اخبار المغرب

حادثة “سبت الكردان” ترفع مطالب بحماية العاملات في الضيعات الفلاحية

أعادت واقعة مصرع 4 نساء تشتغلن في إحدى الضيعات الفلاحية على مستوى جماعة سبت الكردان ضواحي أكادير، جراء حادثة سير مميتة، النقاش حول ضرورة حماية النساء العاملات في هذه الضيعات.

ورفع فاعلات وفاعلون حقوقيون شعارات من أجل سن سياسة عمومية منصفة للنساء العاملات في الضيعات الفلاحية، ومنحهن حقوقهن كاملة بعيدا عن التهميش والإهمال الذي طالهن.

بشرى عبدو، مديرة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، قالت إن هذه المأساة ليست مجرد حادثة عابرة؛ “بل هي نتيجة سياسات الإهمال للنساء في المجال الفلاحي”.

واعتبرت عبدو، ضمن تصريحها لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن العاملات الزراعيات “مضطرات إلى القبول بأي شيء فقط من أجل لقمة العيش لهن ولأسرهن متحديات ظروف نقل لا كرامة فيها ولا إنسانية”.

وسجلت الفاعلة النسائية أنه إلى جانب ضرورة فتح تحقيق قضائي حول الملابسات الحادثة ومحاسبة جميع الجهات المتورطة بشكل مباشر أو غير مباشر، فإنه بات لزاما “وضع إطار قانوني ملزم ينظم نقل العاملات الزراعيات وفق شروط الكرامة والسلامة وتحت رقابة صارمة من السلطات المختصة”.

كما أكدت المتحدثة نفسها على وجوب “إدماج العاملات الزراعيات في منظومة الحماية الاجتماعية الشاملة وصياغة استراتيجية واضحة وملموسة بالنهوض بأوضاع المرأة القروية”.

وشددت مديرة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة على أن اختزال العاملات الزراعيات في هذه الدورة الإنتاجية دون احترام أو حماية لحقوقهن الإنسانية هو شكل صارخ للعبودية والعنف الاقتصادي.

من جهته، اعتبر خالد مصباح، رئيس جمعية حركة “التويزة”، أن هذا الحادث “يعيد إلى النقاش واقع تأنيث الفقر، والاستغلال البشع الذي تتعرض له النساء ببلدنا؛ بالنظر إلى تكرار مثل هذه الحوادث في عدد من مناطق المغرب، ودائما في صفوف النساء، وظروف نقلهم إلى الضيعات الفلاحية التي تشغلن فيها، ناهيك عن ظروف العمل داخل هذه الضيعات وما يتعرضن له من مختلف أنواع الاستغلال، وما تتعرضن له من ممارسات أخرى أخطر”.

وأوضح مصباح، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه الضيعات، التي تتفجر فيها كل مرة فضيحة من الفضائح، “تنعدم في أغلبها الشروط الأدنى لاحترام الكرامة في خرق سافر لحقوق الإنسان والقوانين الوطنية ذات الصلة بحفظ كرامة الناس وضمان حقهم في العيش الكريم، وخاصة هؤلاء النساء اللائي لا يبحن بما يقع بسبب حاجتهن إلى العمل بسبب الفقر والحاجة”.

وسجل الفاعل الحقوقي أن هذا الأمر “يسائل السياسة العمومية التي تسعى إلى ضمان كرامة المواطنات والمواطنين، وخاصة النساء منهن”، مؤكدا أنه “يجب الضرب من يد من حديد على كل من يستغل فقر النساء واستغلالهن بأبشع الصور، حيث إن ظروف نقلهن إلى هذه الضيعات في هذه الشروط الكارثية وما ينتج عنها من مآسٍ كل مرة”.

وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بأكادير أفاد بأن حادثة سير مميتة وقعت بجماعة سبت الكردان زوال الاثنين 26 ماي 2025، إثر انفجار إحدى عجلات سيارة من نوع “بيكوب” كانت تقل على متنها 14 امرأة يشتغلن في المجال الفلاحي.