اخبار مصر

الرئيس الإيراني يتوعد برد "أكثر إيلاماً" إذا تكرر القصف ويشترط تصحيح "المعايير المزدوجة" لوكالة الطاقة الذرية لاستئناف التعاون

حذّر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، يوم الخميس، من أن تكرار ما وصفه بـ"العدوان" على بلاده لن يمر دون رد حاسم، متوعدًا بأن أي تكرار للضربات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية سيقابل بـ"رد أكثر إيلامًا وصرامة"، على حد تعبيره. جاء ذلك في تصريحات نُقلت عن بزشكيان خلال مكالمة هاتفية مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، حيث شدد على أن مستقبل التعاون بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية مرهون بـ"تصحيح الوكالة لمعاييرها المزدوجة" في التعامل مع الملف النووي الإيراني.

وأكد بزشكيان، بحسب ما نقلته وكالة "ميزان"، أن طهران قدمت طوال السنوات الماضية نموذجًا من التعاون "الواسع والمبني على المبادئ" مع الوكالة الدولية، إلا أن ذلك لم يُقابل بما يكفي من الحياد أو الدعم، خاصة في مواجهة الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية.

وكانت الولايات المتحدة قد نفذت، بمشاركة إسرائيل، سلسلة غارات في يونيو الماضي استهدفت منشآت نووية في فوردو ونطنز وأصفهان، في خطوة بررتها واشنطن بأنها تهدف لمنع إيران من تطوير سلاح نووي. ورغم ذلك، كشفت مصادر استخباراتية إسرائيلية، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز"، أن مخزونات اليورانيوم المخصب في تلك المنشآت لم تُنقل قبل الهجوم، ما أدى إلى خسائر كبيرة في مكونات البرنامج النووي.

وفي السياق ذاته، قال رئيس جهاز المخابرات الخارجية الفرنسية، نيكولا ليرنر، إن الضربات "أعادت جميع جوانب البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء عدة أشهر"، مؤكداً أن بعض مخزونات اليورانيوم عالي التخصيب دُمرت فعلاً نتيجة الغارات.

من جانبها، اعتبرت تقارير استخباراتية أوروبية أن الضربات زادت من تصميم إيران على امتلاك قنبلة نووية، محذرة من أن طهران باتت أكثر قناعة بضرورة الردع النووي. وأكد مسؤولون أوروبيون أن التوتر الحالي يفرض الحاجة لإحياء مفاوضات جادة تضمن احتواء البرنامج النووي الإيراني وتمنع تطوير سلاح ذري سراً.

وفي خطوة تصعيدية، أصدر الرئيس الإيراني الأسبوع الماضي قانونًا يقضي بتعليق التعاون مع وكالة الطاقة الذرية، بعد أن سحبت الوكالة آخر مفتشيها المتبقين من إيران، في أعقاب القصف. كما اتهمت طهران الوكالة الدولية بالتقاعس عن إدانة الهجمات التي استهدفت أراضيها، ورأت أن قرارات الوكالة، التي اعتبرت إيران منتهكة لالتزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي، مهدت فعليًا لتلك الضربات.

وقد أدى الهجوم على المنشآت الإيرانية إلى اندلاع حرب استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، أطلقت خلالها طهران مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية، فيما ردّت الأخيرة بسلسلة ضربات مضادة على مواقع عسكرية داخل إيران وسوريا.

وبسبب القصف، لم يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول أي من المنشآت النووية الإيرانية منذ ذلك الحين، ما أدى إلى انقطاع شبه كامل في مراقبة النشاط النووي الإيراني. وصرّح المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، أن إعادة إرسال المفتشين إلى إيران تمثل أولوية قصوى بالنسبة للوكالة.

من جهتها، تصرّ إيران على أن برنامجها النووي يهدف حصريًا إلى الاستخدامات السلمية والطبية، وتنفي بشكل قاطع سعيها لامتلاك أسلحة نووية، رغم استمرار الجدل الدولي حول نواياها ومستوى تخصيب اليورانيوم داخل منشآتها.

وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الملف الإيراني تعقيدات متزايدة، خاصة مع تصاعد حدة المواجهات في المنطقة، وتزايد الضغوط الدولية لاحتواء التوتر، وسط شكوك متنامية حول قدرة طهران على الصمود أمام حملة عسكرية أو اقتصادية طويلة الأمد.

قد يهمك أيضــــــــــــــــا

إيران تُشيّع قادتها العسكريين والعلماء النوويين بعد مقتلهم في مواجهة غير مسبوقة مع إسرائيل

 

الرئيس الإيراني يؤكد أن بلاده ستحترم وقف إطلاق النار إذا قامت إسرائيل بالمثل