اخبار مصر

إسرائيل تستمر في ضرب مواقع حزب الله بلبنان وسوريا وواشنطن تراجع خطط الرد على إيران

قالت وكالة الأنباء اللبنانية إن الضاحية الجنوبية لبيروت، تعرضت لسلسلة غارات إسرائيلية عنيفة أدت إلى "دمار هائل" مساء الثلاثاء، لا سيما في مناطق برج البراجنة والكفاءات والليلكي، وهي مناطق تعرضت للقصف أكثر من مرة خلال الأيام الماضية.يأتي ذلك بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق نحو 85 صاروخاً من لبنان نحو مناطق في شمال إسرائيل، بما فيها مدينة حيفا.

وهدّد حزب الله اللبناني في بيان له الثلاثاء، باستهداف أكبر لمدينة حيفا في شمال إسرائيل، بالإضافة إلى مدن أخرى، إذا "تمادى العدو الإسرائيلي في الاعتداء على أهلنا الشرفاء في كل بقاع لبنان الصامد، وسيجعل من حيفا وغير حيفا بالنسبة لصواريخ المقاومة بمثابة كريات شمونة والمطلة وغيرها من المستوطنات الحدودية مع لبنان" بحسب نص البيان.

ويستهدف حزب الله منطقة كريات شمونة والمطلة بشكل شبه يومي منذ عام، متوعداً بإعادة "ما شاهده العدو ومستوطنوه في حيفا ومحيطها الثلاثاء" في حال إستمرت إسرائيل في قصف لبنان على حد قوله.
وأعلنت إسرائيل، أن نحو 105 صواريخ انطلقت من لبنان على دفعتين، باتجاه مدينة حيفا وخليجها شمالي إسرائيل صباح الثلاثاء، بالتزامن مع الإعلان عن توسع في العمليات البرية لتشمل جنوب غرب لبنان.

وقال الجيش الإسرائيلي إن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت معظم هذه الصواريخ، فيما قالت الشرطة الإسرائيلية إنها سجلت 150 موقعاً لسقوط صواريخ وشظاياها في حيفا.

ووصفت إذاعة الجيش الإسرائيلي الرشقة الصاروخية التي استهدفت حيفا بأنها "الأكبر منذ بداية الحرب".
الغارات الإسرائيلية تتجدد في سوريا

وتزامناً مع استمرار الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان، أعلنت وزارة الدفاع السورية مقتل سبعة مدنيين بينهم نساء وأطفال في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً في دمشق.

وقالت وزارة الدفاع السورية في بيان لها إن "العدو الإسرائيلي شن عدواناً جوياً بثلاثة صواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً أحد الأبنية السكنية والتجارية في حي المزة المكتظ بالسكان في دمشق"، ما أدى لمقتل سبعة أشخاص وإصابة أحد عشر آخرين بجروح "كحصيلة أولية".

وأظهرت لقطات فيديو لوكالة فرانس برس من موقع الغارة، مبنى كبيراً مضاءً جزئياً يتصاعد منه الدخان، فيما تناثر الحطام أمامه، وأفاد مراسل الوكالة أنّ الغارة دمرت الطوابق الثلاثة الأولى من المبنى الواقع في منطقة سكنية مزدحمة، ودمرت أكثر من 20 سيارة مركونة بالمكان.

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المبنى على صلة بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله.

وأفاد المرصد في بيان له، أنّ الغارة "استهدفت مبنى تتردد إليه قيادات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله"، وأدت إلى "سقوط تسعة قتلى بينهم خمسة مدنيين منهم طفل واحد، وشخصين غير سوريين وآخرين مجهولي الهوية".

بينما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن مسؤولين إسرائيليين، أن الضربة استهدفت مبنى بالقرب من السفارة الإيرانية في سوريا، وكانت "تستهدف عضواً رفيعاً في حزب الله، مسؤولاً عن تهريب الأسلحة"، ومشيرين إلى أنه "لم يتبين بعد" مصير الشخص المستهدف.

وندّدت وزارة الخارجية السورية في بيان لها "بأشد العبارات بهذه الجريمة الوحشية بحق المدنيين العزل" على حد وصفها، معتبرة إياها "امتداداً لجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها هذا الكيان الغاصب بحق الفلسطينيين واللبنانيين"، ومطالبة باتخاذ "إجراءات فورية" لردع إسرائيل عن جر المنطقة إلى "مواجهة ستكون لها عواقب كارثية".

فيما قالت السفارة الإيرانية في لبنان، إنه "لا يوجد إيرانييون بين القتلى" في إشارة إلى الضربة الإسرائيلية في دمشق.

ويوم الأربعاء الماضي، قُتل أربعة أشخاص على الأقل، بينهم حسن قصير صهر نصرالله في غارة إسرائيلية في حي المزة أيضاً.

وتمتنع إسرائيل في العادة عن الإعلان عن تنفيذ الضربات في سوريا، وتكتفي بالتأكيد على عزمها للتصدي لـ"محاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري" في البلاد.
نتنياهو يهدد، وفرنسا تندد

وفي وقت سابق الثلاثاء، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شعب لبنان من مواجهة "دمار ومعاناة" أشبه بما يواجهه الفلسطينيون في قطاع غزة إذا لم "يحرّر" بلده من حزب الله.

وقال نتنياهو موجهاً حديثه للشعب اللبناني: "لديكم فرصة لإنقاذ لبنان قبل أن يقع في هاوية حرب طويلة الأمد ستؤدي إلى دمار ومعاناة أشبه بما نشهده في غزة".

ولاقت تصريحات نتنياهو ردود فعل دولية على الفور، إذ ندد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو "بالاستفزاز" الصادر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، معتبراً أن "الوضع في لبنان كارثي" بالأساس.

وأضاف الوزير الفرنسي أنه "إذا تم المضي قدماً في هذا الاستفزاز، فإنه سيجر لبنان، البلد الصديق لفرنسا، إلى الفوضى فيما يعاني من حالة ضعف كبيرة، وهذا من شأنه أن يضع إسرائيل أمام مشكلات أمنية أكبر من تلك التي سادت قبل العمليات العسكرية في لبنان".

وعلى صعيد آخر، من المتوقع أن يجري الرئيس الأمريكي جو بايدن مكالمة هاتفية الأربعاء، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الاطلاع على خطط إسرائيل للرد على إيران، حسبما أفاد موقع أكسيوس، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين.

ونقل أكسيوس عن مسؤول أمريكي قوله إن "المكالمة مهمة لمحاولة صياغة حدود الرد الإسرائيلي"، مؤكداً أن واشنطن تريد التأكد من أن إسرائيل لن تهاجم أهدافاً غير مناسبة في إيران.

قد يهمك أيضــــاً:

أعنف الغارات بهدف إغتيال صفي الدّين في الضاحية وانفجارات ضخمة قرب مطار بيروت

غارات إسرائيلية على الضاحية وانفجارات ضخمة قرب مطار بيروت