أحمد العبدالله يترأس وفد الكويت في القمة «الخليجية الأوروبية»
انطلقت اليوم الأربعاء، أعمال القمة المشتركة الأولى بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، وذلك في العاصمة البلجيكية بروكسل.
ويترأس وفد دولة الكويت في القمة ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد حفظه الله ورعاه سمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء.
تحديات جسيمة
وأكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في كلمة افتتاح القمة الخليجية – الأوروبية استعداد الجانب الأوروبي للعمل مع الجانب الخليجي لمعالجة المشاكل الدولية وخاصة في الشرق الاوسط لما تمر به من اضطرابات وتحديات جسيمة.
وشدد ميشيل على أهمية طرح شراكة شاملة وأقوى بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي من أجل تحقيق رخاء الشعوب داعيا الدول الاعضاء في القمة إلى العمل من أجل ان تكون هذه القمة هي الاولى التي تبعث بالوحدة والأمل.
جرائم حرب
من جهته أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بصفته الرئيس الدوري لمجلس التعاون الخليجي في كلمته أن الحرب المدمرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي ولا تزال على الأراضي الفلسطينية وعلى لبنان «تحول فيها ارتكاب جرائم الحرب إلى روتين مرعب في غياب أي محاسبة دولية».
وشدد أمير قطر على الحاجة الملحة إلى ايجاد تسوية شاملة للصراع بحيث تقوم على حل عادل للقضية الفلسطينية بناء على قرارات الشرعية الدولية بما يشمل الانسحاب الكامل من الاراضي العربية المحتلة عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وطالب بضرورة إيقاف إطلاق النار الفوري في غزة ولبنان وإيقاف استفزازات المستوطنين المدعومين من جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
وقال انه يرى ان إيقاف اطلاق النار يفترض أن يشكل تمهيداً لإجراء مفاوضات جادة تؤدي إلى حل «شامل وعادل ومستدام» للقضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
تهديدات وتحديات
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، أن التهديدات والتحديات التي تواجه عالمنا اليوم تتطلب ديمومة التشاور والعمل الجماعي لمواصلة التعاون بين دولنا في كافة المجالات لتحقيق الأمن والنماء والاستقرار للمنطقتين وللعالم أجمع.
وأضاف البديوي في كلمة له أن قطاع غزة يعيش تحت وطأة حرب تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية، يدفع ثمنها المدنيون الفلسطينيون الأبرياء، وإننا وفي الوقت الذي نشعر فيه بالألم والمرارة لما يرزح تحته الشعب الفلسطيني الشقيق من جرائم بحقه، فإننا نؤكد في هذا الصدد على موقف مجلس التعاون الذي طالما يدعو إلى ضرورة الوقف الفوري والتام لإطلاق النار.
ولفت إلى أن إن عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة أدى إلى التصعيد المتزايد في الأراضي الفلسطينية وامتداد رقعة الحرب إلى الأراضي اللبنانية، وما تشهده منطقة البحر الأحمر، واستهداف السفن التجارية والناقلات العابرة، مما أضر بسلاسل الإمداد التجارية، وكبدت الدول المصدرة والمستهلكة الكثير من الخسائر، ورفعت أسعار السلع على المستهلكين بشكل كبير.
وأكد استمرار جهود دول مجلس التعاون لإنهاء الأزمة في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، ومنها الدور القيّم والكبير للمملكة العربية السعودية ودولة قطر، وجهودهم المستمرة من خلال التنسيق المتواصل مع الشركاء الدوليين، واللجنة الوزارية برئاسة المملكة العربية السعودية، والتي تم تشكيلها بناءً على نتائج القمة العربية الإسلامية الاستثنائية، مجدديين التشديد على أهمية مبادرة «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، التي أطلقتها المملكة العربية السعودية بمشاركةِ دولٍ عربية وإسلامية والشركاء الأوروبيين، والذي يهدف إلى الوصول إلى الدولة الفلسطينية، انسجاماً مع القرارات الأممية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وذكر البديوي أنه بشأن أوكرانيا أكد مجلس التعاون دائماً على احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والحفاظ على النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول، وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، لقد قامت دول مجلس التعاون بجهود لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، لوقف إطلاق النار، وحل الأزمة سياسياً، وتغليب لغة الحوار، وتسوية النزاع من خلال المفاوضات، إلى جانب جهودها في تبادل الأسرى بين الجانبين، مشيدين بكل فخر بالجهود الصادقة والحقيقية التي بذلتها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر، في هذا الاتجاه.
شراكة.. وأمل
من جهته، أكد رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، شارل ميشال، أثناء انطلاق أعمال القمة الخليجية – الأوروبية في بروكسل، استعداد التكتل لبناء شراكة استراتيجية مع دول مجلس التعاون الخليجي، لافتاً إلى أن القمة الأولى التي تُعقد على مستوى رؤساء الدول والحكومات منذ تدشين العلاقات الرسمية بين الجانبين منذ عام 1989، تُعد رسالة للوحدة والأمل، مشيراً إلى أن الاستقرار العالمي بات مهدداً بفعل الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
حدث طال انتظاره
في السياق، أكد رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو اليوم الأربعاء أن عقد القمة الخليجية – الأوروبية يُمثّل حدثاً طال انتظاره، مشيراً إلى أن مشاركة الأطراف المعنية بوفود من مستوى عال تؤكد الأهمية التي يوليها القادة من الجانبين لتعزيز التعاون المشترك.
جاء ذلك في تصريح أدلى به دي كرو فور وصوله إلى مقر القمة، مؤكداً أن هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى لعقد هذه القمة على هذا المستوى.
كما شدد على ضرورة تعزيز الروابط الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لما تمتلكه من إمكانيات كبيرة.
وأشار إلى أن الجانبين يتقاسمان الاهتمام بالعديد من القضايا الجيوسياسية ذات الاهتمام المشترك بما فيها الوضع في الشرق الأوسط، معتبراً أن القمة الخليجية – الأوروبية تُعد حدثاً مناسباً لمناقشتها.