الإدارة المؤقتة في سوريا تعلن عن حل الفصائل المسلحة وتشكيل وزارة الدفاع تحت إشرافها
أعلنت الإدارة المؤقتة في سوريا في بيان لها أن عددًا من الفصائل المسلحة وافقت على حل مجموعاتها والانضمام للعمل تحت إشراف وزارة الدفاع السورية في الحكومة الجديدة. جاء هذا الإعلان بعد اجتماع بين قادة الفصائل والزعيم الفعلي لسوريا أحمد الشرع، رئيس هيئة تحرير الشام، التي قادت الهجوم السريع الذي أطاح بالرئيس بشار الأسد في وقت سابق من الشهر الجاري.
البيان الحكومي، الذي جاء مختصرًا في سطر واحد، لم يذكر الفصائل التي شاركت في الاجتماع، لكن من المعروف أن العديد من جماعات المعارضة المسلحة خاضت معارك ضد جيش الأسد والميليشيات المتحالفة معه خلال الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عامًا. تشمل هذه الجماعات الفصائل المتحالفة مع هيئة تحرير الشام، وأخرى تعمل تحت اسم الجيش الوطني السوري، بالإضافة إلى جماعات في جنوب سوريا.
ونقلت صحيفة ذا ناشيونال عن قائد كبير في الجيش السوري قوله: "بعض الفصائل التقت مع أحمد الشرع وأكدت استعدادها للعمل ضمن وزارة الدفاع". وأضاف أن "الجيش الوطني السوري لم يعقد اجتماعا رسميا مع الشرع حتى الآن، وأن المجموعات التي التقت به لا تمثل الجميع". وأوضح أن هناك خوفًا لدى بعض الفصائل من تشكيل وزارة الدفاع ورئاسة الأركان التي لم تعتمد على ضباط من جيش الأسد، بل على المقربين من الشرع.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير عن إعادة هيكلة وزارة الدفاع باستخدام الفصائل السابقة والضباط المنشقين عن جيش الأسد. وفي هذا السياق، عينت الحكومة مرهف أبو قصرة، وهو شخصية بارزة في هيئة تحرير الشام، وزيرًا للدفاع.
فيما يتعلق بالأسلحة في البلاد، قال أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، إن جميع الأسلحة، بما في ذلك تلك التي بحوزة القوات الكردية، ستخضع لسيطرة الدولة. وأضاف: "لن نسمح بوجود أسلحة خارج سيطرة الدولة، سواء من الفصائل الثورية أو قوات سوريا الديمقراطية"، في إشارة إلى القوات التي يقودها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة.
كما أكد الشرع على أهمية حماية الطوائف والأقليات من الاعتداءات، سواء من داخل البلاد أو من "جهات خارجية" تسعى لإثارة الفتنة الطائفية، مشددًا على أن "سوريا بلد للجميع ويمكننا أن نتعايش معًا".
وفي سياق متصل، دارت معارك بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات تابعة لتركيا في عدة مناطق، بما في ذلك ريف حماة ومدينة تل أبيض وتل تدمر وريف حلب ومنبج وجسر قره قوزاق وسد تشرين وريف دير الزور الشرقي، مع استمرار التعزيزات العسكرية للطرفين. كما أرسل التحالف الدولي تعزيزات عسكرية إلى منطقة دير الزور لدعم قواته في القتال الجاري هناك.
على الصعيد الداخلي، تظاهر مئات السوريين في شوارع العاصمة دمشق احتجاجًا على إحراق شجرة عيد الميلاد في مدينة حماة وسط سوريا على يد متطرفين إسلاميين في اليوم السابق. تجمع المتظاهرون بشكل عفوي من مختلف أحياء دمشق للتعبير عن مخاوفهم عشية عيد الميلاد، حيث حمل بعضهم صلبانًا خشبية ولوح آخرون بعلم "سوريا الحرة" الذي تبنته الإدارة الجديدة في البلاد.
قد يهمك أيضا:
الجولاني يُندّد بالتوغل الإسرائيلي جنوب البلاد و يؤكد أن وضع سوريا لا يسمح بالدخول في صراعات جديدة
إسرائيل تضرب أنفاقاً في سوريا وبلينكن يُعلن عن تواصل أميركي مع هيئة تحرير الشام والشرع يؤكد عدم وجود عداء تجاه إيران