بريطانية تحتفي بذكرى زواجها من تونسي يصغرها بـ 34 عاماً

رغم الانتقادات والتشكيك في دوافع الزواج، احتفلت البريطانية كريستين هايكوكس، البالغة من العمر 74 عاماً، بالذكرى السنوية الرابعة لزواجها من التونسي حمزة دريدي، الذي يصغرها بنحو 34 عاماً، بعدما أثبت حبهما صموده أمام الشائعات والانتقادات.
وبدأت قصة الثنائي في يناير (كانون الثاني) 2018، عندما التقت كريستين، التي تعود أصولها إلى مدينة ليدز البريطانية، بزوجها الحالي حمزة عبر الإنترنت أثناء تقديمها دروساً في اللغة الإنجليزية كلغة ثانية.
ورغم فارق العمر الكبير بينهما، نشأت بينهما كيمياء خاصة تطورت بسرعة، حيث سافرت كريستين إلى مدينة الحمامات التونسية لمقابلته بعد ستة أسابيع فقط من تعارفهما، ومنذ ذلك الحين لم تغادر تونس.
وفي 31 ديسمبر (كانون الأول) 2020، تزوّجا في حفل بسيط أقيم في منزل عائلة حمزة بمدينة منوبة، بحضور عدد محدود من أفراد الأسرة، حيث ارتدت كريستين الزي التونسي التقليدي، بينما اهتمت ابنة عم حمزة، مريم (17 عاماً)، بتصفيف شعرها والعناية بمكياجها في يوم الزفاف.
ورغم أن أبنائها، وهم ابن يبلغ 44 عاماً وابنة تبلغ 39 عاماً، قد تقبلا علاقتها بحمزة منذ البداية، إلا أن أصدقاءها كانوا في البداية مشوشين ومشككين، على حد قولها، حيث اعتقد بعضهم أن حمزة ربما يسعى فقط للحصول على المال أو التأشيرة البريطانية، لكن مع مرور الوقت، وبعد رؤية سعادتها ومدى الحب المتبادل بينهما، أصبحوا أكثر دعماً للعلاقة.
وفي عام 2020، سافر ابنها الأكبر إلى تونس لقضاء أربعة أيام معهما، ليتأكد بنفسه من جدية العلاقة ومدى حب حمزة لوالدته.
وأكدت كريستين، التي اعتنقت الإسلام في عام 2021، أنها لا تشعر بأي ندم على قرار زواجها، بل على العكس، تتمنى لو أنها التقت بحمزة في وقت أبكر حتى يتمكنا من إنجاب أطفال معاً، إلا أن القدر لم يمنحهما هذه الفرصة، فقرّرا تربية كلب مشترك كبديل عن الأبناء.
وعن حياتهما الزوجية، تصف كريستين زوجها قائلة: “حمزة زوج رائع، إنه ملكي، يعاملني كملكة، يحبني كما أنا ويقدرني بصدق”.
أما حمزة، فقد عبّر عن حبه لكريستين قائلًا: “إنها زوجة مذهلة، أحب شخصيتها وذكاءها.. هي كل شيء بالنسبة لي”.
ولم تسلم علاقة كريستين وحمزة من الانتقادات اللاذعة، خاصة من بعض البريطانيين الذين أرسلوا لها رسائل إلكترونية وتعليقات سلبية عبر فيس بوك، يتهمون حمزة بأنه يريد استغلالها من أجل المال أو التأشيرة؛ لدرجة أن إحدى النساء وصلت بها الجرأة إلى البحث عن رقم هاتف ابن كريستين والاتصال به لتحذيره بأن زواج والدته لن يدوم.
لكن على عكس التوقعات، قالت كريستين إن المجتمع التونسي كان أكثر ترحيباً بها، حيث وجدت أن الثقافة العائلية والدفء الاجتماعي في تونس جعلاها تشعر بأنها في منزلها.
وتقيم كريستين في تونس منذ 8 سنوات، لكنها تخطط حالياً لجمع المال من أجل استخراج تأشيرة لحمزة حتى يتمكن من زيارة المملكة المتحدة والتعرف على باقي أفراد عائلتها. كما أن الهدف الأكبر للزوجين أصبح الانتقال للعيش في بريطانيا بشكل دائم، حيث تحتاج كريستين إلى رعاية طبية متقدمة بسبب كبر سنها.