اخبار فلسطين

“ميدل إيست آي”: الأردن يعلن استعداده للحرب ضد الاحتلال إذا طُرد الفلسطينيون إلى أراضيه

الأردن شبكة قدس الإخبارية: كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أن الأردن مستعد للحرب في حال تم إجبار الفلسطينيين بالقوة على الهجرة إلى أراضيه”.
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة في عمان والقدس قولها، إن آخر ما تريده الأردن هو الحرب، وهي حريصة على التوصل إلى حل سلمي، لكنهم يصرون على أن الأردنيين سيغلقون الحدود إذا بدأ اللاجئون في العبور إلى البلاد. 

وقال أحد المصادر: “إذا سعى الإسرائيليون إلى إعادة فتحه، فسيكون ذلك سبباً للحرب”.

ويأتي هذا التحذير في أعقاب تصريحات متكررة من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنه يود أن يرى الأردن ومصر تستقبلان الفلسطينيين كجزء من التحرك نحو “تطهير” قطاع غزة.

وفي تصريحات نشرها موقع ميدل إيست آي، قالت مصادر مطلعة وذات مكانة مرموقة في الأردن “إن آخر ما يريده الأردن هو الحرب، وإنه يتوق لرؤية حل سلمي. ولكنها أكدت على أن الأردنيين سوف يغلقون الحدود فيما لو بدأ اللاجئون يعبرون إلى البلد”.

وأكد التصريحات أن فيما لو قام الاحتلال بإعادة فتح الحدود الأردنية الفلسطينية، فإن هذا سيكون سبباً مشروعاً لنشوب الحرب، كما قال أحد المصادر.

وأضافت التقرير: “الأردنيون يعقدون أنهم قادرون على كسب الحرب مع إسرائيل، ولكنهم يعتقدون أنه ليس لديهم خيار سوى القتال”.

وكان الأردن قد أرسل من قبل ألوية إضافية إلى حدوده الغربية بعد تصريحات لا غموض فيها صادرة عن عمان بأنها سوف تعتبر أي محاولة لإجبار الفلسطينيين على عبور الحدود بمثابة انتهاك سافر لمعاهدة السلام التي أبرمتها الحكومة الأردنية مع الاحتلال عام 1994.

وأكد التقرير أن الاحتلال رد على تلك التصريحات بتشكيل فيلق شرقي جديد لحماية الحدود مع الأردن.

وفي تصريح لميدل إيست آي، قال أحد المصادر إن مقترح ترامب يعتبر “قضية وجودية” بالنسبة للأردن وللسلالة الهاشمية على حد سواء، مشيراً إلى أن عمان هي ثالث أفقر بلد في العالم من حيث المياه.

فيما يعيش جل سكان الأردن، الذين يبلغ تعدادهم اثني عشر مليون نسمة، في شريط ضيق من الأرض على امتداد الحدود الفلسطينية المحتلة، قريباً من نهر الأردن. ولا يمكن للبلد، ببساطة، استيعاب تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين، بحسب المصادر.

خط الأردن الأحمر

وقال التقرير “لربما كان الإسرائيليون، بما لديهم من تفوق هائل في الموارد العسكرية، قادرين على تحقيق نصر تقليدي سريع، ولكنهم سيجدون أنفسهم مضطرين لهزيمة وتثبيت منطقة مترامية الأطراف ذات حدود صحراوية مفتوحة إلى الشرق”.

وتمتد الحدود الفلسطينية الأردنية لأربعمائة كيلومتر، أي بطول البلد كاملاً، وهي أطول بعشرة أضعاف من حدود قطاع غزة، وجل المنطقة الحدودية جبلية ووعرة، وفي بعض أجزائها يستحيل السيطرة عليها أمنياً. 

وهذا يزيد من فرصة شن حملة من حرب العصابات الممتدة، كتلك التي أدت في نهاية المطاف إلى إخراج الأمريكان من العراق ومن أفغانستان. ومن المؤكد أن ذلك سوف يجذب المقاتلين من سوريا والعراق والمملكة العربية السعودية ومن البلدان العربية الأخرى، حيث أن لدى الأردن حدوداً صحراوية مفتوحة في الجهة الشرقية.

بعد وقت قصير من اندلاع معركة طوفان الأقصى في تشرين أول/أكتوبر 2023، أعلن عاهل الأردن الملك عبد الله أنه: “فيما يتعلق بمسألة مجيء اللاجئين إلى الأردن … ذلك خط أحمر.”

ومع ذلك أعلن ترامب الأسبوع الماضي أنه تحدث مع الملك عبد الله وقال له: “أود منك أن تأخذ المزيد”، كجزء من خطة نهجير 1.5 مليون فلسطيني من قطاع غزة.

وأثناء لقاءات أجراها مع المسؤولين الأوروبيين في بروكسيل يوم الأربعاء، كرر الملك عبد الله “رأي الأردن الذي لا يتزحزح حول ضرورة تمكين الفلسطينيين في أرضهم ونيل حقوقهم الشرعية، بموجب حل الدولتين.”

وكذلك قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يوم الاثنين إن “أي نقاش حول الوطن البديل للفلسطينيين مرفوض.”

ولقد ازداد الوضع تعقيداً بعد أن قام ترامب بقطع المساعدات عن الأردن. ثمة مخاوف من أن الرئيس الأمريكي قد يجعل القبول الأردني باللاجئين الفلسطينيين شرطاً لاستئناف المساعدات. وثمة تعقيد إضافي ناجم عن وجود القواء الأمريكية داخل الأردن.

انعدام الاستقرار

وتقول المصادر إن الأردن يخشى أن يؤدي تدفق اللاجئين إلى تجدد الصراع والاضطرابات داخل الأراضي الأردنية على غرار أحداث أيلول الأسود عام 1970.

وفي لقاء عقد يوم السبت في القاهرة، رفض دبلوماسيون من مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر أي تهجير قسري للفلسطينيين.

وقالت هذه الأقطار في بيان مشترك: “نؤكد رفضنا لأي محاولات لهضم حقوق الفلسطينيين الثابتة، سواء من خلال النشاطات الاستيطانية، أو الطرد أو ضم الأراضي أو من خلال تفريغ الأرض من ملاكها … بأي شكل وتحت أي ظروف أو مبررات.”

ما اقترحه ترامب من تصدير للفلسطينيين إلى الأردن، كانت له نسخ سابقة تعود زمنياً على الأقل إلى ما يسمى بخطة آلون، والتي أطلق عليها اسم السياسي الإسرائيلي ييغال آلون، الذي طالب بعد حرب عام 1967 بضم جل الضفة الغربية.

المصدر: موقع ميدل إيست آي