الركاب: إنتاجات رمضان محتكرة

خرجت الممثلة المغربية عالية الركاب عن صمتها لتنتقد احتكار الوجوه الفنية نفسها للإنتاجات المعروضة سنويًا على القنوات الوطنية خلال الشهر الفضيل، في وقت يعاني بعض الفنانين الشباب والرواد من التهميش والإقصاء.
وقالت الركاب إن “الأعمال الفنية التي سيتم عرضها في رمضان ممركزة على مجموعة من الفنانين دون سواهم”، مضيفةً أن “الوجوه نفسها تتكرر بشكل سنوي، ما أصبح أمرًا شبه عادي، إذ إن هناك فنانين معينين لديهم مسلسلات كثيرة جدًا وتواجدهم كاسح، ما يجعل المتفرج خلال تنقله بين القنوات يشاهد الوجوه نفسها، كأن المغرب لا يملك ممثلين آخرين”.
وتابعت المتحدثة ذاتها، في مقطع فيديو تقاسمته عبر قناتها الرسمية على موقع “يوتيوب”، بأن “المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي الذي افتتح منذ 32 سنة يتخرج منه سنويًا أكثر من 30 طالبًا في مجموعة من التخصصات، إضافة إلى معهد الفنون بالبيضاء الذي أيضًا تتخرج منه مواهب عديدة جدًا، لكن المتلقي في التلفزيون يشاهد باستمرار عشرة وجوه تتكرر، بينما الباقون يتم إقصاؤهم”، وأبرزت أن “مجموعة من الفنانين يسيطرون على الإنتاجات التلفزيونية كأنه لا بديل لهم، بينما الشباب يدخلون في دهاليز الانتظار إلى حين تقدمهم في السن، فيبقون في الرف أو يغيرون المجال”.
وأشارت الممثلة ذاتها إلى أنها لا تلقي اللوم على هؤلاء الفنانين أو تهاجمهم، “لأنهم يتلقون العروض ولا يمكنهم رفض الاشتغال”، واستدركت: “لكن التساؤل المطروح هو: من يعطي لشخص واحد هذا الكم من المشاريع على حساب فنانين آخرين؟ فتجده في المسلسلات والأفلام والإعلانات والبرامج الثقافية”.
وأوردت الفنانة المغربية أنها تكن كل الاحترام والتقدير للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، الذي تكونت فيه أكاديميًا وقضت فيه أجمل أيام عمرها لأنها درست فيه ما تحب، لكنها تعاتب الأساتذة “لأنهم لم يخبروا الطلبة بأنه بعد أربع سنوات من التكوين ستكون الطريق شاقة جدًا من أجل الحصول على عمل في ظل الاحتكار الجاري والحظوظ القليلة جدًا”.
وأضافت الركاب أنه “يجب التحلي بالوضوح والصراحة مع الطلبة الجدد الذين سيتجهون لدراسة الفن، من أجل معرفة المعادلة الصعبة التي تنتظرهم”، مبرزةً أن “العديد منهم بعد التخرج تعرضوا للاكتئاب ودخلوا في أزمات نفسية بسبب الانتظار أو تغيير المسار بعد فهم الواقع”.
وواصلت المتحدثة ذاتها بأنها تعري الواقع الذي يعرفه الجميع ويسكتون عنه، مردفةً: “لدينا فنانون قادرون على العطاء، لكن لا تتم المناداة عليهم، ويتعرضون للتهميش، بينما تعطى الفرصة لشخص واحد أكثر من خمس مرات للظهور في الشاشة بكل نمطية، وهذا ظلم كبير؛ فأموال الدولة يجب أن توزع بعدالة. وأنا لا أتحدث عن نفسي فقط، بل عن جميع الفنانين المقصيين الذين تعرضوا للصدأ بكثرة الانتظار لسنوات. فليس هكذا تمشي الأمور. أرى مجموعة من الفنانين في صف الانتظار، لكنهم صامتون خوفًا من دخول اللائحة السوداء التي هم فيها أصلاً، لذلك أدعوهم للخروج والتعبير عن الواقع الذي يعيشونه”.
وأوضحت بطلة “باب الشيطان” أن “الدول العربية الشقيقة، مثل مصر والإمارات، تقدم أعمالًا بكاستينغ متنوع ومختلف من جميع الأعمار وكفاءات مختلفة، حرصًا منها على تكافؤ الفرص واشتغال الجميع بكل حياد وموضوعية”، مشيرةً إلى أنه “في بعض منها هناك قانون ينص على أن الممثل، ولو كان ‘السوبر ستار’، ممنوع عليه خوض بطولة مسلسلين من إنتاج الدعم العمومي. وعندما تتكرر الوجوه في الأعمال المقدمة يكون الإنتاج ذاتيًا”.
وشددت عالية الركاب على أنها لو كانت على علم بالواقع منذ بداياتها لما درست الفن، موردة أن أكبر خطأ قامت به في حياتها هو اتجاهها لهذا المجال، لأن المعنيين قتلوا الشغف الذي بداخلها، وشعرت بالندم، وواصلت: “اللهم إن هذا منكر. يجب على أصحاب المناصب تقوى الله والحرص على التوزيع العادل للعمل، لأنهم سيحاسبون على ذلك، وسنرى نتيجة ما يقومون به من توزيعات غير عادلة”.