“الوساطة” وسيلة لوقف الحرب أم استمرارها؟.. برنامج المسار يجيب
خاص شبكة قدس الإخبارية: في حلقةٍ جديدة من برنامج المسار الذي تعرضه شبكة قدس الإخبارية، استضافت الإعلامية لينا أبو حلاوة، الباحث والكاتب الفلسطيني محمد القيق، والباحث في شؤن الحركات الإسلامية حسن أبو هنية، حول “الوساطة” الدولية لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، في ظل تساؤل محوري عنها إذا ما كانت وسيلة لاستمرار الحرب أم فشل دبلوماسي متراكم.
“مفاوضات عبثية لشراء الوقت”
في بداية الحلقة افتتح الباحث والكاتب محمد القيق حديثه بوصفه للمفاوضات بالعبثية وأنها مجرد تُعقد لشراء الوقت، ضمن نجاح أمريكي في ترويض الرأي العام الدولي وتقزيم قرارات مجلس الأمن الدولي، مع إقصاء الرباعية الدولية التي تشكلت للقضية الفلسطينية، ثم التوجه للوسيط العربي، وهو وسيط ضعيف وهو ما يقود لمفاوضات عبثية.
في هذا السياق قال الباحث في شؤن الحركات الإسلامية حسن أبو هنية، إن المفاوضات ليست بالعبثية ولكن هنالك تملص إسرائيلي من هذه المفاوضات في ظل غياب الضغط الأمريكي، ثم شراء المزيد الوقت من قبل الاحتلال لتنفيذ المزيد من المجازر والاغتيالات، وتخفيض حجم الرد الإيراني في المنطقة، وجر الولايات المتحدة الأمريكية لحرب إقليمية، دون التوقع لإنجاز أي شيء في الجولة الحالية.
وأكد القيق أن ما يجري الآن هي مجرد جولات لا تحقق تحرر أو إعادة الحق الفلسطيني وهي ما ينطبق عليها بالعبثية دون وجود أفق سياسي واضح، وهو ما ترفضه المقاومة الفلسطينية، التي وافقت على هذه الجولات في وقت سابق في ظل ضغط وفي ظل وعود وضمانات أمريكية سقطت باغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية.
الجانب الأمريكي.. بين الشراكة في الإبادة ودور الوسيط
ووصف أبو هنية الوفد الأمريكي في الوساطة أنه شريك في الحرب له بها أهداف استراتيجية وسياسية في المنطقة، يستغل ذلك نتنياهو بتحصيل المزيد من الدعم الأمريكي عسكرياً ومالياً، ولكن ذلك لا ينفي حاجة الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال لوجود مفاوضات كما هي حال الصراعات في العالم التي احتاجت بالغالب لوجود مفاوضات، في ظل الخسارة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، مع اتفاقهم على إبادة الشعب الفلسطيني.
وحول الشراكة الأمريكية الإسرائيلية في حرب الإبادة، وضح القيق ذلك بأن ما يجري الآن في قطاع غزة والضفة المحتلة هو متفق عليه أمريكياً منذ صفقة القرن عام 2020، لاستكمال السيطرة الصهيونية على المنطقة وإنهاء الوجود الفلسطيني عن طريق سياسة الإبادة والتطهير العرقي التي تدور الآن.
وفي الحديث عن الوسيطين القطري والمصري، أكد أبو هنية أن دور أي وسيط هو انعكاس لدوره الجيوسياسي، وهو ما يسبب ضعف الوسيطين القطري والمصري في الضغط على الاحتلال لوقف الإبادة، وضعفهم في إحراز تقدم لصالح حركة حماس، لكن وجودهم أساسي بسبب اتصالهم المباشر مع الحركة.
التضليل الإعلامي الصهيوني ومحاربته
وفي سياق آخر أكد القيق أن الجانب العدو الإسرائيلي والأمريكي ساروا بمسار التضليل الإعلامي وإخفاء حقيقة حرب الإبادة، وممارسة حرب نفسية من خلال وسائل الإعلام ضد الفلسطينيين، التي تُدار أمريكياً في المنطقة، فيما يرى القيق أن الماكينة الإعلامية الأمريكية قد كُسرت منذ يوم السابع من أكتوبر 2023 مع الفشل الأمريكي بترميمها الآن.
من جهته أكد أبو هنية أن الرد الإيراني حتمي مع العلم الإسرائيلي بحتميته، مع الجهل بطبيعة الضربة الإيرانية، فيما يعتقد أبو هنية انزلاق الظروف لحرب إقليمية وهو ما يحاول نتنياهو جر الولايات المتحدة الأمريكية إليه، حتى أثناء جولة التفاوض الحالية.