؤثر في حياة الإنسان».
ويمزج المسلسل الخطّ الإنساني بالتشويق والإثارة، وهو ما سبق أن تكرَّر أيضاً في «صلة رحم» و«بطلوع الروح». عن هذا الجانب، رأى عبّية أنّ «التشويق والإثارة يجب أن يكونا حاضرَيْن في جميع الأعمال الدرامية، لأنهما من أدوات الجذب الجماهيري، ويجب أن يستشعرهما المُشاهد من الحلقة الأولى، وإلا قد ينصرف عن المسلسل ويشاهد غيره».
وعن تقديمه لأكثر من مسلسل من 15 حلقة، واحتمال أن يعكس ذلك رغبته في البعد عن الملل أو «المط» أو التطويل، أوضح أنه بطبيعة الحال ثمة أفكار تحتمل أن تُعرض في 30 حلقة وربما أكثر، وإنما تستهويه الأعمال الدرامية القصيرة بكونه مُشاهداً وكاتباً، لافتاً إلى أنَّ «كتابة الأعمال المرتبطة بمواعيد عرض في رمضان دائماً ما تكون مهمّة محفوفة بالصعوبات والضغوط، وتحتاج إلى وقت كافٍ لا يتوفر عادة، وبالتالي مسلسلات الـ15 حلقة تكون خياراً مثالياً في هذا الصدد».
وعن مدى نجاح محمد فراج في تجسيد الشخصية الرئيسية كما كانت في ذهنه، أكد أنه «ممثل من العيار الثقيل، ويستطيع أن يضفي على الشخصية مزيداً من الصدقية والواقعية».
وفيما يتعلّق بتعاونه للمرة الثانية توالياً مع المخرج تامر نادي، لفت إلى أنه «يتميّز بالحماسة الشديدة والطاقة الإيجابية والإخلاص الكبير في العمل، وبذل المجهود الضخم لتحقيق نتيجة مرضية، كما أنه مشغول بتقديم أعمال تمسُّ قطاعاً كبيراً من الجمهور».
وتحدَّث عن الموسم الدرامي الرمضاني الحالي بنسخته المصرية، فلفت إلى «زيادة عدد المسلسلات القصيرة من 15 حلقة بشكل لافت هذا العام»، مشيراً إلى أنّ هذا «يعطي تنوّعاً في نوعية المسلسلات ويزيد من قوة المنافسة، وبالتالي يجعل كل الصنَّاع في حالة تفاعل وحماسة لإنتاج أعمال جيدة».