خالد مشعل: مسار التطبيع تراجع ونزع السلاح مستحيل لأنه “نزع للروح”

الدوحة قدس الإخبارية: قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في الخارج، خالد مشعل، إن القضية الفلسطينية استعادت حضوراً غير مسبوق على الساحتين الإقليمية والدولية بعد أعوام من التهميش، مؤكداً أن ما بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول كشف حقيقة الاحتلال أمام العالم.
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، أوضح مشعل أن القضية الفلسطينية اكتسبت فضاءات جديدة مكّنتها من الوصول إلى شرائح واسعة من الشباب الأميركي والأوروبي، وأن “إسرائيل” باتت مكشوفة بكونها كياناً يمارس الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأشار مشعل إلى أن الأمة العربية والإسلامية استعادت نبضها تجاه فلسطين، لأن القضية تمثل “جوهر شرفها”، مؤكداً أن “الإسرائيلي” عدو للأمة كلها، وأن غزة تدفع ثمناً باهظاً في مسيرة التحرر، بينما يتحمل الفلسطينيون المشقة بفعل وجود الاحتلال.
وأكد أن فكرة التطبيع باتت أبعد مما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر، إلا إذا حاول البعض القفز فوق النتائج الكارثية للحرب على غزة. وأضاف أن واشنطن تسعى لخلق صورة “استقرار جزئي” في القطاع لتسويقها دولياً بهدف تحسين صورة “إسرائيل” وتمهيد الطريق أمام تطبيع خارجي جديد.
وقال مشعل إن الحرب الشاملة التي اتخذت شكل الإبادة استنفدت قدرة العالم على تحملها، معرباً عن الأمل بألا تعود، لكنه شدد على أن توقف الحرب لا يعني توقف القتل. وأشار إلى أن الرفض العربي والإسلامي للتهجير والإبادة كان حاسماً، وأن اجتماع قادة ثماني دول عربية وإسلامية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان خطوة باتجاه إغلاق ملف الحرب.
وأوضح أن مسؤولية المرحلة الراهنة تتطلب مداواة جراح غزة وتوفير الإغاثة، وإعادة تنشيط الدور الشعبي العربي والإسلامي للضغط نحو تثبيت وقف الحرب والانتقال إلى المرحلة التالية. وأضاف أن المقاومة تعاملت خلال الشهرين الأخيرين بمرونة ومسؤولية لمنع عودة الحرب.
وشدد مشعل على أن نزع السلاح فكرة مرفوضة فلسطينياً، وأن هناك محاولات لفرضها على المقاومة. لكنه أوضح أن المقاومة قد تقبل بتجميد السلاح أو عدم استعراضه في غزة، أما نزعه بالكامل “فيعني نزع الروح”.
وأكد أن السلاح يمثل جوهر الوجود الفلسطيني وحقه في الدفاع عن نفسه، لافتاً إلى أن ترتيبات ما بعد الحرب يجب أن تترافق مع ضمانات بمنع أي عدوان “إسرائيلي” جديد.
وكشف أن اتفاقاً جرى برعاية مصرية يقضي بتسليم إدارة قطاع غزة لحكومة تكنوقراط مع قوة شرطة لحفظ الأمن، غير أن “إسرائيل” تعطل تنفيذ الاتفاق.
وانتقد مشعل مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتشكيل “مجلس السلام”، معتبراً أنه يضع غزة تحت وصاية تشبه الانتداب البريطاني، وهو ما لا يمكن قبوله. وأكد أن الفلسطيني يجب أن يحكم نفسه، وأن إعادة الإعمار يجب أن تنطلق مع ضمان بقاء وقف إطلاق النار وعدم تجدد الحرب.
كما أشاد بموقفي الأردن ومصر الرافضين لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة والرافضين لضم الضفة الغربية.
ولفت إلى أن الضفة الغربية تتعرض لاستباحة واسعة مع تصاعد اعتداءات المستوطنين وتوسع البؤر الاستيطانية، مشيراً إلى أن الضم الفعلي يتواصل بلا توقف. وأكد أن صمود الفلسطينيين مصلحة عربية وإسلامية، وأن “الموت البطيء” للسلطة الفلسطينية لا يليق بها.
وأوضح مشعل أن الدعم الإيراني كان مهماً، لكنه شدد على أن حركة حماس لم تتموضع في أي محور وظلت منفتحة على الجميع، وأنها تعتمد على نفسها بعد الله ثم على الأمة. وأعرب عن رغبة الحركة في تعزيز حضورها العربي والإسلامي، متمنياً ألا تتحول المنطقة إلى محاور متصارعة.
كما حيّا الشعب السوري على ما حققه من حرية، مؤكداً أن من حق كل شعب عربي أن ينعم بالكرامة، وأن الحركة لا تتدخل في شؤون الدول.
ورأى مشعل أن استشهاد القادة أمر طبيعي في مسيرة التحرر، مشيراً إلى أن 80% من الصحابة استشهدوا في حروب الفتوحات. وأكد أن استشهاد القادة لن يضعف المقاومة التي تمتلك القدرة على التعويض، لأن عمودها الفقري هو مشروعها المقاوم.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي أوروبي، ارتكاب إبادة جماعية بحق سكان غزة عبر القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، وخرق أوامر محكمة العدل الدولية. وقد خلّفت الإبادة أكثر من 241 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين، ومجاعة حصدت أرواح كثيرين، معظمهم أطفال.
