اخر الاخبار

جونسون «ضلل عمداً» البرلمان البريطاني بشأن «بارتي غيت»

ستولتنبرغ يؤكد أن أوكرانيا تحرز تقدماً… وبلينكن يتعهد بمزيد من الدعم لكييف في قمة الناتو

يتحدث الأوكرانيون بتفاؤل عن هجومهم المضاد الذي أعدوا له لفترة طويلة على جبهتي الشرق والجنوب لإخراج القوات الروسية من البلاد بأكملها. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، للرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، الثلاثاء، إن أوكرانيا المدعومة من الغرب «تحرز تقدماً» في هجومها لإبعاد روسيا عن الأراضي المحتلة. وأضاف ستولتنبرغ أن «الأوكرانيين يحرزون تقدماً». وقدم ستولتنبرغ، الذي يزور واشنطن قبل قمة الحلف التي ستعقد في يوليو (تموز) في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، لمحة عن نظرة الكتلة العسكرية الغربية القوية إلى محاولة أوكرانيا قلب الطاولة على روسيا.

لكن ستولتنبرغ يرى في العملية وسيلة لتعزيز الموقع التفاوضي. وقال: «بقدر ما يتمكن الأوكرانيون من تحرير أراض، يتعزز موقعهم على طاولة المفاوضات».

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إنه يعتقد أنه سيتم تخصيص المزيد من الدعم لأوكرانيا خلال قمة الحلف. وأضاف بلينكن قبل اجتماع مع ستولتنبرغ في واشنطن: «أتوقع… أنكم سترون حزمة قوية قادمة من الدعم السياسي والعملي لأوكرانيا، من القمة».

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن واشنطن واثقة من أن الهجوم المضاد «سيحرز تقدماً» عبر زيادة «دعمها الأقصى» له (أ.ف.ب)

وقال بايدن رداً على ستولتنبرغ: «عززنا الجناح الشرقي للحلف الأطلسي، وأكدنا بوضوح أننا سندافع عن كل شبر من أراضي الناتو. أقول ذلك مرة أخرى: التزام الولايات المتحدة بالمادة الخامسة (من ميثاق) الحلف متين جداً»؛ في إشارة إلى تعهد أعضاء الحلف الدفاع عن بعضهم البعض. وأضاف: «في قمتنا في ليتوانيا الشهر المقبل سنبني على هذا الزخم». وكان ستولتنبرغ صرح قبل ذلك لشبكة «سي إن إن» بأن الوقت ما زال «مبكراً» للهجوم الذي وصفه بأنه «صعب».

في الوقت نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن حزمة جديدة من المساعدات بالذخيرة والأسلحة الثقيلة بقيمة 325 مليون دولار لزيادة الإمدادات لأوكرانيا مع بدء هجومها الكبير. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الحزمة تمد أوكرانيا «بقدرات أساسية لمساعدة جهودها لاستعادة أراضيها السيادية ودعم مدافعيها الجويين وهم يحمون بشجاعة جنود أوكرانيا والمدنيين والبنية التحتية الحيوية».

قال سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء إن حزمة المساعدات العسكرية الأميركية الجديدة لأوكرانيا، التي تبلغ قيمتها 325 مليون دولار، تدفع واشنطن بصورة أكبر لعمق الصراع. وتأتي الحزمة، التي تشتمل على ذخائر لأنظمة الدفاع الجوي وعتاد ومركبات، في وقت تعمل فيه أوكرانيا على دعم هجومها المضاد المتوقع منذ فترة طويلة.

وخسرت القوات الأوكرانية الأسبوع الماضي بعض الدبابات والمركبات المدرعة التي قدمها الحلفاء الغربيون فيما حققت مكاسب محدودة في البداية على الأرض. ونقل منشور بقناة السفارة على تطبيق تلغرام عن أنتونوف القول: «الولايات المتحدة تندفع أكثر وأكثر إلى عمق الأزمة الأوكرانية». وتابع: «يبدو أن الاستراتيجيين من الولايات المتحدة لا يفهمون بشكل أو بآخر أنه لن يكون بمقدور أي كمية من الأسلحة، وبغض النظر عن تورط المرتزقة، تغيير مسار العملية العسكرية الخاصة (الروسية)». وأرسلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفاء آخرون مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات إلى كييف منذ بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022.

ورأى ستولتنبرغ أن الأوكرانيين «يمتلكون الحق (…) في تحرير أرضهم». لكنه أدرج القرار الغربي بدعم أوكرانيا في إطار استراتيجية أوسع للحفاظ على الاستقرار في جميع أنحاء العالم. وقال: «لم يكن الغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا هجوماً على أوكرانيا فحسب، بل كان أيضاً هجوماً على قيمنا الأساسية وعلى الأحرار في كل مكان». وأضاف: «لذلك، يجب ألا ينتصر الرئيس بوتين في هذه الحرب، لأن ذلك لن يكون مأساة للأوكرانيين وحدهم بل سيجعل العالم أكثر خطورة».

وتابع أن انتصاراً لبوتين «سيوجه رسالة إلى القادة المستبدين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الصين، مفادها أنهم عندما يستخدمون القوة العسكرية فإنهم يحصلون على ما يريدون».

وكان من المقرر أن يلتقي ستولتنبرغ مع بايدن الاثنين. لكن اللقاء أرجئ بعد أن اضطر الرئيس الأميركي إلى الخضوع لعلاج في الأسنان.

وفي إشارة إلى السياسة المتعلقة بخليفته على رأس الحلف، قال ستولتنبرغ لشبكة «سي إن إن» إنه «واثق تماماً من أنهم سيجدون خليفة ممتازاً». وأضاف أن «تركيزي الآن هو قيادة هذا الحلف حتى انتهاء ولايتي لأننا في خضم حرب في أوروبا».

ورداً على سؤال عن احتمال أن يطلب بايدن من ستولتنبرغ البقاء على رأس الحلف لفترة أطول، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير: «نعتقد أن الأمين العام قام بعمل رائع». لكنها أضافت أن الرئيس «لم يتخذ أي قرار بعد» بشأن من سيدعم تولي هذا الدور.

وفي سياق متصل، قال دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والحليف المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، إن ليس هناك أي سبب يمنع موسكو من تدمير كابلات للاتصال تحت البحر لمن وصفهم بأنهم الأعداء، بسبب ما قال إنه تواطؤ من الغرب في تفجيرات خطي أنابيب نورد ستريم.

دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والحليف المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الكوبي (إ.ب.أ)

ولم يتضح بعد ما الذي حدث بالتحديد لخطي أنابيب نورد ستريم، حيث تنفي حكومات دول غربية تورطها. وأشار بعض المسؤولين الأميركيين والأوروبيين في البداية إلى أن روسيا هي المسؤولة عن تفجير خطي الأنابيب، وهو تفسير رفضه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووصفه بأنه تفسير أحمق.

وفي الأشهر القليلة الماضية، ذكرت صحف أميركية منها «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» وأيضاً «وول ستريت جورنال» أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) كانت على علم بوجود مؤامرة أوكرانية لمهاجمة خطي الأنابيب. وينفي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مهاجمة أوكرانيا لخطي الأنابيب.

وقال ميدفيديف على تطبيق تلغرام للتراسل: «انطلاقاً من التواطؤ المثبت لدول غربية في تفجير خطي نورد ستريم، فلا تحدنا أي قيود، حتى الأخلاقية منها، لتمنعنا من تدمير كابلات اتصالات أعدائنا بقاع المحيط».