تضليل “البوليساريو” حول نزاع الصحراء.. قصة باتريسيا للوصول إلى الحقيقة

حذّر صحافيون أجانب، اليوم السبت بالداخلة، ضمن فعاليات اليوم الأخير من اللقاء الدولي المنظم من قبل اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر حول “التكامل بين صحافة الجودة والتربية على الإعلام”، من ممارسات التضليل التي تمارسها جبهة “البوليساريو” وداعمتها الجزائر تجاه ملف الصحراء المغربية، والتي تجعل متتبّعين من العالم في فخ “الدعايات الزائفة”.
باتريسيا مجيد خويس، صحافية إسبانية، سردت قصة تعرضها لمعلومات مضللة حول ما يجري بالأقاليم الجنوبية المغربية، وقالت: “كانوا يقولون لي إن المنطقة في حرب، وكل حيز جغرافي به عناصر الجيش”.
وأضافت خويس، وهي تستعرض تجربتها مع الأخبار المزيفة، أنه وبسبب هذا الأمر كان الاعتقاد لسنوات أن الصحراء المغربية على هذا الوضع، حتى قررت بالنظر لفضولها المهني أن تنزل إلى الميدان للتأكد من الحقيقة.
وأوردت المتحدثة أنها قررت الانطلاق أولا إلى مخيمات تندوف بمرافقة أفراد جبهة “البوليساريو”، قبل أن تتفاجأ بغياب حرية التعبير والأوضاع المزرية هناك، في غياب تام لأبسط حقوق الإنسان.
كانت باتريسيا مراقبة من جميع الزوايا دون أن يتركها أتباع إبراهيم غالي على حالها لتكتشف ما يجري، وأردفت: “وراء هذا الصمت، بدأت تتكشف لي حقائق صادمة. رأيت مساعدات إنسانية، مرسلة من إسبانيا ودول أخرى، تُباع في صيدليات يديرها مقربون من مسؤولي الجبهة. والمياه المرسلة من الاتحاد الأوروبي تُباع للسكان المحليين”.
وتابعت: “أدركت سريعًا أن هناك تجارة حقيقية خلف ستار “القضية العادلة”، وأن دافع الفاتورة هو دافعو الضرائب في إسبانيا”.
وبعد هذه الزيارة التي اكتشفت فيها الصحافية الإسبانية حقيقة الوضع في مخيمات تندوف، ترسخت في ذهنا وفق تعبيرها: “قناعة أن الرهائن الحقيقيين هم محتجزون من طرف “البوليساريو” والجزائر”.
توجهت المتحدثة، وفق روايتها، إلى الأقاليم الجنوبية المغربية، ومنذ الوهلة الأولى انكشف لها “زيف دعاية” قيادة الرابوني، وقالت: “وجدت نفسي بلا مراقبة، حرة، وأتجول دون قيود”.
وزادت: “في العيون، وجدت المقاهي والمطاعم، وسلسلة مطاعم ماكدونالدز التي لا تفتح فروعها في مناطق الحروب، ولاحظت نساء مغربيات يتجولن بحرية ومرح، ووجدت مسؤولين منتخبين من الشعب بطريقة ديمقراطية يتحدثون عن بلادهم المغرب والمشاريع”.
وتابعت: “عند عودتي إلى إسبانيا، واجهت موجة من الكراهية والاتهامات. مُنعت من الحديث، وتعرضت للتضييق. شعرت وكأنني عدت إلى زمن الرصاص أيام تنظيم إيتا؛ لكنني رفضت الصمت. قلت لنفسي: إن كانت إيتا لم تستطع إسكاتي، فلن يسكتني “البوليساريو””.