حين يتحول “الرغيف” إلى فخ و”نقطة الإغاثة” إلى كمين.. أبرز “مجازر المساعدات” التي نفذها جيش الاحتلال

قطاع غزة شبكة قدس: منذ فبراير 2024، يشهد قطاع غزة سلسلة من المجازر المروّعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأهالي خلال محاولاتهم الحصول على مساعدات غذائية. ومع غياب آليات حماية حقيقية وبالتزامن مع الحصار الخانق المفروض على القطاع، تحولت نقاط توزيع الإغاثة إلى مصائد موت جماعي، حيث استشهد المئات وأُصيب الآلاف في مشاهد مأساوية تتكرر بدم بارد، تحت مرأى العالم وصمته.
يرصد موقع شبكة قدس أهم المجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين في قطاع غزة خلال محاولتهم الوصول إلى المساعدات
29 فبراير 2024 مجزرة الطحين (شارع الرشيد غزة)
في واحدة من أبشع الجرائم، فتحت قوات الاحتلال النار على آلاف الفلسطينيين الذين تجمعوا حول شاحنات مساعدات غذائية دخلت عبر البحر. وأسفرت المجزرة عن استشهاد 118 شخصًا على الأقل وإصابة 760 آخرين بجروح متفاوتة، بينهم أطفال ونساء. أُطلق على الحادثة لاحقًا اسم “مجزرة الطحين”.
14 15 مارس 2024 وادي غزة ودوار الكويت
خلال أقل من أسبوع، استُهدف المدنيون في مواقع توزيع ما يُعرف بـ”المساعدات الإنسانية” في منطقتي وادي غزة ودوار الكويت، ما أدى إلى سقوط 34 شهيدًا وأكثر من 300 جريح في يومين فقط. وبعدها بأيام، وقعت مجزرة جديدة في نفس الموقع بتاريخ 23 مارس راح ضحيتها 19 شهيدًا و23 جريحًا، ما يعكس تعمد الاستهداف المتكرر لنفس المواقع.
14 مارس 2024 النصيرات
قصفت طائرات الاحتلال مستودعًا مخصصًا لتوزيع المساعدات الإنسانية في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد 8 مدنيين وإصابة عشرات آخرين، بينهم عمال إغاثة ومتطوعون.
14 مارس 2024 مصائد الموت في رفح
في مناطق توزيع المساعدات جنوب رفح، ارتقى 49 شهيدًا وأُصيب أكثر من 305 مدنيين نتيجة إطلاق نار مباشر على الحشود المتجمعة عند نقاط التوزيع، في مجزرة وصفها السكان بـ”كمين الموت الجماعي”.
27 28 مارس 2025 رفح من جديد
عادت مشاهد القتل الجماعي، حيث استُهدفت حشود مدنية كانت تتجمّع في النقاط العازلة لتسلّم الغذاء. وأدى الهجوم إلى سقوط 10 شهداء و62 إصابة، ضمن نمط متكرر من استخدام المساعدات كطُعم لقتل الفلسطينيين.
1 يونيو 2025 كمين المساعدات داخل المنطقة العازلة
استهدف جيش الاحتلال موقعًا لتوزيع المساعدات في المنطقة العازلة بمدينة رفح، وهو موقع تشرف عليه مؤسسة “غزة للإغاثة الإنسانية GHF”، المدعومة إسرائيليًا. وأسفر الهجوم عن 30 شهيدًا وأكثر من 115 جريحًا، ما أثار تساؤلات حادة حول دور هذه المؤسسة وتواطئها مع المخطط العسكري.
مجازر المساعدات: نهج إسرائيلي
لم تعد هذه المجازر حالات معزولة، بل باتت تعكس نهجًا ثابتًا من الاحتلال الإسرائيلي في استدراج الفلسطينيين نحو الموت تحت غطاء توزيع المساعدات. ووفق تقارير حقوقية محلية، فإن الكثير من مواقع التوزيع لا تخضع لمعايير الحماية الدولية، كما أن بعض النقاط تُعلن عنها جهات غير معروفة أو مؤسسات مرتبطة بإسرائيل بشكل غير مباشر.
وبحسب شهود عيان ومصادر في المؤسسات الإغاثية، فإن قوات الاحتلال تستخدم طائرات مسيرة لتصوير الحشود ورصد تجمعاتهم، قبل إطلاق النار أو تنفيذ الضربات الجوية. وتُحاط هذه المواقع أحيانًا بسياج أو نقاط تفتيش، ما يقيّد حرية الحركة ويُحوّل الفلسطينيين إلى أهداف سهلة.
مع تصاعد مجازر المساعدات، تتعالى الدعوات من المؤسسات الحقوقية والهيئات الأممية لإجراء تحقيق دولي مستقل في هذه الجرائم، وسط اتهامات بتوظيف المساعدات لأغراض عسكرية وسياسية. وتشير المعطيات إلى أن إسرائيل لم تكتفِ بفرض الحصار وتجويع السكان، بل عمدت إلى تحويل الإغاثة ذاتها إلى أداة قتل ممنهجة.
وتكشف مجازر المساعدات في غزة عن مرحلة جديدة من الجرائم الإسرائيلية التي تستهدف البنية الإنسانية ذاتها، حيث يتحول “الرغيف” إلى فخ، و”نقطة الإغاثة” إلى كمين. إن استمرار هذه السياسة بلا محاسبة دولية يشكّل تهديدًا خطيرًا لمفهوم العمل الإنساني العالمي.