اخر الاخبار

لماذا أنا عضو في رسالة السلام؟

لستُ عضوًا في رسالة السلام لأنّها  مجرد مؤسسة فكرية، بل لأنّها مشروع نهضةٍ عقليةٍ وروحيةٍ يُعيد للإنسان وعيه المغيَّب، ويعيد للدين وجهه الإنساني النقي الذي شوّهته قرون من التطرّف والجمود.

انتمائي إلى رسالة السلام هو انتماء إلى فكرٍ يؤمن بأنّ الله لم يخلق الناس ليقتتلوا، بل ليتعارفوا ويتعاونوا في عمارة الأرض. فكرٌ يرفض الكراهية باسم الدين، وينتصر للعقل والرحمة والحرية.

أنا عضو في رسالة السلام لأنّها لا ترفع شعارًا دينيًا ولا سياسيًا، بل ترفع راية الوعي. وعيٌ يُحرّر المسلم من أسر الموروث المتعصّب، ويعيده إلى جوهر الإسلام في قوله تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين».

في زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات التي تزرع الخوف والانقسام، تقف رسالة السلام شامخة، صوتًا للعقل، ومنبرًا للتنوير، وجسرًا بين الحضارات.

أنا عضو فيها لأنني أؤمن أنّ الإصلاح لا يبدأ من المنابر السياسية ولا من السيوف، بل من الكلمة الصادقة، والفكر المستنير، والتربية على المحبة.

ولأنّني أرى في فكر المفكر علي الشرفاء دعوة صادقة لإحياء الرسالة الأولى للإسلام، رسالة الرحمة والعقل، كان انضمامي إلى رسالة السلام واجبًا أخلاقيًا قبل أن يكون خيارًا فكريًا.

فمن يحمل فكر السلام، لا يمكنه أن يقف على الحياد أمام الجهل والتطرّف.
ومن يؤمن بأنّ الله رحيم، لا يرضى أن يُستخدم اسمه لتبرير القتل أو الكراهية.

لهذا، أنا عضو في رسالة السلام… لأنّها تمثّل ضمير الأمة، وصوت المستقبل.

كاتب المقال : نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام وعضو مؤسسة “ رسالة السلام ”