بأقوى كاميرا في العالم.. تشيلي ترصد 2100 كويكب وتكشف أسرار جديدة في الكون

منار عبدالسلام
نشر في:
الجمعة 27 يونيو 2025 – 7:09 م
| آخر تحديث:
الجمعة 27 يونيو 2025 – 7:09 م
أطلق مرصد “فيرا سي. روبين” الفلكي في تشيلي مرحلة جديدة من رصده للكون، بعد تشغيل أكبر كاميرا رقمية في العالم بدقة غير مسبوقة بلغت 3200 ميجابيكسل، في خطوة وُصفت بأنها ستحدث تحولًا جذريًا في علم الفلك وطريقة تحليل البيانات الكونية.
ويقع المرصد على قمة جبل باتشون في إقليم كوكيمبو شمالي تشيلي، ويضم تلسكوبًا بقطر 8.4 متر، مزوّدًا بكاميرا فائقة الدقة ترتبط بمنظومة معالجة بيانات عالية الكفاءة، ما يمكّنه من مسح السماء الجنوبية بشكل شامل كل 3 إلى 4 ليالٍ.
وفي أولى تجاربه، نجح المرصد في رصد أكثر من 2100 كويكب غير مكتشف سابقًا خلال 10 ساعات فقط، من خلال مراقبة رقعة صغيرة من السماء المرئية، مقارنة بـ20 ألف كويكب تُكتشف سنويًا عبر مختلف المراصد الأرضية والفضائية مجتمعة، وفقا لما جاء في “رويترز”.
وقال مدير مشروع البيانات في المرصد: “هذه التقنية ستُحدث تغييرًا جوهريًا في الطريقة التي يتعامل بها الباحثون مع البيانات الفلكية، وتفتح الباب لاكتشافات غير متوقعة”.
وأشار إلى أن حجم البيانات الناتجة سيكون ضخمًا إلى درجة أن باحثًا واحدًا يمكنه الوصول إلى ملايين المجرات والنجوم دفعة واحدة، مضيفًا: “بدلًا من دراسة ملاحظتين لكتابة ورقة بحثية، أصبح بإمكاننا تزويد الباحثين بمليار نجم، أو أكثر من 20 مليار قياس لمجرات مختلفة”.
ويُعد المرصد تكريمًا للعالمة الأمريكية فيرا سي. روبين، الرائدة في إثبات وجود المادة المظلمة، التي تمثل أحد أعقد أسرار الفيزياء الكونية.
ويستفيد المرصد من صفاء السماء فوق صحراء أتاكاما، إحدى أنقى بقاع الأرض من حيث الرؤية الفلكية، ما يتيح له التقاط نحو 1000 صورة للسماء الجنوبية كل ليلة.
ورغم الإمكانات غير المسبوقة، يشير علماء إلى تحديات مستقبلية تتعلق بكيفية إدارة هذا الكم الهائل من البيانات.
وقال عالم الفلك فرانسيسكو فوستر: “العدد اليومي من التنبيهات التي سيرسلها التلسكوب يعادل محتوى صناديق بريد إلكتروني لنحو 83 ألف شخص. من غير الممكن معالجة كل ذلك يدويًا، لذا ستكون أدوات الذكاء الاصطناعي ضرورة حتمية.”
ويأمل الباحثون أن تساهم هذه التكنولوجيا في رصد تكوّن النظام الشمسي، وتحديد مواقع الكويكبات الخطرة، وفهم طبيعة المادة والطاقة المظلمة، ما يضع البشرية أمام قفزة نوعية في استكشاف الفضاء.