منوعات

دراسة تؤكد: المشي في الطبيعة علاج فعال للتوتر وتحسين المزاج




ميساء فهمي



نشر في:
الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 – 10:48 م
| آخر تحديث:
الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 – 10:48 م

كشفت دراسة حديثة أن ممارسة الرياضة في بيئات طبيعية مثل الحدائق، الغابات، أو الشواطئ تعزز صحة الجسم والعقل بشكل أكبر مقارنة بالتمرين داخل الصالات الرياضية أو في شوارع المدينة، مؤكدة أن المشي تحت ظلال الأشجار أو على شاطئ البحر تساعدك على الشعور بتحسن في المزاج، انخفاض التوتر، أو صفاء ذهني، فالطبيعة تمتلك تأثيرًا عميقًا وملموسًا على صحتنا النفسية والجسدية.

جاء ذلك بحسب دراسة كاملة نشرتها مجلة Psychology of Sport and Exercise، و نشره موقع “earth” الإثنين؛ حيث طلب الباحثون من 25 شابا المشي بسرعة ثابتة في ثلاثة مواقع مختلفة مثل منطقة خضراء طبيعية، مسار في المدينة، وصالة رياضية مغلقة، ورغم أن سرعة المشي كانت نفسها في جميع المواقع، إلا أن التجربة والتأثير اختلفا بشكل واضح.

بعد كل جلسة، قاس الباحثون مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول)، راقبوا المزاج، معدل ضربات القلب، ومدى شعور المشاركين بصعوبة المشي، وجاءت النتيجة بأن المشاركون في الدراسة شعروا براحة أكبر وانخفضت مستويات التوتر لديهم بعد المشي في الطبيعة، مع زيادة في مشاعر السعادة وتقليل التعب.

وذكر ستيفانو دي دومينيكيس، أحد مؤلفي الدراسة وأستاذ التغذية والرياضة بجامعة كوبنهاجن، أن المشي في الطبيعة جعل المشاركين يشعرون براحة نفسية أكبر، وانخفضت لديهم هرمونات التوتر، إلى جانب زيادة في شعورهم بالفرح والطاقة.

فيما وصف المشاركون مشاعر الاسترخاء والتفاؤل والرضا بعد المشي في البيئة الطبيعية، بينما زادت مشاعر القلق والملل والانزعاج بعد المشي داخل الصالات المغلقة.

وفقًا للدراسة، فقد أظهرت قياسات معدل ضربات القلب أن القلب يستجيب بشكل أفضل بعد المشي في الهواء الطلق؛ حيث انخفض معدل ضرباته بشكل أسرع، وازدادت تقلباته بنسبة 20-30 % مقارنة بالمشي في الصالة الرياضية.

ولم تتوقف الدراسة عند هذا الحد، إذ وجد الباحثون أن المشي في الطبيعة يحفز المشاركين على تكرار النشاط، مما يعزز الحافز للاستمرار في ممارسة الرياضة بانتظام.

وأوضح دي دومينيكيس أن الالتزام بتمرين منتظم يمثل تحديا للكثيرين، لكن ممارسة المشي في الخارج أكثر سهولة ومتعة، ما يزيد من فرص الاستمرارية.
أرجع الباحثون هذه الفوائد، من خلال الدراسة، إلى أن الإنسان نشأ وتطور في بيئة طبيعية، لذا فإن الدماغ يتعرف على الطبيعة كمصدر للأمان والراحة، بينما تثير المدن وضجيجها وسرعتها توترا مستمرا قد لا يشعر به بوعي.

واستدرك الباحثون أن التمارين داخل الصالات مفيدة، فهي توفر بيئة اجتماعية وهيكلا منتظما للتمرين، لكن دمج بعض الوقت في الطبيعة يعزز الصحة الجسدية والنفسية بشكل ملحوظ.

قال دي دومينيكيس إن الفوائد الذهنية والجسدية للتمارين في الطبيعة تفوق بكثير تلك التي تحصل عليها داخل الصالات، ناصحا باستبدال جلسة تمرين داخلية واحدة أسبوعيا بـ30 دقيقة على الأقل من النشاط في بيئة خضراء.

أكدت الدراسة أن بيئة ممارسة الرياضة تؤثر بشكل كبير على المزاج، الحافز، التعافي، وصحة القلب، وهو ما يدعمه تحليل البيانات الشخصية والفيزيولوجية.

ويأمل الباحثون أن تلهم نتائج الدراسة المدن لتوفير المزيد من المساحات الخضراء، وأن تدمج برامج التمارين في الطبيعة لدعم الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية أو يسعون لزيادة نشاطهم البدني.