شكراً… نجاح استثنائي لموسم عاشوراء تجربة وطنية رائدة تُبرهن على القدرة والابتكار

حين تختبر الأوطان، تظهر المعادن الأصيلة. وحين تتحد التحديات، تولد الإرادة الصلبة. وحين تحيط بنا الرياح العاتية، تثبت القيادة الحقيقية برؤيتها الثاقبة أنها جسر العبور إلى بر الأمان.
هذا ما فعلته الكويت في العشرة الأولى من محرم. نجاح صنعته قيادة حكيمة فكرت خارج الصندوق لعبور الصعاب، فكان النجاح المشهود، باجتياز موسم عاشوراء بسلام وهدوء ونجاح كامل، على الرغم من الظروف السياسية والإقليمية المحيطة، وما رافقها من مخاطر اندساس خارجي، وخلق فتن، وافتعال مشاكل من الطابور الخامس.
اختارت القيادة أن تتبنى نهجاً مبتكراً بإقامة مجالس عاشوراء في المدارس بالتنسيق مع الحسينيات، لتكون تجربة وطنية راقية، تبرهن على قدرة الكويت على إدارة المناسبة بحكمة ووعي، في إطار من الود والمحبة والروح الوطنية العالية التي أبداها الجميع ودون المساس بروح المناسبة أو قدسيتها.
كانت العيون مفتوحة، وكانت الدولة يقظة، وكان الجميع على قلب رجل واحد: القيادة السياسية، مجلس الوزراء، وزارة الداخلية، وزارة الدفاع، الحرس الوطني، قوة الإطفاء، وزارة الصحة، وزارة التربية، ومختلف الوزارات والجهات الحكومية ذات الصلة.
ولم تشعر القيادة الحكومية بأي عجز عن التغيير، إيماناً بأنه بوابة النجاح، وأن طرح الأفكار الجديدة هو السبيل لمواجهة التحديات.
وبقيادة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، جرى التواصل مع الحسينيات. وبروح وطنية كبيرة وود ومحبة وقناعة راسخة بأن الكويت قادرة على عبور كل التحديات، تعاون الجميع. فكانت النتيجة: مجالس عاشوراء تُقام، لكن بطريقة تحمي الجميع، تحمي أمن البلاد، تحمي أمن المواطنين، وتحمي وحدة الصف. وكان النجاح الكبير للتعاون المثمر والإرادة الجامعة، ليخرج الموسم بأبهى صورة ويسطّر ملحمة تعكس وعي أبناء الكويت ومحبتهم لوطنهم.
اليوم انتهى الموسم الناجح، وتخطت الكويت وأبناؤها الاختبار، الجميع صفاً واحداً تحت قيادة تجيد عبور الأزمات عبر ابتكار وسائل مختلفة ومتجددة.
إنه شكر مستحق للجميع، وواجب، لكل مَنْ أسهم في هذا النجاح: القيادة، الحكومة، وزارة الداخلية، الحرس الوطني، وزارة الدفاع، قوة الإطفاء، وزارة الصحة، وزارة التربية، وكل جهة حكومية أسهمت في إنجاح الموسم.
شكر كبير جداً إلى الحسينيات وأبناء الكويت الذين أبدوا وعياً ومسؤولية عالية، وتعاونوا وتعاضدوا وتفهموا المصلحة الوطنية العليا.
برهنت تجربة عاشوراء لهذا العام على نجاح المنهج، والقدرة على مواجهة مختلف الظروف بمرونة عالية، وإرادة قوية للتغيير والنجاح، بكسر الجمود في مواجهة أي ظرف، والخروج من الصندوق وطرح الأفكار الجديدة، التي تحفظ المصلحة الوطنية العليا وتحافظ على الأمن والاستقرار.
نجحت الكويت بالوحدة والحكمة والتعاضد… نجاح لم يأتِ صدفة، ولم يكن بالحظ.
هذه هي الكويت، بقيادتها وأبنائها، جسد واحد، وقلب واحد، وعقل واحد. حب كبير يجمع الكل، تحت راية الكويت العالية الخفاقة، وتحت قيادة صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد، وثقة في مجلس الوزراء ممثلاً في سمو الرئيس والنائب الأول.