وقف إطلاق النار في لبنان.. إعلان على وقع المجازر
خاص شبكة قدس الإخبارية: لا تزال وسائل الإعلام تتدوال موضوع اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وجيش الاحتلال على الجبهة الشمالية، بشكلٍ مبهم، مُستندةً إلى ما ينشره الإعلام العبري، وسط عدم وجود أي تصريحات كمفصلة من قبل حزب الله.
وقالت مصادر عبرية، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيعلن الساعة العاشرة مساء اليوم الثلاثاء، عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين لبنان والاحتلال
وتتباين ردات الفعل الإسرائيلية بين الرفض القاطع والتأيد للاتفاق، فيما يواصل جيش الاحتلال شن الغارات العنيفة على لبنان موقعاً الشهداء والجرحى، مع استمرار حزب الله بعملياته العسكرية، والتصدي للتوغل البري الإسرائيلي في محاور عدةٍ بجنوب لبنان، فيما تدور التساؤلات حول الاتفاق الذي من المككن أن يحدد شكل المعركة على الجبهة الشمالية، وفق ما يصدره إعلام الاحتلال.
وتزامن الإعلان مع شن طيران الاحتلال أحزمة نارية في عدة مناطق بلبنان، فيما رد حزب الله بقصف مدينة حيفا المحتلة، وتجمع “الكريوت” الاستيطاني برشقة صاروخية ثقيلة.
تصريحات إسرائيلية ورفض متعدد الأطراف
في وقتٍ سابق، قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” نقلاً عن مسؤولين في حكومة الاحتلال، إن التسوية مع لبنان ستتم خلال يومين أو ثلاثة إذا لم تكن هناك “مفاجآت”، دون ذكر نوع هذه المفاجآت التي من الممكن أن تعطل الاتفاق، فيما أكدت صحيفة معاريف، إن أغلب أعضاء المجلس الوزاري المصغر “الكابينيت” وحكومة الاحتلال، يوافقون على الاتفاق مع حزب الله.
وأكدت القناة 14 العبرية، إن التفاهمات تدور حول الحفاظ على حرية تحرك جيش الاحتلال في جنوب لبنان في حال خرق حزب الله الاتفاق وانسحب الجيش اللبناني.
في أعقاب ذلك، قال وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش أن أي اتفاق لن تكون له قيمة أكبر من الورقة الموقع عليها، أما وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال، إيتمار بن غفير فقال إنه سيصوت ضد الاتفاق مع لبنان.
فيما علق وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال، إيتمار بن غفير، على التفاهمات بقوله إن التوصل إلى اتفاق وقف نار مع لبنان “خطأ كبير”، محذرًا من أن ذلك تفويت فرصة وصفها بـ “التاريخية” لاجتثاث حزب الله.
وأوضح بن غفير، أنه مدرك للقيود والأسباب التي تدفع حكومة الاحتلال للتوصل لاتفاق مع لبنان، مضيفًا، أنه يصر على أن الاتفاق مع لبنان خطأ خطير ويجب عدم وقف الحرب.
أما وزير “التراث” في دولة الاحتلال، عميخاي إلياهو فعلق قائلاً: “إذا سألوني عن رأيي في الحكومة سأعارض بالطبع، وإذا تأخرنا تكتيكيًا حتى إدارة ترامب، حينها قد يكون الاتفاق صحيحاً”.
ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، عن حركة “الاحتياط جيل النصر” التي تضم مئات القادة والجنود في الاحتياط بجيش الاحتلال قولهم إن أي ترويج لاتفاق يتضمن انسحاب الجيش من لبنان يعد بصقة في وجه مستوطني الشمال وجنود الجيش، ويسمح لحزب الله بإعادة تأهيل وتعزيز نفسه لحرب لبنان الرابعة في وقت قصير.
تعكس هذه التصريحات، رفضاً إسرائيلياً واسع لاتفاق وقف غطلاق النار المعلن عنه من قبل حكومة الاحتلال، في حين تجمع هذه الأطراف على خيار واحد، هو اجتثاث حزب الله كما قال بن غير، وتحطيم قوته، ثم المراوغة بالوقت، حتى تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئاسة رسمياً، حتى يضمن الاتفاق بشكلٍ يحقق المزيد من النقاط لحكومة الاحتلال، فيما يستطيع هؤلاء الوزراء تعطيل أي إمكانية لبلورة الاتفاق.
وتدور الأحاديث عن وقف إطلاق النار، بينما يرتكب جيش الاحتلال المزيد من المجازر الدموية، التي تستهدف المدنيين من الشعب اللبناني، حيث شنت اليوم الثلاثاء، طائرات الاحتلال غارات على قرية النبي شيت، أسفرت عن ارتقاء 11 شهيداً بينهم 5 أطفال و3 نساء.
وأكدت وزارة الصحة اللبنانية، ارتقاء 3 شهداء و 26 جريحاً في غارة إسرائيلية استهدفت منطقة النويري في العاصمة اللبنانية بيروت، بينما ذكرت وسائل إعلام لبنانية، إن الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي شهدتها بيروت تعتبر من بين أعنف وأكبر الغارات منذ بدء العدوان على لبنان.
موقف حزب الله بين الإعلام والميدان
من جانبه، قال رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني، محمد رعد، اليوم الثلاثاء، إن قضايا المصير الوطني والسيادة لا تُناقش على قاعدة مُراعاتها للمصلحة الوطنية الراهنة على أهمّيتها، وإنما على قاعدة المصالح الاستراتيجية الوطنية والمبادئ والحقوق القانونية والإنسانية.
وأضاف، في مقال على صحيفة “الأخبار”، إن التهديد المتواصل لسيادة لبنان الوطنية مصدره عدوّ وجودي صهيوني توسّعي له أطماع استراتيجية وعقائدية في لبنان.
وأكد رعد أن ظروف الاحتلال والظروف المجاورة للبنان، تغيرت في 7 تشرين الأول عام 2023، وأملت إجراءً داعماً ومسانداً لغزة بناءً على فهم المقاومة الإسلامية لمشروع العدو الصهيوني ومخاطر استهدافاته لغزة وما بعدها.
وقال: “سننتظر ونرى نتائج التفاوض غير المُباشر مع التأكيد أن ما أعلنه الرئيس نبيه بري من أن أيّ تعديل بالزائد أو بالناقص على نص القرار 1701 هو أمر لا يقبل به عاقل.”
من جهته، يواصل حزب الله عمليات القصف الصاروخي التي تطال مستوطنات الاحتلال ومواقعه العسكرية، إذ أعلن عن قصفه مستوطنة كريات شمونة بصلية صاروخية، صباح اليوم الثلاثاء، إضافة لاستهدافه دبابة “ميركافاه” الإسرائيلية بصاروخٍ موجه في بلدة الخيام التي لا تزال تشهد معارك عنيفة.
وأكد الحزب استهدافه لثكنة “معاليه غولاني” العسكرية بسبربٍ من الطائرات المسيرة، إضافة لاستهداف موقع حبوشيت في الجولان السوري المحتل، بسرب مسيرات انقضاضية.
وليلة أمس، شن الحزب هجوماً صاروخياً على مدينة نهاريا شمال فلسطين المحتلة، أسفر عن إصابة اثنين من المستوطنين، ووقوع حرائق.
وتستمر الأحداث بذا الوتيرة، دون أي مؤشرات فعلية على أرض الواقع فيما تنتشر خشية لدى الوسطاء من انهيار الاتفاق في أي لحظة عند إبداء أي تحركٍ مغاير للاتفاق من قبل حزب الله أو الجيش اللبناني.