اخبار فلسطين

استيطان مصحوب بخطر التهجير.. ما الذي يجري في قرية أم صفا؟

خاص شبكة قدس الإخبارية: على الشمال من مدينة رام الله، تقع قرية أم صفا بتعدادها السكاني البالغ 700 نسمة، وموقعها الاستراتيجي المُطل على عدة مناطق، فيما باتت تواجه القرية اليوم مُخططاً استيطانياً يستهدف 500 دونم من أراضيها، يحاول المستوطنون السيطرة عليها بقوة السلاح.

منذ عام 2023 الماضي، وقبل معركة طوفان الأقصى تتعرض القرية لهجمة استيطانية شرسة من قبل ميليشيات المستوطنين، فيما زادت حدة هذه الهجمة خلال العام الخير منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023 الماضي، ومع البدء بتنفيذ مشروعٍ استيطاني خطير على أراضيها، فما الذي يجري هناك؟

 

سيطرة بقوة السلاح وحصار مفروض على القرية

في حديث خاص لشبكة قدس قال رئيس المجلس القروي للقرية مروان صبّاح إن ميليشيات المستوطنين بدأت بمحاولتها السيطرة على 500 دونم من القرية، في منطقة (جبل الراس وأبو طنطور) منذ 3 سنوات، فيما تمت مواجهة الخطر الاستيطاني ببدايته عبر فعاليات شعبية ومواجهات شهدتها القرية آنذاك، فيما استمر الأهالي بتعمير وزراعة أراضيهم هناك.

وأضاف صبّاح أن خلال تلك السنوات حاول المستوطنون مهاجمة القرية مراراً وتكراراً فيما تصدى أهالي القرية والقرى المجاورة للهجمات، وقد أدت تلك المواجهات لاستشهاد الشاب عبد الجواد صالح من قرية عارورة المجاورة ومحمد البايض من مخيم الجلزون خلال عام 2023 المنصرم.

وذكر صبّاح أن جيش الاحتلال عمد على فرض حصارٍ خانق على القرية منذ السابع من أكتوبر فيما تم إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى القرية، وأصبح الخروج داخل القرية يتطلب السير على الأقدام، أما تجدد الهجمة الاستيطانية فهذا الخطر الأشد الذي وصفه رئيس المجلس.

قال صبّاح إن المستوطن المدعو “تشافي دار يوسف” هو الذي يقود المشروع الاستيطاني في القرية بشكلٍ شخصي وبغطاء كامل من جيش الاحتلال، في حين بدأ هذا المستوطن منذ عدة شهور بالتمركز في منطقة جبل الراس ثم استدعى جرافات ومستوطنين مسلحين وشرع بتجريف الجبل الذي لا يبعد عن منازل القرية أكثر من 200 متر فقط.

وأفاد رئيس المجلس أن المستوطن يقوم بأعماله العدوانية بمساندة وحماية جيش الاحتلال في ضل تجاهل حكومي وعالمي لما يدور في القرية، وبحسب تأكيده قال أن جيش الاحتلال فرض إغلاقه على مقبرة القرية وأغلق مدخلها، فيما تم نقل إحدى الجنائز مشياً على الأقدام ومن مطقة وعرة لإتمام مراسم الدفن في المقبرة، فيما أشار رئيس المجلس إلى تجاهل وزارة الأشغال لمناشدة أهالي القرية بتعبيد بعض مداخلها وشوارعها.

ونهار اليوم الثلاثاء قال صبّاح أن مليشيات المستوطنين أطلقت الرصاص الحي وبشكل مباشر على المدرسة الأساسية في القرية، دون وقوع إصابات، ما شكل إنذار خطير بما ينتظر القرية.

 

سرقة مباشرة للأرض رغم ثبات الملكية

وقال الشاب مجاهد خصيب في مقابلة مع شبكة قدس إن خطر الاستيطان طال أرض عائلته في المنطقة رغم استوفاء كافة الإجراءات القانونية لإثبات ملكية العائلة للأرض وإدخالها ضمن “الطابو” قبل بدء الهجمة الاستيطانية.

وذكر خصيب أن هيئة مكافحة الجدار والاستيطان حاولت تدعيم صمود المزارعين في الأرض، فيما كان مصير مشروع التشجير والتأهيل الهدم والتخريب من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، فيما أكد أن الارتباط أصبح يبلغهم بمنع الوصول إلى الأرض، نظراً لوجود أوامر رسمية مع جنود الاحتلال تتيح لهم إطلاق النار بشكل مباشر على كل من يقترب إلى المنطقة، إضافة لتجريف 100 دونم إلى حد الآن من أصل 500 دونم يسعى الاحتلال للسيطرة عليها والربط بين مستوطنتي “عطيرت” و”حلميش” على أحساب أراضي الفلسطينيين.

 

خطر التهجير والاجرام

أحد أكثر المنازل المهددة بالخطر الاستيطاني في قرية أم صفا، منزل الشاب ليث بدر، في حديث خاص مع شبكة قدس قال الشاب إن منزله يبعد عن المنطقة التي بدأ المستوطنون بإقامة بؤرة استيطانية بها بضعة أمتار، فيما يبعد المنزل عن باقي منازل القرية.

وقال بدر إن نجاح المستوطنين بإقامة البؤرة الاستيطانية يُعتبر بالخطر البالغ الذي يهدده وعائلته كحال سكان القرية، فيما أكد بدر عن تعرض عدة ممتلكات لسكان القرية لاعتداءات استيطانية خلال العام الماضي، مع الإشارة لتصاعد خطر هذه الاعتداءات في حال أُقيمت البؤرة الاستيطانية.

وذكر بدر أن المستوطن المتطرف “تشافي دار يوسف” هو من يقود تلك الهجمات ويقود الإجراءات الاستيطانية الجارية على أراضي القرية، مع الإشارة إلى أن هذا المستوطن من يقوم بالاعتداءات على ممتلكات الفلسطينيين في المنطقة ويقود الاستيطان الرعوي في محيط بلدة كوبر وقرية جيبيا، وهو من المستوطنين الذين فُرضت ضدهم عقوبات دولية لكن دون جدوى.