هجروا القرآن واسقطوا شعلة النور .. علي الشرفاء يحذر من سم الرويات وأهوال يوم القيامة
كل دولة تريد أن يتحقق فيها الاستقرار والتنمية المستدامة والأمان، لابد أن تتبع الأوامر الإلهية، وتطبق العدالة وتستظل بالرحمة ، وتعترف للمواطن بشراكته في مستقبل الوطن، وتحقق أحلام التقدم والتطور للأجيال القادمة، وتحترم حريته وتحافظ على حقوقه الدستورية والقانونية، وتحرره من الملاحقات الأمنية ومن الخوف، وتطلق له حرية التعبير في حدود المصلحة العامة للوطن، وتؤمن حياته وقوته وسلامته، وترعى صحته وتعليمه .
- الدولة والتشريع الإلهي
هذا ما اكد عليه المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي في مقالة الذي حمل عنوان : نظرية الدولة وفق التشريع الإلهى فى القرآن المجيد ” ، فعندما يتمتع القادة بتلك الصفات، تصبح الشعوب الإسلامية في مصاف الشعوب المتقدمة لأن إلتزام الدولة اي دولة بتحقيق العدل والرحمة والمساواة والعيش الكريم لشعبها سيجعل الشعب يحافظ على الوطن بكل ما يملك،ويضحي من أجله بالغالي والنفيس، ويتحول أبناء الوطن إلى حراس للنظام وحمايته من كل تهديد طالما حافظت الدولة علي كرامة المواطن، ولم تعتبره عدوًا لوطنه أو لدولته، تعطيه الأمان، ويحاسب بالقانون والعدالة كل من ثبت عليه بالدليل لأنه يقوم بأعمال تهدد الأمن الوطني.
- التلاحم بين الشعب والدولة
ويواصل المفكر الغربي الكبير في الشرح والتفصيل خلال سطور مقاله مؤكدا علي انه مستحيل علي أي مواطن تحقق له إحترام كرامته، وتتعامل معه دولته بالرحمة وبالعدل والإحسان أن يخون وطنه، وأن يعمل مع أي جهة خارجية تهدد أمن دولته ، تلك المعايير التي تحقق التلاحم بين الشعب وعناصر الدولة الرئيسية من الشرطة والجيش والقضاء يداً بيد شعباً وجيشا وشرطة لتحقيق الاستقرار للوطن.
فقد قال الله سبحانه وتعالى مخاطباً المسلمين على لسان نبيه الكريم سيدنا محمد ﷺ: ” قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِييُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ” .. صدق الله العظيم .
- التشريعات الإلهية والعظات والتوصيات
اذ يدعو الرسول ﷺ الناس ليتبعوه فيما أنزله الله عليه من شرعة ومنهاج ينظم حياتهم، ويضبط تصرفاتهم، ويحصنهم منالاعتداء على بعضهم البعض، ويعلمهم اعتماد العدل سلوكاً، والرحمة تعاملاً، والإحسان تعاطفاً فيما بينهم ، ذلك ليتمكنوامن تحقيق العيش الكريم في ظل الأمن والاستقرار والسلام ، لكن المسلمين لم يتبعوا الرسول ﷺ كما أمرهم ليغفر اللهتعالى لهم ذنوبهم ويسكنهم جنات النعيم في الآخرة .
لم يلتزموا بما بلغهم به من التشريعات الإلهية، والعظات، والتوصيات، ولم يعملوا بالأحكام في الآيات التي كان ينبغي أن يسترشدوا بها في الحياة الدنيا ، كما أنهم لم يتبعوا الرسول ﷺ في سلوكه وأخلاقياته في التعامل مع الناس، سواء كانوا من أقربائهم أو من الغرباء .
- أهوال يوم القيامة
ومما زاد من معاناتهم، أنهم هجروا القرآن الكريم وأسقطوا من أيديهم شعلة النور التي تضيء للإنسان ظلمات الحياةوتنجيه من أهوال يوم القيامة ، بدلاً من ذلك، أغوتهم الاسرائيليات والروايات المدسوسة فتاهوا في الظلمات، واتبعواالشياطين من ناقلي الروايات الذين تسببوا في إشعال الفتن بين الإخوة، فتقاتل الأشقاء وسالت بينهم الدماء .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .