اخبار المغرب

من المدرسة إلى الجامعة .. طموح “دكاترة التربية” يصطدم بجدران الإدارة

لمّت وقفة احتجاجية وطنية عشرات الدكاترة العاملين بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أمام مقر الوزارة، اليوم الأربعاء، “للتعبير عن رفض امتناع المديريات الإقليمية للوزارة الوصية على القطاع عن منحهم تراخيص اجتياز مباريات التعليم العالي برسم دورة يونيو”.

وخلال الوقفة التي دعا إليها عدد من هيئات الدكاترة التابعة للنقابات التعليمية، إلى جانب اتحاد دكاترة المغرب العاملين بالوزارة، نددّ المحتجون كذلك بـ”التراجع عن المناصب التحويلية التي تخوّل لرجال ونساء التعليم الحاصلين على شهادة الدكتوراه الولوج المباشر إلى الاشتغال بالتعليم العالي”، مُشددين على ضرورة استئناف العمل بها.

وحذّر المحتجون، الذين اختاروا “شكلا نضاليا عفويا خاليا من اللافتات ومن أي شعارات ذات حمولة إيديولوجية أو موجّهة”، من أن “عدم التعجيل بمنح التراخيص لاجتياز مباريات يقل أجل الترشيح لبعضها عن أسبوعين”، و “بالتسوية النهائية للملف عموما”، يهدد “بتحول غضب دكاترة التربية الوطنية إلى أشكال احتجاجية غير مسبوقة”.

التراخيص “متوقفة”

فؤاد عقيل، دكتور عضو المكتب الوطني للهيئة الوطنية للدكاترة التابعة للجامعة الوطنية للتعليم UMT، قال إن “هذا الشكل الاحتجاجي رد فعل على عدم تمكين وزارة التربية موظفيها من تراخيص اجتياز مباريات التعليم العالي؛ على الرغم من أن قانون الوظيفة العمومية يكفل للموظف حق الحصول على التراخيص اللازمة لاجتياز المباريات لتغيير إطاره”.

وأورد عقيل، ضمن تصريح لهسبريس على هامش الوقفة، أن “الدكاترة فوجئوا، هذه السنة، بتعميم تعليمات وزارية شفوية للمديرين الإقليميين لوزارة التربية الوطنية، بعدم منح هذه التراخيص”، مُستنكرا “التذرع بوجود خصاص في القطاع، على الرغم من أن عدد الأساتذة الذين ينجحون بمباريات التعليم العالي لا يتجاوزون أساسا الستين دكتورا سنويا، على أقصى تقدير”.

وسجل أستاذ التعليم الابتدائي أن “إطار أستاذ باحث، الذي اقترحته الوزارة، مُشوّه وغرضه إيهام الرأي العام بأن الملف قد حُل؛ فهو يفتقر إلى معايير الانتقاء. كما أن المباراة الأولى المتعلّقة به تمّ تجاوزها؛ في حين وضع الأساتذة ملفات ترشيحاتهم للمباراة الثانية في ظروف تثير الاشمئزاز”.

ونبّه المحتج عينه إلى “ضرورة تنزيل حل شامل وعاجل للملف الذي تُجمع النقابات، كما هيئات سياسية من خلال المساءلة البرلمانية، على مظلوميته”، مُحذرا أنه “بخلاف ذلك، قد يضطر الدكاترة إلى خوض أشكال نضالية غير مسبوقة”.

الأكاديميات “ترفض”

يوسف عطيف، أستاذ دكتور بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالمحمدية، أكد “رفض المحتجين للحيف والتهميش الذي طال دكاترة وزارة التربية الوطنية؛ فقد لاقت طلباتهم لاجتياز مباريات التعليم العالي، المعلن عنها أخيرا، رفضا من لدن جميع الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية”.

أضاف عطيف، ضمن تصريح لهسبريس على هامش الوقفة: “لذلك، قررنا إعادة هذا الملف إلى الواجهة بعد أن طاله التهميش والنسيان”، مُوضحا أن “وزارة التربية الوطنية كانت قررّت، في الحوار القطاعي الأخير، أنها ستطوي هذا الملف من خلال إدماج المعنيين في إطار أستاذ باحث على ثلاث دفعات؛ غير أن ذلك لم يتم، حتى اليوم”.

ووضّح الأستاذ ذاته أنه “تم الإعلان عن مباراة لتوظيف 600 دكتور؛ غير أنه لم يفرج، إلى حدود اليوم، عن لائحة الدكاترة المنتقين لاجتياز المباريات”، مُشددا على أن “الطابع الاستعجالي للتراخيص، إذ إن آخر أجل لوضع الترشيحات لاجتياز المباريات هو 24 يونيو، هو ما عجّل بوقفة اليوم”.

إدماج شامل

الدكتورة سلمى عفيفي، وهي أستاذة بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بفاس، ضمّت صوتها إلى “صوت الدكاترة المنادي بالإنصات إليهم والتراجع عن الحيف الذي طالهم؛ بعد التراجع عن المناصب التحويلية، التي كان بموجبها يتم تحويل الأستاذ بشكل مباشر إلى التعليم العالي، إثر حصوله على الدكتوراه في تخصصه”.

وأضافت عفيفي، ضمن تصريح لهسبريس، أنه “بمقتضى الاتفاق الموقّع في 2024، كان يرتقب أن تعمل الوزارة على إدماج الدكاترة على ثلاثة دفعات؛ غير أن ذلك لم يحدث، إلى حد الآن”.

وشددت المتحدث عينها على أن الدكاترة “يطالبون بإدماجهم الفوري”، معتبرة أن “حرمانهم من حقّهم المشروع بالحصول على تراخيص اجتياز مباريات التعليم العالي، يحرمهم من الطموح والإرادة بتعبيره”، مبرزة أنهم “لا ينشدون سوى استثمار كفاءتهم بما يضمن عدم إهدار الجهد والرأسمال اللامادي الذي يحتاجه المغرب لمسايرة الإيقاع الذي يسير به الملك محمد السادس لتطوير البلاد”.