اخبار فلسطين

اليمن جبهة لا تتراجع.. رغم تحالف الدول وهجمات الاحتلال

اليمن شبكة قدس الإخبارية: شنت طائرات التحالف الثلاثي (أمريكا بريطانيا دولة الاحتلال) يوم أمس الجمعة، عدواناً جوياً استهدف مناطق متفرقة من اليمن، أسفرت عن استشهاد مواطن وإصابة 6 آخرين وفق ما أكدته وسائل إعلام يمنية.

ليست المرة الأولى التي تشهد اليمن قصفاً جوياً على خلفية موقفها الداعم للقضية والمقاومة الفلسطينية، حيث شهدت أولى هذه الغارات في شهر تموز 2024 الماضي، عندما قصفت طائرات الاحتلال ميناء الحُديدة، ثم تكررت بعد ذلك هذه الغارات التي شنها التحالف الأمريكي البريطاني تارة، والاحتلال الإسرائيلي تارة أخرى، فيما تحالف القوى الثلاث هذه المرة لتجسد المشهد الاستعماري الحقيقي الذي يستهدف العالم العربي والإسلامي.

ومنذ الأيام الأولى لمعركة طوفان الأقصى أعلنت القوات المسلحة اليمنية دخولها المعركة كجبهة إسنادٍ للمقاومة الفلسطينية وانتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطينية كما وفق ما طرحته القوات في خطاباها.
وبعد قرابة أسبوعين على اندلاع معركة طوفان الأقصى أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن اعتراض طائراتٍ مسيرة مصدرها اليمن، وسقط حطامها في طابا المصرية، فيما لم تنكر القوات في خطاباتها المتتالية محاولات إطلاق صاروخي وطائرات مسيرة إلى فلسطين المحتلة بغرض استهداف مواقع حيوية للاحتلال، وتكللت بعض هذه العمليات بالنجاح، وضرب مدينة “إيلات” المحتلة، وأخفق بعضها بسبب أنظمة الدفاع الجوي التي تتصدى لها في الأراضي الأردنية، بتعاون أمريكي وإسرائيلي

بعد مرور شهر على حرب الإبادة في قطاع غزة، وفي 19 تشرين ثاني/نوفمبر 2023 وسعت القوات المسلحة اليمنية من أساليب المواجهة بهدف تخفيف الضغط عن غزة وإجبار العالم على إيقاف الإبادة، كانت باكورة هذه الإجراءات احتجاز سفينة “غالاسكي ليدر” المملوكة من قبل الاحتلال، وطالبت القوات اليمنية حينها بوقف الإبادة وإدخال الدواء والغذاء إلى قطاع غزة، غير أن تعنت الاحتلال دفع اليمنيين إلى تنفيذ عمليات إضافية.
أبرز هذه العمليات الاستيلاء على سفينة “سنترال بارك” الليبيرية والمملوكة إسرائيلياً، حيث استطاع اليمنيون الصعود إلى السفينة والسيطرة عليها بالكامل، إضافة لعمليات استهدافات مباشرة للسفن المتجهة إلى ميناء “إيلات” التابع للاحتلال، مما بات يُعرف بسيطرة “الحوثيين” على مضيق باب المندب وهو ما ألحق خسائر باهظة في التجارة العالمية واقتصاد الاحتلال حتى إغلاق ميناء “إيلات” بالكامل جنوب فلسطين المحتلة.

 

استهداف عمق فلسطين المحتلة

في فجر 19 تموز/يوليو 2024 استطاعت طائرة مسيرة أطلقتها القوات المسلحة اليمنية الوصول إلى وسط فلسطين المحتلة وتحديداً إلى مدينة “تل أبيب”، حيث انفجرت بأحد المباني ما أدى لمقتل مستوطن وإصابة آخرين، لتفتتح هذه العملية مرحلة جديدة في المواجهة التي انتقلت من البحار إلى الاستهداف المباشر.

ويوم الأحد 15 أيلول/سبتمبر 2024 أعلنت المقاومة اليمنية استهداف مدينة يافا المحتلة بصاروخٍ بالستي (فرط صوتي) فشلت منظومات الدفاع الجوي في المنطقة باعتراضه، بعد أن قطع مسافةً مسافةً تقدر 2040 كم في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة.

وقالت المقاومة اليمنية في بيانها أنها نجحت بتنفيذ العملية رغم العدوان الأمريكي والبريطاني المستمر، ورغم انتشار منظومات الرصد والتجسس والدفاع الجوي في المنطقة، إشارةً لفشل طبقات الدفاع الجوي الأمريكية والإسرائيلية باعتراض الصاروخ رغم انتشارها في المنطقة العربية المجاورة وداخل فلسطين المحتلة، فيما أكدت عدة مصادر أن الصاروخ تجاوز 4 طبقاتٍ من طبقات الدفاع الجوي.

وفي تصريح صحفي قالت شرطة الاحتلال إن الصاروخ سقط في ضاحية كفار دانيال بمنطقة قريبة من مطار بن غوريون، وأضافت أن الصاروخ تسبب في حرائق بمناطق حرجية وأضرار مادية في محطة رئيسية للقطار قرب مستوطنة موديعين.

وتكررت بعد ذلك عمليات القصف الصاروخي اليمني ضد دولة الاحتلال، فيما شهد الشهر الأخير من عام 2024 المنصرم ذروة هذه العمليات والتي تكللت معظمها بالنجاح، التي كان أبرزها 19 كانون أول/ديسمبر 2024، عندما أصاب صاروخ باليستي مبنى في منطقة “رامات غان” القريبة من “تل أبيب” ما أدى لتدميره.

ورداً على ذلك استهدفت طائرات الاحتلال الأراضي اليمنية بشكل مكثف وعنيف، خاصة يوم 19 كانون أول/ديسمبر و26 كانون أول/ديسمبر عام 2024، حيث أسفر الهجومين عن استشهاد نحو 15 شهيد يمني.

 

إصرار على المواجهة وتحالف دولي للتصدي

في أعقاب الغارات المتكررة عل اليمن منذ شهور، جددت القوات المسلحة اليمنية تأكيدها على استمرار عملياتها العسكرية ضد الاحتلال نصرة للمقاومة الفلسطينية ودفاعاً عن الشعب الفلسطيني في ظل ما يتعرض له من حرب الإبادة.

وفي الواقع لم يتغير خطاب القوات اليمنية منذ الأيام الأولى للحرب، ولم تبدي أي تبديل ببرنامج مواجهة الاحتلال وحتى الأطراف الداعمة له، بل يمكن القول إنها كثفت من عملياتها بعد كل عدوان أمريكي أو إسرائيلي على أراضيها، في تحدٍ واضح للهيمنة الاستعمارية الغربية التي سعت الولايات المتحدة الأمريكية لفرضها على المنطقة منذ عقود.

وتعكس الغارات الأخيرة التي شُنت نهار أمس الجمعة وصول التحالف العالمي لأقصى مراحله بالتنسيق والتعاون المباشر مع الاحتلال، في حين لم يكن هذا التحالف الأول من نوعه ضد أي قوة حملت على عاتقها مواجهة الاحتلال أو الهيمنة الغربية في المنطقة.

وفي الحقيقة ومنذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصر وتنقلها في العديد من الدول العربية، شنت دولة الاحتلال اعتداءات واسعة ومجازر دموية على هذه الدول وخاصة في لبنان، دون الإعلان عن الغطاء الأمريكي والعالمي لهذه الاعتداءات، فيما يطفو التحالف ضد اليمن على السطح وبشكلٍ معلن.

وما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودولة الاحتلال اليوم ضد اليمن، هو أحد أشكال التحالف الاستعماري المتجدد منذ طرح فكرة المشروع الصهيوني ورعاية بريطانيا له بوعد بلفور، مروراً بالجهود البريطانية والدولية لتمكين العصابات الصهيونية من احتلال فلسطين عام 1948، والقضاء على أي قوة عربية تضع بأجنداتها مقاومة الاحتلال وتحقيق الوحدة والقوة بين الدول العربية والإسلامية، في حين تتصدر اليمن هذه الأيام مواجهة الاستعمار العالمي والاحتلال بوقوفها إلى جانب المقاومة الفلسطينية في معركتها المستمرة.