أطباء حذفوا «البصمة الذكية» لانتهاكه خصوصيتهم
علمت «الجريدة»، من مصادرها، أن عدداً من الأطباء حذفوا التطبيق المخصص للبصمة الذكية، الذي بدأت وزارة الصحة تنفيذه تجريبياً خلال الفترة من 4 الجاري حتى 4 يناير المقبل، تمهيدا لتشغيله رسميا اعتباراً من 5 يناير.
وأكدت المصادر أنه أثناء الفترة التجريبية الحالية، حذف عدد من الأطباء البرنامج من هواتفهم، معللين ذلك بأنه يتضمن انتهاكا للخصوصية، من خلال استمرار تتبّع ومراقبة الأطباء خارج أوقات الدوام الرسمي، وعلى مدار 24 ساعة.
وتساءلت المصادر عمّا إذا كانت وزارة الصحة ستواجه مشكلة في تطبيق نظام البصمة، في ظل مخاوف عدد من الأطباء وحذفهم البرنامج، مشددة على أهمية أن تبادر الوزارة إلى طمأنة الأطباء وموظفيها كافة حيال سلامة البرنامج، وأن تقدّم لهم ضمانات بعدم تسريب أي خصوصية بسببه.
ودعت المصادر الوزارة إلى ضرورة أن تدشّن حملات وبرامج توعية تتضمن آليات شرح البرنامج بشكل واضح لطمأنة الأطباء والكادر الفني والإداري.
وتساءلت عمّا إذا كانت «الصحة» قد وضعت في الحسبان أن الأطباء لديهم طبيعة عمل خاصة، حيث ستكون لديهم اجتماعات خارج دوامهم، سواء في اللجان العليا للعلاج بالخارج أو اجتماعات في جهات خارج مقار عملهم وفي مناطق صحية أخرى، أو اجتماعات في جهات خارج الوزارة، فكيف عندها ستكون حال البصمة الذكية؟
وأشارت المصادر إلى مخاوف تنتاب عددا من الأطباء حول مسألة أمن وأمان حفظ المعلومات والبيانات الخاصة بهم، لافتة إلى أن ملفات الأطباء تحتوي على معلوماتهم وإجازاتهم ورواتبهم، وغير ذلك من بيانات.
وتساءلت كذلك: من أين حصلت الوزارة على هذا البرنامج، وهل تم تنفيذه في إدارة نظم المعلومات بالوزارة أم تم شراؤه أو الاستعانة به من جهة أخرى.
وتساءلت أيضا عن أسباب الطلب من الطبيب أو الموظف تصوير نفسه، علما بأنه يفعل ذلك في كل وقت للبصمة، ولثلاث مرات.
يُذكر أن وزارة الصحة اعتمدت آلية تشغيل البصمة الذكية على جميع الموظفين من أطباء وتمريض وإداريين وصيادلة ومهندسين والعاملين كافة بالوزارة، حيث إن التشغيل التجريبي سيكون في إطار خطتها لتعزيز التحول الرقمي وتحقيق أعلى معايير الحوكمة.