اخبار فلسطين

من قصف المستشفيات إلى إعدام الكوادر الطبية.. “إسرائيل” تُبيد القطاع الصحي في غزة 

فلسطين المحتلة شبكة قدس: أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر عمدًا 34 مستشفى في القطاع، ضمن خطة مدروسة تهدف إلى إخراج المنظومة الصحية من الخدمة بشكل كامل. وفي ساعة مبكرة من صباح الأحد، تعرّض مستشفى “المعمداني” في مدينة غزة لقصف عنيف، استهدف مبنى الاستقبال والطوارئ بصاروخين من طائرات الاحتلال، ما أدى لتدمير مبنى الإسعاف، وتضررت أقسام حيوية في المستشفى، كالمختبر والصيدلية، وقد توقف عن العمل بالكامل.

وأُجبرت الطواقم الطبية على إخلاء المرضى من داخل المستشفى وسط ظروف مأساوية، وانتشرت مشاهد لنقل المصابين على أسرّتهم عبر الشوارع المحيطة، في ظل افتقار كامل لأدنى مقومات الرعاية أو الحماية. المكتب الإعلامي الحكومي وصف استهداف مستشفى المعمداني بأنه اعتداء مباشر على أحد أبرز المعالم الطبية في غزة، مشيرًا إلى أن المستشفى يقدم خدماته لأكثر من مليون مواطن، ويضم أقسامًا متخصصة ومئات المرضى والطواقم الطبية في وقت القصف.

العدوان على المعمداني ليس الأول، إذ سبق أن شهد المستشفى ذاته مجزرة دامية خلال مراحل سابقة من الحرب، أسفرت عن مئات الشهداء، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية. وأكد المكتب الإعلامي أن تدمير 34 مستشفى جاء ضمن سياسة ممنهجة تستهدف ما تبقى من النظام الصحي، فضلًا عن استهداف العشرات من المراكز الطبية، في خرق فاضح لاتفاقيات جنيف التي تحظر ضرب المنشآت الطبية.

من جانبها، قالت مؤسسة “الضمير لحقوق الإنسان” في غزة إن قوات الاحتلال تتعمد تقويض النظام الصحي من خلال قصف المشافي ومنع دخول الإمدادات الطبية والإنسانية، مما تسبب بخروج نحو 90% من المشافي عن الخدمة. وأوضحت أن القصف الجوي الذي استهدف المستشفى عند الثالثة فجرًا، دمّر مبنى العيادات الخارجية، وقسم الطوارئ، والصيدلية، والمختبر، وأدى إلى استشهاد طفلة، وخروج المستشفى نهائيًا من الخدمة، بعد أن كان الوحيد الذي لا يزال يعمل في مدينة غزة منذ توقف مستشفى الشفاء.

وشددت “الضمير” على أن القانون الدولي الإنساني يحظر أي هجوم على المستشفيات المدنية، ويوجب احترامها وحمايتها في جميع الأوقات، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات وفتح المعابر لإدخال الأدوية والوقود اللازم لتشغيل المرافق الصحية.

من جهته، أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عن استنكاره لهجمات الاحتلال على المنشآت الطبية، مؤكدًا أن القصف المتكرر لمستشفى المعمداني وغيره ساهم في الانهيار الكامل للرعاية الصحية في غزة، ودعا إلى وقف هذه الاعتداءات فورًا والعودة إلى المسار الدبلوماسي.

منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، تعرضت مدينة غزة لأكبر قدر من القصف الذي طال المنظومة الصحية، إذ خرجت معظم المستشفيات فيها عن الخدمة، تاركة أكثر من مليون إنسان دون رعاية طبية. وتضم المدينة ما يقارب 40% من إجمالي مشافي القطاع (15 من أصل 36)، منها 3 مشافي عامة: مجمع الشفاء، والمستشفى الأهلي العربي (المعمداني)، ومستشفى القدس. كما تضم 12 مستشفى تخصصيًا، بينها: الرنتيسي، النصر، الدرة، العيون الدولي، سان جون، الوفاء، الحياة، القلب، الحلو، الصحابة، أصدقاء المريض، ومستشفى غزة للصحة النفسية.

وقد شمل قصف الاحتلال 36 مستشفى منذ بدء العدوان، في مقدمتها مجمع الشفاء، مجمع ناصر، مستشفى النجار، والمستشفى الإندونيسي، إلى جانب العشرات من المستشفيات الخاصة والميدانية، ما أدى إلى انهيار شبه كامل للقطاع الصحي. وبالإضافة لتدمير المستشفيات، فقد عمد الاحتلال على استهداف الطواقم الطبية، ما أدى لاستشهاد 1402 من العاملين في هذا القطاع. كما سجلت 362 حالة اعتقلها الاحتلال “الإسرائيلي من الكوادر الصحية وأعدم منهم 3 أطباء داخل السجون تحت التعذيب. وأيضا، قصف الاحتلال 142 سيارة إسعاف في قطاع غزة.