كاتب إسرائيلي: خيار السيطرة الشاملة على غزة فشل استراتيجي

ترجمة خاصة قدس الإخبارية: نشر الكاتب الإسرائيلي “تسفي باريل” مقالًا في صحيفة “هآرتس” العبرية، اعتبر فيه أن الاحتلال الإسرائيلي يواجه مأزقًا استراتيجيًا في قطاع غزة، محذرًا من أن الفرضيات التي تستند إليها حكومة نتنياهو في عدوانها على غزة باتت منهارة، وأن الاحتلال العسكري للقطاع لن يُنهي تهديد المقاومة، بل سيُعززها.
وقال باريل إنه لم يعد بمقدور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التلويح بـ”فتح أبواب جهنم” إذا لم تقبل حماس بالاتفاق، لأن “الجحيم يقف عارًا أمام ما يحدث في غزة”، في إشارة إلى حجم الكارثة الإنسانية التي خلفها العدوان.
وانتقد الكاتب الرؤية الإسرائيلية التي تزعم أن تهجير الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها والسيطرة على 75% من أراضي القطاع سيمنح الاحتلال القدرة على شن “حرب شاملة” ضد حماس. ولفت إلى أن جيش الاحتلال يدّعي اقترابه من تحقيق هذا الهدف، لكنه لا يزال يتكبد خسائر، والأسرى في الأنفاق لم يُحرروا بعد.
وأكد باريل أن اعتبار السيطرة الكاملة على القطاع حلًا للقضاء على المقاومة هو “خطر استراتيجي”، متسائلًا عن جدوى هذا الخيار في ظل وجود أكثر من مليوني فلسطيني في غزة يعيشون كارثة إنسانية، لا تُقاس فقط بعدد الشهداء والجرحى، بل بحجم الجوع والمرض والدمار النفسي الذي أصاب جيلًا كاملًا.
وأضاف أن غزة، رغم مأساتها، تُشكّل بيئة خصبة لنمو المقاومة، ولن يطول الوقت قبل أن تظهر جماعات مسلحة جديدة بأسماء مختلفة، لا تحتاج إلى صواريخ بعيدة المدى أو طائرات مسيّرة، بل ستلجأ للأسلحة الخفيفة والعبوات الناسفة ضد جيش الاحتلال المنتشر في القطاع.
وشبّه باريل ذلك بتجربة الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، وتجربة الاحتلال في لبنان، معتبرًا أن “السيطرة على الأرض كانت دائمًا الجزء الأسهل من الحرب”.
وسخر من الافتراضات الإسرائيلية بأن الفلسطينيين سينقلبون على حماس تحت الضغط، متسائلًا إن كانت “إسرائيل” مستعدة لاحتمال أن يثور الفلسطينيون ضد الاحتلال نفسه، بعدما فقدوا كل شيء.
وتطرق الكاتب إلى الطروحات الإسرائيلية والأميركية التي تدعو إلى “تهجير الفلسطينيين من غزة”، محذرًا من أن هذه الأفكار قد تُفجّر اتفاقيات التطبيع مع السعودية، وربما تُهدد معاهدات السلام مع مصر والأردن.
كما تساءل باريل عن جدوى طرح “طرد قادة حماس في غزة” كشرط للصفقة، طالما أن حياتهم مهددة أصلًا. وأشار إلى أن إدارة بايدن كانت قد طالبت قطر بإخراج قيادة حماس، لكن سرعان ما تبيّن أن المفاوضات مستحيلة بدونها، وأن نفوذها على قرارات قادة الحركة في غزة محدود.