رياضة

من يعوض جابرييل في دفاع آرسنال؟

يعيش آرسنال أسبوعا بالغ الأهمية قد يحدد ملامح موسمه محليا وقاريا، إلا أنّ الفريق يدخل هذه المرحلة الحاسمة وسط أنباء مقلقة تتعلق بإصابة المدافع البرازيلي جابرييل، الذي يغيب عن الفريق في توقيت حساس، ما يضع المدير الفني ميكيل أرتيتا أمام خيارات محدودة ومعقدة في خط الدفاع.

اخبار الاردن

ويخوض آرسنال خلال 7 أيام فقط، 3 مواجهات تُعد من أثقل المباريات في روزنامته، ديربي شمال لندن ضد توتنهام على ملعب الإمارات، وصدام بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا أمام الهداف العالمي هاري كين، ورحلة إلى ستامفورد بريدج لمواجهة تشيلسي، الفريق الذي وصفه أرتيتا سابقا بأنه صاحب “أفضل هجوم في الدوري بلا منازع”.

وفي خضمّ هذه التحديات، يلتزم النادي الصمت حول مدة غياب جابرييل بعد إصابته في العضلة المقرّبة أثناء وجوده مع منتخب البرازيل.
ورغم أنّ التقارير الأولية تشير إلى إمكانية غيابه لمدة تتراوح بين شهر وشهرين، إلا أنّ السيناريو الأقرب هو غيابه عن الأسبوع الحاسم بالكامل، وهو ما يشكل ضربة قوية لدفاع أرسنال.
ضربة موجعة في الدفاع

لم يصدر عن آرسنال أي بيان رسمي يحدد مدى خطورة إصابة جابرييل، لكن التقارير الصحفية أكدت أنّ الفحوصات الأولية أثارت مخاوف حقيقية من غيابه لفترة قد تصل إلى 8 أسابيع، ما يعني حرمان الفريق من أحد أكثر مدافعيه ثباتا وتأثيرا في الخط الخلفي.
وتعرض المدافع للإصابة خلال مباراة ودية للبرازيل أمام السنغال، حيث غادر الملعب وهو يعرج، قبل أن يتبين لاحقا أن المشكلة في العضلة الضامة، وهي إصابة تُعرف بتعافيها البطيء خصوصا عند لاعبي الخط الخلفي.
يمثل هذا الغياب ضربة مزدوجة للفريق؛ فالدفاع الذي شكّل أحد أقوى خطوط آرسنال في الموسم الماضي يفقد أهم أركانه في أسبوع تتطلب فيه كل مباراة أعلى مستويات الصلابة والتركيز.
من يحلّ مكان جابرييل؟
يدرك أرتيتا حجم المشكلة، إذ لا يتعلق الأمر بمجرد غياب لاعب أساسي، بل غياب قائد في الخط الخلفي يُجيد التمركز، ويملك انسجاما كبيرا مع الدولي الفرنسي ويليام ساليبا.
وقد يضطر المدرب الإسباني إلى اتخاذ قرار صعب بالاعتماد على أحد 3 خيارات متاحة، رغم أن جميعها يكتنفها قدر من المخاطرة.
يعتبر بِييرو هينكابي الخيار الأقرب نظريا والأبعد عمليا، الدولي الإكوادوري انضم إلى آرسنال في اليوم الأخير من سوق الانتقالات تحديدًا ليكون بديلا لجابرييل في مركز قلب الدفاع الأيسر.
لكن الواقع أنّ اللاعب لم يشارك أساسيا في أي مباراة بالدوري، وجاءت 4 من مشاركاته الـ5 كظهير أيسر، فيما كانت مشاركته الوحيدة كأساسي في فوز آرسنال بكأس كاراباو أمام برايتون، وهي مباراة تلقى فيها الفريق ست تسديدات بين القائمين والعارضة، وهو أمر غير معتاد دفاعيا على فريق أرتيتا.
المدافع الإسباني كريستيان موسكيرا قد يكون خيارا آخر إلى جانب ساليبا، لكن مسألة الدفع به أمام توتنهام تبدو محفوفة بالمخاطر.
فاللاعب لم يشارك كأساسي في الدوري منذ مباراة نيوكاسل، التي ارتكب فيها خطأ أدى إلى هدف لصالح “الماجبيز”، قبل أن يستبدله أرتيتا بين شوطي المباراة.
كما أنّ مشاركته الوحيدة إلى جانب ساليبا جاءت أمام بورت فايل من دوري الدرجة الثالثة—وشتان بين مواجهة متواضعة كتلك وديربي عنيف أمام “السبيرز” في ملعب ممتلئ.
قد يلجأ أرتيتا إلى إعادة ريكاردو كالافيوري لمركز قلب الدفاع، لكنه بذلك سيضطر لتحريك لاعب آخر إلى مركز الظهير الأيسر—هينكابي أو مايلز لويس سكيلي— وهو أمر لا يفضّله المدرب الإسباني الذي قال مرارا: “لا أريد تغيير مركزين لمعالجة غياب لاعب واحد”، لكن الظروف الحالية قد تجبره على كسر هذه القاعدة.
أسبوعٌ لا يحتمل الأخطاء
أول اختبارات أرسنال يأتي يوم الأحد في ديربي شمال لندن أمام توتنهام، وهي مواجهة ذات طابع خاص وغالبا ما تلعب فيها التفاصيل الصغيرة دورا حاسما.
وغياب جابرييل ليس “مشكلة فنية” فحسب، بل قد يؤثر نفسيا على الفريق، إذ اعتاد اللاعبون على ثبات ثنائي ساليبا وجابرييل، ما يجعل أي تغيير في قلب الدفاع نسبة مخاطره كبيرة.
بعدها بأيام قليلة، يستضيف آرسنال بايرن ميونخ في مباراة يسعى فيها الفريق اللندني للثأر التاريخي من سلسلة الهزائم الثقيلة في المواجهات السابقة.
لكن هذه المرة يدخل بايرن ومعه هاري كين، أحد أخطر الهدافين الذين واجههم آرسنال خلال العقد الماضي.
ثم ينتقل الفريق إلى غرب لندن لملاقاة تشيلسي، الذي يشهد صحوة هجومية كبيرة دفعت أرتيتا إلى القول سابقا: “هجوم تشيلسي هو الأفضل في الدوري بفارق كبير عن الآخرين”.
أخبار إيجابية على الجانب الهجومي
ووسط الغيوم التي تحيط بوضع الدفاع، تلقى آرسنال خبرا مفرحا بإمكانية عودة القائد مارتن أوديجارد في الديربي بعد تقدّم تعافيه من إصابة في الرباط الجانبي الداخلي للركبة، تعرض لها خلال الفوز على وست هام في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأكد اللاعب في تصريحات لقناة “تي في 2” النرويجية أنه يتقدم بشكل جيد، وقال: “الأمور تتحسن. مباراة اليوم جاءت مبكرًا قليلًا، لكن الوضع أصبح أفضل وآمل أن أعود قريبا”.
ورغم غيابه، التحق أوديجارد بمعسكر منتخب النرويج لدعم زملائه، حيث تأهل الفريق إلى كأس العالم بعد الفوز على إستونيا وإيطاليا.
وقد يستعيد آرسنال أيضا عددا من لاعبيه الهجوميين في الأيام المقبلة، بينهم كاي هافيرتز، نوني مادويكي، فيكتور جيوكيريس، إلى جانب الجناح البرازيلي جابرييل مارتينيلي، وهذا يشكل دفعة قوية لخط المقدمة قبل أسبوع المباريات الصعبة.
وإلى جانب إصابة جابرييل، هناك مخاوف من الحمل البدني الزائد على كالافيوري الذي شارك بكثافة مع المنتخب الإيطالي، ما دفع الجهاز الفني في النادي لمراقبة وضعه بشكل خاص.