اخبار فلسطين

صحيفة عبرية: إيران لم تستخدم بعد اثنين من أقوى أسلحتها بعيدة المدى

ترجمات عبرية قدس الإخبارية: اعتبرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي يواجه تحديًا معقدًا في محاولته إلحاق ضرر بالغ بالبنية التحتية النووية الإيرانية، في ظل الانتشار الواسع لمنشآت المشروع النووي في بلد تبلغ مساحته ثمانين ضعف مساحة فلسطين المحتلة، وتحيط بهذه المنشآت طبقات من الدفاع الطبيعي والمسلح. 

وفقا للصحيفة، في حين تعتمد “إسرائيل” على قدراتها الذاتية “لتقشير” هذه الحماية، فإنها تدرك أن إنجاز المهمة بشكل حاسم يتطلب استخدام قنابل اختراق عملاقة تملكها الولايات المتحدة فقط، ما يجعل الضوء الأخضر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب عاملًا حاسمًا في تحقيق الأهداف العسكرية.

وبحسب الصحيفة، تبقى الآمال في تدمير شامل وحاسم للبنية النووية رهينة بقدرة “إسرائيل” على ضرب كافة المنشآت، خاصة تلك المخفية في مواقع مثل فوردو وطهران. ووفقًا لتقديرات خبراء إسرائيليين، فإن توجيه ضربة قاصمة يتطلب دعمًا أميركيًا مباشرًا، سواء عبر القاذفات الاستراتيجية B2 وB52 أو عبر تسليح متطور لا تمتلكه “إسرائيل”.

في حال لم يتم توفير هذا الدعم، تعوّل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على ما يُعرف بـ”المركّب الهجومي” البديل، والمتمثل في إضعاف قدرات الصواريخ الباليستية الإيرانية، وتصفية القيادة الأمنية العليا، وشل منظومات الدفاع الجوي، إلى جانب التلويح بتهديد فعلي بضرب البنية القيادية للنظام الإيراني، واستهداف منشآت البنية التحتية الحيوية مثل خزانات النفط.

ورغم “التصريحات النارية” الصادرة عن وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، حول “إشعال طهران”، تكشف الصحيفة أن التوصيات المهنية داخل الجيش تدعو إلى العمل وفق خطط مدروسة تحقق أهدافًا ملموسة وتقلص المخاطر على الطيارين والجبهة الداخلية.

وأكد خبير غربي لموقع يديعوت أحرونوت أن المهمة لا تزال شاقة، إذ تتضمن ما بين 5,000 إلى 10,000 هدف عسكري واستخباري في إيران، تتوزع بين منظومات دفاع جوي وصواريخ ومراكز قيادة وتحكم. وأوضح أن الإنجاز الحاسم يتطلب اختراق تحصينات طبيعية يصل سمكها إلى مئات الأمتار.

وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن إيران تملك صناعات عسكرية متقدمة من الطراز العالمي، وقد أنشأت شعبة خاصة في سلاح الجو تحت اسم “قسم إيران” لتحسين الاستعدادات في هذا المجال. وخلال أول 48 ساعة من الحرب، أطلقت إيران حوالي 300 صاروخ باليستي ضمن سبع موجات قصف، ومع ذلك، لم تستخدم بعد اثنين من أقوى أسلحتها بعيدة المدى: صواريخ ثقيلة تحمل أكثر من طن من المتفجرات، وصواريخ كروز فائقة السرعة، التي يصعب اكتشافها واعتراضها.

ويرى الخبراء أن إيران قد تحتفظ بهذه الأسلحة لجولة حاسمة لاحقة. وقال أحدهم إن الصاروخ الإيراني الأبرز “خورمشهر” موجود بأعداد محدودة بسبب كلفة تصنيعه العالية، والتي تفوق بكثير كلفة صواريخ أخرى مثل “حيتس” الإسرائيلية. لكنه أشار إلى أن الفارق ليس فقط في الوزن، بل في تأثير الصدمة الناجمة عن الانفجار، والتي تصل إلى 20% أكثر من الصواريخ متوسطة الحجم التي استهدفت “إسرائيل” حتى الآن.

واعترفت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن إيران تملك عددًا كبيرًا من منصات الإطلاق، الأمر الذي يعقّد مهمة تعقّبها وتدميرها. كما أقرّت بأن القدرة الأميركية على إنتاج صواريخ اعتراض محدودة، إذ لا يتجاوز إنتاج صواريخ “THAAD” الأميركية العشرات سنويًا، وقد أعطت إدارة ترامب أوامر برفع معدلات الإنتاج مؤخرًا. وبالنسبة للمنطقة، فإن بوارج “إيجيس” الأميركية يُتوقع أن تصل قريبًا مع منظومات اعتراض إضافية.

وأفادت المؤسسة العسكرية للاحتلال للصحيفة بأن نسبة الاعتراض مرتفعة للغاية رغم بعض التسربات، حيث تكمّل “القبة الحديدية” صواريخ “حيتس 2 و3” بشكل فعال. وفي حالات معينة، لم يتم اعتراض بعض الصواريخ عمدًا لأنها سقطت في مناطق مفتوحة لم تشكل خطرًا على السكان أو البنية التحتية.