وزير «التعليم العالي»: خطة استراتيجية شاملة لتطوير قطاع الابتعاث الخارجي

أشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نادر الجلال إلى خطة استراتيجية شاملة لتطوير قطاع الابتعاث الخارجي، كاشفا كذلك عن توجه نحو فتح مكاتب مساندة للمكاتب الثقافية في الوزارة، وذلك عقب اجتماع عقده مع رؤساء المكاتب الثقافية في الخارج عبر تقنية الاتصال المرئي بحضور وكيل وزارة التعليم العالي بالتكليف لمياء الملحم، ومدير عام الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم جاسم العلي، والوكيل المساعد لقطاع البعثات المعادلات والعلاقات الثقافية بالتكليف غيداء مذكور، حيث استمع لملاحظات رؤساء المكاتب الثقافية حول القضايا والتحديات التي يواجهونها.

وفي تصريح صحافي أدلى به بعد الاجتماع، أكد الوزير الجلال أن الاجتماع جاء ضمن خطة استراتيجية شاملة تتماشى مع رؤية وطنية متكاملة في تطوير قطاع الابتعاث الخارجي، الذي يعد أحد الركائز الأساسية لبناء الكفاءات الوطنية وتطوير رأس المال البشري، ويسهم بشكل مباشر في تحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد معرفي متقدم، ومن هنا يأتي دور المكاتب الثقافية في رحلة الابتعاث الخارجي للطالب، باعتبارها حلقة وصل بين الطلبة ومؤسسات التعليم العالي الدولية من جهة، ووزارة التعليم العالي في دولة الكويت من جهة أخرى.

وأضاف أن الاجتماع يهدف لتعزيز التعاون والتكامل في العمل، وبناء قنوات تواصل مفتوحة تعزز الشفافية بين الوزارة والمكاتب الثقافية، وعرض الرؤى والاقتراحات، والقضايا والتحديات مما يساعد في تسريع اتخاذ القرارات وحلها بكفاءة وبوقت قياسي لتحسين جودة الخدمات المقدمة للطلبة الدارسين في الخارج، بما يضمن تحقيق أعلى مستويات الدعم الإرشادي لهم خلال مسيرتهم الأكاديمية.

وأوضح أنه تمت مناقشة عدة قضايا منها أعداد الطلبة المبتعثين في التخصصات الطبية ومدى مواءمتها مع احتياجات وزارة الصحة خلال الخمس سنوات القادمة، بالإضافة إلى مناقشة أعداد الطلبة المبتعثين في الخارج في كل التخصصات الأخرى ومدى ارتباطها باحتياجات القطاعات المختلفة بالدولة، وكذلك تم استعراض أسباب التعثر الأكاديمي للطلبة المبتعثين مع المكاتب الثقافية والمرتبط بضعف اللغة الإنجليزية، واقتراح إعادة النظر في درجة اختبار «آيلتس» المطلوبة للابتعاث.

كما دعا الجلال رؤساء المكاتب الثقافية إلى تعزيز سبل التعاون الدولي مع الجامعات الدولية وتوسيع آفاق الشراكات الأكاديمية وتوقيع اتفاقيات مع جامعات ومؤسسات تعليمية جديدة لفتح مجالات أوسع للابتعاث، بما يخدم الطلبة ومتطلبات القطاعات الاستراتيجية ويحقق رؤية الدولة التنموية، ويسهم في رفع مستوى التعليم، مشيرا إلى ضرورة متابعة التحديث المستمر لقوائم مؤسسات التعليم العالي خارج دولة الكويت بالتعاون مع الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، بما يضمن مواكبة التطورات الأكاديمية العالمية.

وأشاد الجلال بالجهود المبذولة من قبل المكاتب الثقافية في الخارج، مشددا على أهمية عقد مثل هذه اللقاءات بشكل دوري، واستمرار التواصل المفتوح مع المكاتب الثقافية، وتعزيز التعاون لضمان متابعة دقيقة لشؤون دراسة طلبتنا في الخارج، والعمل على تذليل العقبات التي قد تواجههم، مؤكدا أن الوزارة ملتزمة بتقديم الدعم الكامل لضمان نجاح الطلبة في مسيرتهم الأكاديمية، وتنفيذا لأهداف خطة الابتعاث الخارجي، التي تمثل استثمارًا حقيقيًا في تطوير وطننا الغالي الكويت، وتحقيق تطلعاته المستقبلية.

من جانبه أوضح مدير عام الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم الدكتور جاسم العلي حرصة على متابعة تصنيف المؤسسات التعليمية والجامعات خارج دولة الكويت من قبل هيئات الاعتماد الأكاديمي العالمية، والتواصل المباشر مع المكاتب الثقافية لمتابعة جودة المخرجات التعليمية، وإرسال وفود فنية متخصصة للقيام بزيارات ميدانية إلى الجامعات التي تُوفد لها الوزارة، خصوصًا تلك التي تشهد زيادة عددية في بعض التخصصات بهدف تقييم جودة البرامج الأكاديمية، وضمان توافقها مع معايير الاعتماد الأكاديمي المطلوبة.

وأكد أن هذه الجهود تأتي ضمن توجيهات الدكتور نادر الجلال برفع مستوى التعليم وضمان حصول الطلبة على تعليم نوعي يمكّنهم من تحقيق طموحاتهم والمساهمة بفعالية في تنمية الوطن.

كما أفادت وكيل وزارة التعليم العالي بالتكليف لمياء الملحم أن الاجتماع جاء في إطار حرص الوزارة على متابعة شؤون الطلبة المبتعثين وتعزيز جودة الخدمات المقدمة لهم وتطوير السياسات المتعلقة بالابتعاث الخارجي، بما يتماشى مع رؤية الكويت 2035، لضمان إعداد كوادر وطنية مؤهلة قادرة على الإسهام في تحقيق التنمية المستدامة.

ومن جانبها أشارت الوكيل المساعد لقطاع البعثات والمعادلات والعلاقات الثقافية بالتكليف غيداء مذكور أن قطاع البعثات الخارجية يشهد نقلة نوعية تنفيذا لتوجيهات الوزير الدكتور نادر الجلال، موضحة أن القطاع يعمل بشكل متواصل لتطوير منظومة الابتعاث، من خلال التعاون مع المكاتب الثقافية لتحقيق الأهداف المشتركة، وتوفير بيئة تعليمية داعمة تعزز من نجاح الطلبة المبتعثين في مسيرتهم الدراسية، بما ينسجم مع رؤية الكويت لبناء كوادر وطنية قادرة على الإسهام في تنمية البلاد.